كارتر: سيعود السفير الأميركي فور تسلم أوباما

دمشق: كارتر يحمل رسائل تسوية لقضايا المنطقة بهية مارديني من دمشق: أعلن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عودة السفير الأميركي في دمشق "عندما تستلم الإدارة الأميركية الجديدة في أقرب وقت ممكن".

واضاف كارتر في مؤتمر صحفي عقده بعد لقائه اليوم الرئيس السوري بشار الأسد أن "العلاقات بين دمشق واشنطن ستكون أفضل بعد تسلم الرئيس المنتخب باراك أوباما زمام الإدارة الأميركية".

واكد على طمأنة السوريين قائلا بأن"كل شيء سيكون أفضل بعد تسلم الرئيس الجديد لمهامه، وليس لدي أدنى شك في ذلك" ، وقال "أثق تماما بان اوباما سيحقق السياسات التي وعد بها خلال حملته الانتخابية".

واضاف "عندما تستلم الإدارة الأميركية الجديدة سيعود السفير الأميركي إلى دمشق في أقرب وقت ممكن".

وأعرب الرئيس الأميركي الأسبق عن أمله بأن "يشهد البلدين علاقات دبلوماسية وصداقة كاملة في الوقت القريب" كما أمل بأن " يتم إعادة فتح المدرسة الأميركية و المركز الثقافي الأميركي في دمشق اللذين أغلقا على خلفية الغارة الأميركية على مدينة البوكمال شمال شرق سورية قبل شهرين ".

كما اعرب عن امله ان يكون السلام "في الشرق الأوسط أولوية بالنسبة للرئيس الأميركي المنتخب بارك اوباما".

وأضاف "أوباما قال إنه لن يؤجل جهود أميركا في تحقيق السلام إلى وقت لاحق وأن ذلك سيكون في مرحلة مبكرة من ولايته الرئاسية".

وتوقع ان " يقدم اوباما صورة جديدة لأميركا تستند إلى السلام والتعاون مع الحلفاء والأصدقاء و الحوار مع الدول التي تختلف معها بالرأي ".من جانب اخر دعا القوى الفلسطينية إلى" إنهاء حالة الانقسام القائمة فيما بينها وتحقيق المصالحة الوطنية و تشكيل حكومة وحدة وطنية"، مطالبا " إسرائيل بالالتزام بتنفيذ القرارات الدولية التي تنص على الانسحاب من الأراضي العربية التي تحتلها ".

وقال كارتر "هناك حاجة لتحقيق المصالحة الوطنية بين الفلسطينيين "و أمل" أن يتمكن المصريون من تقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف، لننتقل بعد ذلك إلى ودون أي تأخير لتحقيق مقترح الجامعة العربية (المبادرة العربية للسلام) ".

واعتبر"من أجل تحقيق السلام بين إسرائيل وجيرانها لابد من أن تنسحب إسرائيل من كافة الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية التي تحتلها ".

وانتقد كارتر " عدم التزام إسرائيل بعملية السلام على المسار الفلسطيني" وقال "اليوم هناك المزيد من المستوطنات وهناك جدار الفصل ".

وردا على سؤال حول دعوة أميركا مجلس الأمن الدولي للانعقاد بشأن السلام في الشرق الأوسط قال كارتر إن " على أميركا أن تشجع إسرائيل على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية التي تطالبها بالانسحاب من الأراضي العربية التي تحتلها " كاشفا عن اعتقاده بأن "العلاقات السورية الأميركية ستكون أفضل بعد تسلم اوباما لمهامه الرئاسية ".

وردا على سؤال حول إمكانية سحب كامل القوات الأميركية من العرق خلال 16 شهرا كما صرح اوباما، قال كارتر "إذا توخينا الدقة فإن اوباما لم يعد بحسب كافة القوات خلال 16 شهرا، هو قال إن القوات الأميركية ستنسحب من إمكانها الحالية وسيحافظ على هذه القوات في مناطق أخرى لحماية المصالح الأميركية".

وبشأن العلاقات السورية اللبنانية أعرب كارتر عن ارتياحه " للاتفاق الذي توصل إليه البلدين بشان التمثيل الدبلوماسي بينهما " واكد "سيكون هناك سفيران في البلدين قبل نهاية العام".

وحول لقائه بالرئيس السوري أوضح كارتر أنه تطرق مع الرئيس الأسد إلى " مباحثات السلام غير المباشرة التي جرت بين دمشق وتل أبيب في أنقرة برعاية تركية" معربا عن أمله بأن " تنتقل هذه المباحثات إلى مباحثات مباشرة تشارك في أميركا".

و نقلت الوكالة السورية للأنباء (سانا) عن كارتر أمله بأن " تنخرط الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة باراك أوباما في عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط ".

وقالت أن ذلك جاء خلال اجتماع مع الرئيس الأسد بحضور وزير الخارجية وليد المعلم و أن " البحث تناول خلال الاجتماع عملية السلام في الشرق الأوسط وآفاقها والمحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية , ومسألة الجولان المحتل".

ولفتتت سانا إلى أن " الرئيس الأسد نوه بجهود الرئيس كارتر لتفعيل عملية السلام في المنطقة فيما أكد كارتر أن تحقيق أي تقدم في هذه العملية من شأنه أن يساهم بشكل كبير في استقرار المنطقة والعالم ".

وجرى خلال الاجتماع استعراض الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة عموما وفي غزة بشكل خاص والمأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني هناك نتيجة الحصار الإسرائيلي الجائر " كما اعلنت الوكالة الرسمية.

كذلك دار الحديث حول العلاقات السورية - الأميركية وآفاق تحسين هذه العلاقات بعد تسلم الرئيس أوباما الحكم في ال20 من يناير المقبل.

ووصل كارتر إلى سورية اليوم السبت في زيارة هي الثانية له هذا العام حيث زار دمشق في نيسان الماضي وبدأ الزيارة بلقاء مع الرئيس الأسد على أن يلتقي نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم و رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل .

وكانت الولايات المتحدة سحبت سفيرتها من سورية مارغريت سكوبي عقب التوتر في العلاقات عقب اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق عام 2005 وأبقت القائم بالأعمال وانتقلت العلاقات من توتر الى توتر اثر الهجمة الاميركية على البوكمال ومقتل مدنيين سوريين .