تضخم المجرة النازية السوداء بإيطاليا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من روما: انهم المتشددون الفاشيون الجدد الذين يتوغلون سراً في صفوف الطبقة الشبابية المتعاطفة مع الحركات اليمينية العسكرية. وتستهدف حملاتهم "التأديبية" المسلحة المهاجرين وأسرهم إضافة الى كل ما هو خصم سياسي لهم، لا سيما يساريي الهوية. ويعزي المراقبون الأمنيون ولادة هذا الجيل الفاشي، المؤجج بالكره والحقد والعنف والسلاح، الى زعماء يمينيين قدماء يريدون نقل روحهم الشريرة الى طبقة شبابية طازجة، قبل الموت. ان نظرنا قليلاً الى ما يحصل هنا، منذ سنوات، لرأينا ولادة جيل جديد من المتشددين اليمينيين، المنتشرين من شمال شرق ايطاليا الى أقصى جنوبها مروراً بإقليمي لومبارديا(أين تقع مدينة ميلانو) و"لاتسيو"، وروما عاصمته. إذ يكتشف المئات من القاصرين والشباب عالم السياسة عن طريق انخراطهم في مجموعات وحركات تتمسك بأيديولوجيا تميل أكثر فأكثر الى العنف والعنصرية.
اليوم، تتخذ هذه الظاهرة أبعاد مقلقة تدفع المراقبين، العاملين في مجال مكافحة الإرهاب، الى الاعتقاد أن النسخة الغربية من منظمة "القاعدة" قد أبصرت النور! هذا وبدأت السلطات الأمنية التحقيق في مختلف المدن الإيطالية لكشف النقاب عن أسماء هؤلاء الزعماء الحقيقيين الذين يقودون منظمات هذا الجيل النازي الحديث. وعليهم أن يبدؤوا فهرسة هؤلاء الزعماء من اللاشيء كون رسم خرائط تحركاتهم واتصالاتهم ما تزال شبه مجهولة. علاوة على ذلك، لم تتضح لهؤلاء المراقبين قنوات تمويل هذه المنظمات وشبكات تواصلهم، الداخلية والخارجية. مع ذلك، فان المجرة النازية السوداء التي تغلغلت هنا غير متجانسة إنما هي عبارة عن شبكات تتنافس بعضها ببعض. ولا يتمحور هذا التنافس حول الكلام إنما يبعد كثيراً عنه كي يتحول الى غارات مسلحة على كل ما هو مختلف من حيث الجنسية والمذهب والأيديولوجيا. ويعاني المهاجرون من وطأة هذه الغارات، التي تخلف ورائها أحياناً بعض الضحايا منهم، أكثر من الإيطاليين. بالفعل، فان الطبقة النازية الجديدة تستهدف اليوم كل ما له علاقة بالمؤسسات الحكومية، حتى لو كانت الحكومة الحالية يمينية الهوية!
لذلك، فإننا أمام وراث ديكتاتوري، طالما اشتهرت به الحركات اليمينية التقليدية، ينبذه بشدة اليمنيون والفاشيون الجدد. بالطبع، يرد اليساريون على هذه الاستفزازات وأعمال العنف النازية عن طريق عنف مواز. وتساهم الأزمة الطلابية في تعتيم الوضع عموماً. بمعنى آخر، فان رسم استراتيجيات جديدة، من قبل النازيين واليساريين معاً لتصعيد التوتر، تؤرق الخبراء الأمنيين وعلى رأسهم روبرتو ماروني، وزير الداخلية.