الجزائر تحث أسرى غوانتنامو على مقاضاة واشنطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر: حثّ مسؤول هيئة حقوقية تابعة للرئاسة الجزائرية، اليوم، مواطنيه الذين غادروا المعتقل الأميركي السيئ السمعة "غوانتنامو باي"، على مقاضاة الإدارة الأميركية لاستعادة حقوقهم وتعويضهم عن السنوات التي قضوها في القاعدة الأميركية بالخليج الكوبي، وما تعرضوا له هناك من تعذيب ومختلف أشكال التعدي الجسدي والمعنوي.
وشدّد "مصطفى فاروق قسنطيني" رئيس اللجنة الاستشارية الجزائرية لحماية وترقية حقوق الإنسان (حكومية)، في تصريحات صحفية، على أنّ رعايا بلاده الـ27 (عشرة منهم غادروا معتقل العار) لهم الحق في المطالبة بردّ الاعتبار لأنفسهم بعدما عجز السلطة الأميركية عن إيجاد أي أدلة تؤكد تورط هؤلاء في "أنشطة إرهابية".
وأتى تصريح قسنطيني ليؤيّد اتجاه جزائريي غوانتنامو لرفع دعاوى قضائية بشكل جماعي ضدّ إدارة بوش لحملها على تعويضهم، خصوصا وأنّ القضاء الأميركي أبرز حجم الظلم الذي لحق بهم، بجانب عجز المحققين عن إثبات مزاعم انتماءهم للقاعدة، وثبوت زيف ما روجه الأميركيون عن تخطيط هؤلاء لشن هجمات ضدّ مصالح غربية.
وغادر عشرة جزائريين قاعدة غوانتنامو خلال الأربعة أشهر الأخيرة، بينهم "مصطفى حمليلي"، "هواري عبد الرحمن"، "عبد العالي فغولي" و"محمد عبد القادر"، بينما لا يزال إطلاق سراح خمسة من "جزائريي البوسنة" محلّ شد وجذب بعد رفض الإدارة الأميركية قرار القاضي الأميركي "ريتشارد ليون" إخلاء سبيل كلا من: مصطفى آيت إيدير، عمر الحاج بودلة، صابر الأحمر، بومدين الأخضر ومحمد نشلة.
وأظهرت وثائق سرية أميط عنها النقاب قبل أشهر، تعرّض جزائريي غوانتنامو إلى تعذيب جهنمي بهدف محاولة جلاديهم إرغامهم على الاعتراف بالتهم المنسوبة إليهم، كما بيّنت تسجيلات صوتية أظهرت تعرّض هؤلاء إلى خروقات كبيرة ارتكبت في حقهم بكوبا، وسلطوا الضوء على الظروف القاسية التي عانوا منها في جحيم غوانتانامو، وتعرض المحتجز "مصطفى آيت إيدير" إلى تهشيم أصابعه بعد ممارسة العنف عليه من طرف الجنود الأميركان المكلفين بحراسة المعتقل.
وأبدى الناطق باسم عوائل المحتجزين، تفاؤله الشديد باستفادة جزائريي البوسنة من تعويضات، خصوصا بعدما أبرز القضاء الأميركي حجم الظلم الذي طالهم، وتأكد وهمية ما نسجه خيال المحققين عن انتماء جزائريين ذهبوا لطلب العلم أو العمل في جمعيات خيرية، إلى القاعدة، وهو ما يفسر عدم محاكمة أيا منهم عدا سفيان برهومي (32 سنة) الذي مثل في ربيع 2007 أمام محكمة عسكرية استثنائية.