وسط حديث عن اجتياح غزة.. إسرائيل حائرة في مصير شاليط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
900 يوم على أسر الجندي الإسرائيلي
وسط حديث عن اجتياح غزة.. إسرائيل حائرة في مصير شاليط
نجلاء عبد ربه من غزة: يبدو أن المفاوضات التي أجرتها إسرائيل مع حركة حماس عبر مصر حول الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط قد تعثرت حد بداية تهيئة الشارع الإسرائيلي بإعادته جثة كغيره من الجنود الإسرائيليين الذين إختطفوا في سنوات سابقة داخل الأراضي الفلسطينية. الواضح على الأرض في غزة، أن حركة حماس تشكل ضغطاً على إسرائيل مع نهاية إتفاق التهدئة التي أبرمت برعاية مصر أيضاً، من خلال السماح للفصائل الفلسطينية المقاومة بإطلاق صواريخ فلسطينية على المدن والبلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، كرسالة إلى الجانب الإسرائيلي بإعادة أبرام تهدئة جديدة، ومن ثمّ، إستكمال التفاوض حول الجندي الأسير جلعاد شاليط.
وتراهن حماس على ضغط الشارع الإسرائيلي على القيادات العسكرية بضرورة وقف تلك الصواريخ التي تتساقط على منازلهم في كل لحظة. وتدرك حماس والقيادات العسكرية الإسرائيلية، أن الأخيرة لن يكون بمقدورها وقف تلك الصواريخ إلا من خلال إعادة إحتلال قطاع غزة بالكامل، في ظل تطور تلك الصواريخ ليصل مادها أكثر من 25 كيلو متر.
وترجح القيادات العسكرية الإسرائيلية بأن شاليط سيكون في عداد القتلى، في حال إقدامها على إجتياح قطاع غزة، إن لم يأسر جنود آخرين، في ظل صناعة الأنفاق المتقدمة حول حدود قطاع غزة مع إسرائيل.
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد كشفت النقاب عن أن حالةً من الغضب تشكلت في أوساط سكان بلدات غلاف غزة احتجاجاً على إحجام وزير الحرب الإسرائيلي أيهود باراك الرد على الهجمات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية انطلاقاً من غزة.
وأوردت الصحيفة المحسوبة على التيار الليبرالي في "إسرائيل" رد باراك لليفني مؤخراً: "لا تقلقي، غزة لن تهرب"، في إشارةٍ لتريثه عن الرد العسكري فيها.
وقالت الصحيفة بلسان حال مستوطني تلك البلدات قائلةً :"من السهل عليه أن يتحدث من مكتبه في الطابق الـ 14 في مقر وزارته عندما يكون سكان المنطقة في خطر دائم من نار الصواريخ ومدى الصواريخ يزداد كل يوم فإن في اللغة الباراكية أكثر مما تسمع الإذن".
وبيّنت الصحيفة أن لدى باراك يوجد شبه لطريقة العمل الأصيلة لموشيه دايان، والتي وصفت في حينه كغواصة يمكن رؤية ناظورها يطل حيناً هنا وتارةً هناك، ملخصةً ذلك بالقول:" الناظر يعتقد أن الحديث يدور عن قبطان لا يعرف إلى أين يبحر بينما العكس هو الصحيح: من الخارج تبدو الغواصة تتذبذب، ولكن القبطان يعرف بالضبط الهدف النهائي".
وتوضح الصحيفة أنه بعد ثلاثة أيام من تعيين دايان وزيراً للحرب، في 3 حزيران 1967، في ذروة فترة الانتظار المضنية، عقد مؤتمراً صحفياً مع كبار المراسلين الأجانب الذي ملأوا إسرائيل، وعن سؤاله إذا كان الجيش الإسرائيلي سيهاجم مصر الآن، كان جوابه الذي لا ينسى كان فن التضليل في أفضل صورة: "متأخر جداً الرد بالقوة ومبكر جداً استنفاد الأزمة بالطرق الدبلوماسية".
وتشير الصحيفة إلى أن "الصحفيين خاب أملهم، وفي ذات الليلة عاد مراسل أجنبي غاضب يدعى ونستون تشرشل (الحفيد) إلى لندن، بعد يوم اندلعت حرب الأيام الستة ودمر سلاح الجو المصري بكامله في صباح اليوم الأول من الحرب".
وكانت والدة الجندي الإسرائيلينخشون فاكسمان الذي أسرته"حماس" 1994م في بير نبالا بالضفة الغربية، وقتل خلال عملية تبادل إطلاق نار بين الخاطفين والجنود الإسرائيليين، قد وجّهت دعوةً لرئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت لبذل المزيد من الجهود للإفراج عن الجندي الأسير في غزه جلعاد شاليط.
وقالت استر فاكسمان في مقابله مع التلفزيون الإسرائيلي القناة الثانية بمناسبة مرور 900 يوم على أسر شاليط " أقول لأيهود أولمرت إنني كأم لا استطيع أن أنام الليالي فأنا أم لا يمكنني إطلاقاً أن أتخيل بأن ابني في الأسر منذ 900 يوم، فإذا أعادوه إلى إسرائيل فأعطوا آسريه قاتل ابني نحشون، فنحشون سيسامحني و أنا أتنازل عن قاتل ابني". وأضافت :" فلا أريد أن يعاني أفراد عائلة شاليط من استمرار بقاء جلعاد في أسر "حماس" فآسروه يريدون الإفراج عن أسراهم ".
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي اشكنازي أكد بأن جيشه ورئيس الوزراء والجهات المعنية في إسرائيل، لا يألون جهداً من أجل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المأسور في غزة جلعاد شاليط. وأعرب اشكنازي عن أمله في أن يتم إعادة الجندي شاليط إلى ذويه قريباً.
في المقابل حذّرت سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إسرائيل من مغبة إقدامه على شن أي هجوم على غزة المحاصرة، مشددةً على غزة لن تكون نزهة وستكون مقبرة للغزاة.
وقالت السرايا "إن التهديدات والدعوات الإسرائيلية لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة واستهداف قادة المقاومة الفلسطينية تهديداتٌ يائسة وعاجزة و تأتي في سياق التخبط السياسي والعسكري التي تشهده الساحة الإسرائيلية، وهي مقدمة لدعاية انتخابية إسرائيلية بين قادة الاحتلال الذين يتنافسون فيما بينهم على ارتكاب جرائم حرب".
واعتبرت السرايا أن هذه التهديدات الواهية تدل على عجز الاحتلال الكبير عن مواجهة المقاومة وصد صواريخها التي أوجدت معادلة توازن الرعب والقوة والتي أصبحت تهدد أكثر من نصف مليون مغتصب إسرائيلي، قائلةً:" إننا سندافع ونحمي أبناء شعبنا وقادتنا ومجاهدينا ومقاومتنا وسنقاوم المحتل بكل ما أوتينا من قوة وإمكانات ولن تثنينا وترهبنا هذه التهديدات الفاشلة، وسيبقي قطاعنا صامداً رغم الجراح ومقاومتنا حاملة لواء الجهاد وماضية في طريقها المشرفة دفاعاً عن عقيدتنا وأرضنا ومقدساتنا الإسلامية".
وأكدت الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي أنه "لا مجال للقبول بأي تهدئة أو تمديدها ما دام العدو يواصل عدوانه وجرائمه وحصاره بحق أبناء شعبنا المرابط".