جدل متصاعد في الصحافة العبرية حول مبادرة السلام العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بسبب فوز أوباما وقرب الانتخابات في إسرائيل
جدل متصاعد في الصحافة العبرية حول مبادرة السلام العربية
خلف خلف من رام الله: تعيش إسرائيل منذ سنوات حالة من الجدل الداخلي الهادئ، المتصل بقبول أو رفض مبادرة السلام العربية كأرضية لحل الصراع في المنطقة، وهذا النقاش الذي يأخذ مكانه في المقالات والتقارير والتحليلات التي تنشرها الصحف العبرية على نحو متواتر، تصاعدت حدته في الفترة الأخيرة بسبب مرحلة الانتقال السياسي التي تعيشها الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وكذلك السلطة الفلسطينية، إذ تقف الأطراف الثلاثة على أعتاب مرحلة جديدة من الحكم، لا سيما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يلوح بتحديد موعد للانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية في الفترة القريبة، كما أن إسرائيل على موعد مع الانتخابات العامة خلال شهر فبراير المقبل، وأيضا من المقرر أن يتسلم باراك أوباما دفة الحكم من بوش في العشرين من الشهر المقبل.
وفي محاولة لتسليط الضوء على الجدل الحاصل في إسرائيل حول المبادرة العربية للسلام، نستعرض ما كتب في الصحف العبرية خلال الفترة القليلة الماضية عن القضية وحيثياتها، لا سيما منذ إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن العزيز عن إطلاق مؤتمر حوار الأديان، وما تبعه من تكنهات إسرائيلية عن إمكانية تحريك عملية السلام برعاية عربية خلال المؤتمر ذاته.
"ربما يتبنى اوباما المبادرة العربية"، بهذه الكلمات عنونت، الكاتبة الإسرائيلية، سمدار بيري مقالها الذي نشر في صحيفة يديعوت، الصادرة بتاريخ 21/11/2008، وبحسبها فإن المبادرة العربية تعود من جديد، ولكن بصيغة معدلة، فربما تحظى بـ رعاية اوباما، والقبول الإسرائيلي.
وتقول: "كل الأطراف في كافة الاتجاهات - الإسرائيليون والعرب والأمريكيون والاوروبيون - يجمعون اليوم: لن يكون هناك اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين والسوريين من دون مظلة عربية. كلهم يجمعون أيضا ان المظلة العربية يجب أن تحظى بمظلة داعمة أمريكية. كل العيون موجهة الآن نحو براك اوباما ووزيرة خارجية هيلاري كلينتون. العرب لم يعلقوا الآمال على بوش، ولكن خطة السلام العربية في صياغتها المعدلة مطروحة على طاولة خليفته اليوم".
أما أوري سفير مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق، فيقول كما كتب في صحيفة معاريف الصادرة بتاريخ 30/11/2008: " الزمن لا يعمل في صالحنا، ومحظور على إسرائيل أن تفوت الفرصة. ثمة حاجة لحكومة في القدس لا تسير في طريق الشلل السياسي، بل تواصل الطريق السياسي للحكومة الحالية، ربما بتعزيز من ميرتس المتجددة. حكومة كهذه سيتعين عليها أن تتبنى نهجا واقعيا، يشبه المسار الذي عرضه مؤخرا ايهود اولمرت، وان تتخذ قرارات شجاعة. وكذلك، مثلما أشار الرئيس بيرس، مواصلة السعي نحو السلام الإقليمي على أساس المبادرة السعودية. واشدد هنا: ليس المقصود أن نوافق على عناصر هذه المبادرة، ولكن يمكن ويجب بالتأكيد إجراء مفاوضات على أساسها".
أما الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل، فتحت عنوان "مفاوضات إلى الأبد"، كتب في صحيفة هآرتس الصادرة بتاريخ 23/11/2008، يشير إلى أن قادة إسرائيل يريدون مواصلة المفاوضات للأبد من اجل اللاشيء والمبادرة العربية صوت بلا مجيب.
ويؤكد أن الإعلان الذي نشرته السلطة الفلسطينية للمبادرة العربية في الصحف العبرية خلال الفترة الماضية جميل وجذاب، ويقول: "هذا توجه مباشر هو الأول من نوعه باللغة العبرية من السلطة الفلسطينية لمواطني إسرائيل. وكأن السلطة تقول هذا ما يقترحه العالم العربي، فهل يوجد لديكم رد؟ هل تغير شيء خلال السنوات الست التي مضت منذ إطلاق المبادرة؟." ويضيف: "بالتأكيد" تقول إسرائيل "هناك رد" أو "لا يمكننا أن نقبل كل بنود المبادرة العربية والحقيقة هي أن من الصعب قبول كل المطالب في الوقت الذي لا يجمع فيه كل الأطراف في المنطقة على السلام".
وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس زار شرم الشيخ بتاريخ 24-10- 2008، واجتمع مع الرئيس المصري حسني مبارك، لمدة ساعة ونصف الساعة. وكما نشر في "معاريف" آنذاك فان بيرس، الذي ينسق الموضوع مع تسيبي لفني وايهود باراك، عرض على الرئيس المصري اقتراحه - أن تدير إسرائيل اتصالات سلام مع ممثلي كل الدول العربية وفقا لمبادرة السلام العربية. والمقصود هو مفاوضات سياسية بين إسرائيل والدول العربية، تشكل غلافا للمفاوضات مع الفلسطينيين.
ويذكر أن المبادرة العربية للسلام، أصدرتها المملكة العربية السعودية وعرضت خلال القمة العربية في بيروت عام 2002. وهي تقترح على إسرائيل إقامة علاقات سلمية مع كافة الدول العربية، مقابل انسحاب إلى حدود 1967. وحظي الاقتراح بتأكيد القمة العربية في الرياض العام الماضي، وإقرار القمة العربية في دمشق في وقت مبكر من هذا العام، ولغاية اللحظة لم تحظى المبادرة برد فعل إسرائيلي رسمي.