استطلاع رأي تفاءل بفوز أوباما وإثره على الأردن والمساعدات المقدمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
المطلوب صورة جديدة للولايات المتحدة الأميركية بخارطة طريق تبدأ بالقضية الفلسطينية ولا تنتهي عند محاربة الإرهاب.
استطلاع رأي تفاءل بفوز أوباما وإثره على الأردن والمساعدات المقدمة
رانيا تادرس- من عمان: لم يعلق الأردنيين تفاءلا أو أمالا لفوز باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الاميركية وانه لن يسجل أي اثر ايجابي اتجاه القضايا الجوهرية التي تهم المنطقة العربية وكذلك في تغيير السياسيات الاميركية الخارجية وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أعده مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الذي أعلنت نتائجه اليوم أن الأردنيون يشعرون بتفاءل أكبر فيما يتعلق بأثر فوز أوباما على العلاقات الأردنية- الاميركية وكذلك على مستوى المساعدات الاميركية للأردن.
ونفذ المركز الدراسات الاستطلاع خلال الفترة الخامس والعشرين من الشهر الماضي الى الثاني من الشهر الحالي على عينة وطنية شملت (1152 مستجيباً) وقادة رأي حجمها( 615 مستجيباً). وبحسب نتائج الاستطلاع فإن الرأي العام وعينة قادة الرأي زودت أوباما بخارطة طريق لتغيير صورة الولايات المتحدة تعتمد على معالجة ثلاث قضايا هي:القضية الفلسطينية وإنهاء احتلال العراق وتغيير السياسة الأميركية الحالية المعروفة "بالحرب على الإرهاب".
وقال مدير وحدة الاستطلاعات في المركز الدكتور محمد المصري أن الاستطلاع سعى إلى معرفة مدى متابعة الرأي العام وقادة الرأي لمجريات الانتخابات الاميركية. وتوقعاتهم لأثر فوز أوباما على السياسات الاميركية بصفة عامة، وعلى السياسة الاميركية تجاه مجموعة من القضايا المركزية في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط. كما هدف الاستطلاع الى التعرف الى توجهات المواطنين وقادة الرأي في الأردن نحو أهم المشاكل التي يجب على أوباما معالجتها ليغير صورة الولايات المتحدة في المنطقة العربية بشكل ايجابي.
فيما يتعلق بمتابعة الانتخابات الاميركية اظهر الاستطلاع بأن أغلبية الرأي العام تابعت مجريات الانتخابات الاميركية أما فيما يتعلق بمدى متابعة أفراد عينة قادة الرأي لمجريات الانتخابات الاميركية، فقد أفادت الأغلبية العظمى من عينة قادة الرأي بأنها تابعت الانتخابات الاميركية بنسبة. وتظهر النسبة العالية لمتابعة الانتخابات الاميركية بين أفراد العينة الوطنية ومتابعتها تقريباً من جميع أفراد عينة قادة الرأي تعكس أن المجتمع الأردني مع هذا الحدث كان أقرب إلى تعامله مع حدث سياسي محلي.
وأرجعت النتائج تفسير النسبة العالية للمتابعة على عدة عوامل واعتبارات ساهمت في مثل هذا الاهتمام بمجريات الانتخابات الاميركية، منها إن الأحداث السياسية الداخلية الكبرى التي تجري في الولايات المتحدة الاميركية هي ذات أهمية بالغة على العالم العربي بوصفه جزءاً من المجتمع الدولي في ظل أحادية القطبية في النظام العالمي.
إلى جانب إن الولايات المتحدة هي عنصر أساسي في تطورات الصراع العربي الإسرائيلي بحكم علاقاتها مع إسرائيل ومواقفها تجاه مختلف حلقات هذا الصراع وتطوراته، سواء كانت هذه التطورات عسكرية أو سياسية. إضافة إلى إن الولايات المتحدة خلال السنوات الثماني الأخيرة انغمست في المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق من قبل، فهي تحتل العراق وأفغانستان، وهي لاعب أساسي في التطورات الإقليمية في المنطقة. ومما لا شك فيه أن منطقة الشرق الأوسط كانت على رأس أجندة إدارة جورج بوش ومهيأة لأن تبقى على رأس أولويات الإدارة الجديدة، وبخاصة أن سياسة الولايات المتحدة في المنطقة بعد ثماني سنوات من إدارة بوش كانت بالمجمل فاشلة وغير قادرة على تحقيق ما وعدت بتحقيقه.
كما أشارت إلى عوامل أخرى تميزت فيها هذه الانتخابات هي: خوض أميركي من أصل إفريقي (وابن لأب ذي أصول كينية ومسلمة) للانتخابات، لأول مرة، في تاريخ أميركا، جعل الانتخابات الأميركية أكثر إثارة ومتابعة. والعامل الثاني يتمحور حول حملة الديمقراطيين بقيادة أوباما حول شعارات التغير، وهذا جعل المواطن أكثر اهتماماً بمتابعة الانتخابات، وخرج عن إطار أن كلا المرشحين ذو سياسة واحدة. وثالث العوامل التي ربما تكون ساعدت في ارتفاع نسبة المتابعة تعدد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة العربية وغير العربية للمواطنين في الأردن، وبخاصة أن هذه الوسائل قد غطت بكثافة مجريات الانتخابات.
على الرغم من أن أغلبية الرأي العام في الأردن غير متفائلة بأن تغيراً ايجابياً سوف يطرأ على القضايا الأساسية التي تعاني منها المنطقة العربية، إلا أن هنالك نسبة تستدعي الملاحظة والاهتمام من المستجيبين تحمل قدراً جيداً من التفاؤل بأن هذا الانتخاب سينعكس ايجابياً على مجمل قضايا المنطقة العربية والشرق الأوسط.
الرأي العام في الأردن عكس تفاؤلاً أكبر فيما يتعلق بأثر فوز أوباما على العلاقات الأردنية الأميركية، حيث أفاد 58% من أفراد العينة الوطنية بأن فوز أوباما سيكون له أثر ايجابي على العلاقات السياسية الأردنية الأميركية، فيما اعتقد 55% بأن فوز أوباما سيؤثر ايجابياُ على مستوى المساعدات الأميركية للأردن. يشار إلى أن خمس المستجيبين من العينة الوطنية لم يحددوا رأياً تجاه أثر فوز أوباما على السياسات الأميركية المذكورة أعلاه. حيث أن هذه النسبة آثرت التريث في تحديد موقفها لحين ممارسته لمهامه كرئيس.
وبينت نتائج الاستطلاع إن توقعات عينة قادة الرأي لأثر فوز أوباما على العلاقات الأردنية الأميركية هي أعلى من توقعاتها في المجالات الأخرى. حيث أفاد 58% بان العلاقات الأميركية الأردنية السياسية سوف تتأثر ايجابياً بفوز أوباما، فيما توقع 51% بأن المساعدات الأميركية للأردن ستتأثر ايجابياً مع تغير الإدارة الأميركية. وحسب وجهة نظر الرأي العام الأردني هناك مجموعة من المشاكل ذات الأولوية التي يجب على أوباما العمل على معالجتها ليغير صورة الولايات المتحدة في المنطقة العربية لتصبح أكثر ايجابية.
واحتلت صدارة هذه المشاكل معالجة القضية الفلسطينية (بما يضمن إعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة؛ وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية). وأن تصبح الولايات المتحدة أكثر عدلاًً في التعامل مع القضية الفلسطينية، ب.
أما المشكلة الثانية فهي إنهاء الاحتلال الأمريكي للعراق ضمن المحافظة على وحدة أرضه وأمنه ، وعلى أوباما معالجة القضية الفلسطينية ومشكلة احتلال العراق مجتمعتين سوف تغير صورة الولايات المتحدة في المنطقة، وجزء من الرأي العام يعتقدون أن الطريق لتغيير صورة الولايات المتحدة في المنطقة تتم من خلال معالجة القضية الفلسطينية وإنهاء احتلال العراق.
أما فيما يتعلق بالمشكلات التي على أوباما معالجتها لتغيير صورة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة من وجهة نظر عينة قادة الرأي، فقد كانت -كما هي في العينة الوطنية- معالجة القضية الفلسطينية (بما يضمن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والتوقف عن الدعم الأعمى لإسرائيل)،
وأفاد ربع عينة قادة الرأي بأن لتغيير صورة الولايات المتحدة في المنطقة، على أوباما أن يغير السياسة الأميركية الحالية القائمة على مبدأ "الحرب على الإرهاب" وكانت المشكلة الثالثة هي إنهاء احتلال العراق بنسبة ( 14%) من المستجيبين. فيما أفاد 6% بأن معالجة القضية الفلسطينية والعراق مجتمعتين ستؤدي إلى تحسين صورة الولايات المتحدة في المنطقة. وأفاد ما نسبته 8% من مستجيبي عينة قادة الرأي بأن عودة الولايات المتحدة إلى قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والمصداقية في التعامل مع القضايا العالمية ستؤدي إلى تغيير صورة الولايات المتحدة في المنطقة.
وكشف الاستطلاع عن العوامل التي دفعت أفراد العينة الاستطلاع متابعة الانتخابات الأمريكية منها أن " الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة في النظام العالمي ذات أثر هام في السياسات الدولية كافة ولاعب أساسي في التطورات السياسية في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
إضافة إلى أن الولايات المتحدة تعتبر لاعباً أساسياً في قضية الشرق الأوسط الأولى، وهي القضية الفلسطينية، وان تطورات هذه القضية دائمة الارتباط بالسياسة الأميركية تجاهها. إضافة إلى إن التغيرات الجوهرية التي شهدتها السياسة الأميركية نحو المنطقة خلال السنوات السبع الماضية التي من خلالها أقحمت الولايات المتحدة نفسها في احتلال العراق وفي مجمل القضايا الإقليمية في المنطقة بشكل غير مسبوق أدى إلى التعامل مع الولايات المتحدة بوصفها طرفاً إقليمياً إضافة إلى كونها قوة عظمى.
مما لا شك فيه أن فشل إدارة بوش في العالم من خلال اعتمادها على سياسة "الحرب على الإرهاب" وعدم نجاحها في أغلب السياسات التي اتبعتها في منطقة الشرق الأوسط أسهم بشكل أساسي في ترقب الانتخابات الأميركية، ومن ثم ارتفاع نسبة المتابعة. ولعل خوض الانتخابات الرئاسية من مرشح من أصول إفريقية وابن لأب ذي أصول كينية مسلمة لعب دوراً تحفيزياً في ارتفاع نسبة المتابعة. كما أن تعدد مصادر المتابعة وزيادة التغطية الإعلامية من وسائل إعلامية عربية مختلفة ساهم في زيادة نسبة المتابعة. أظهرت النتائج بأن محطة الجزيرة كانت المصدر الأكثر اعتماداً من أكثرية أفراد العينة الوطنية وأفراد عينة قادة الرأي لمتابعة مجريات الانتخابات الأميركية. وأن التلفزة بمحطاتها المختلفة ظلت هي الوسيلة الأكثر اعتماداً لمتابعة مجريات الانتخابات.
بدا الرأي العام الأردني ورأي النخبة الأردنية (عينة قادة الرأي) منقسمين في توقعاتهما لأن يؤدي فوز أوباما إلى تغيير السياسة الخارجية الأميركية. وتكرر انقسام الرأي العام وعينة قادة الرأي حول إذا ما سيكون لفوز أوباما اثر ايجابي على صورة الولايات المتحدة الأميركية في العالم وفي المنطقة العربية. أغلبية أفراد (العينة الوطنية) وعينة قادة الرأي ترى أن فوز أوباما لن يكون له أثر على القضايا الإقليمية في المنطقة مثل: القضية الفلسطينية، وقضية العراق، والسياسة الأميركية تجاه إيران.
إلا أنه من المهم الإشارة إلى أن هنالك نسبة (حوالي ثلث الرأي العام ومثلها في قادة الرأي) يحدوها الأمل بأن يكون لفوز أوباما أثر ايجابي على قضايا المنطقة. آخذين بعين الاعتبار بأن هذه ما زالت توقعات ما قبل مباشرته في إدارة الولايات المتحدة. إذ يمكن اعتبار هذه النسب مرتفعة نسبياً. من المهم الإشارة إلى أن أكثر من خمس الرأي العام (العينة الوطنية) أفادت بأنها لم تحدد موقفاً بعد إذا ما كان انتخاب أوباما سيكون له أثر ايجابي.
القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى التي يعتبرها الرأي العام والنخبة في الأردن البوابة الأساسية التي ستؤدي من خلال معالجتها من قبل أوباما إلى تحسين صورة الولايات المتحدة في المنطقة. فحوالي نصف المستجيبين من العينة الوطنية ومن عينة قادة الرأي أوردوا القضية الفلسطينية تلاها إنهاء احتلال العراق. كما تحقق شبه إجماع بين مستجيبي العينة الوطنية (87%)وأفراد عينة قادة الرأي (82%) على ثلاث قضايا يعتبر أن معالجتهما من قبل أوباما سيؤدي لتغيير صورة الولايات المتحدة في المنطقة، وهي: القضية الفلسطينية، والعراق، وتغيير السياسة الأميركية الحالية القائمة على "الحرب على الإرهاب".
وبحسب نتائج الاستطلاع فإن الرأي العام وعينة قادة الرأي زودت أوباما بخارطة طريق لتغيير صورة الولايات المتحدة تعتمد على معالجة ثلاث قضايا هي:القضية الفلسطينية وإنهاء احتلال العراق وتغيير السياسة الأميركية الحالية المعروفة "بالحرب على الإرهاب".
وأوضحت النتائج إن الإدارة الأميركية القادمة هي على مفترق طرق فيما يتعلق بتوجهات الرأي العام الأردني، وربما العربي، من حيث وجود فرصة ذهبية لمعالجة التوجهات السلبية تجاه صورة الولايات المتحدة بسبب سياستها. وانه بقدر ما بدا الرأي العام الأردني متفاعلاً بصورة كبيرة مع الانتخابات الأميركية ونتائجها وإظهاره تفاؤلاً نسبياً، ظل مرتهناً بالقضايا الكبرى في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والعراق.
وأشارت إلى إن هذا الواقع في اتجاهات الرأي العام يعطي فرصة تاريخية لإيجاد صورة جديدة للولايات المتحدة الأميركية تعتمد على خارطة طريق تبدأ بالقضية الفلسطينية وتمر بالعراق ولا تنتهي عند محاربة الإرهاب.
التعليقات
مملكة فلسهاشم
سردي -بعد النجاح في عملية توطين الفلسطنيين في الاردن ,لن يبخل الغرب وأسرائيل في تقديم المساعدات الى الوطن البديل
مملكة فلسهاشم
سردي -بعد النجاح في عملية توطين الفلسطنيين في الاردن ,لن يبخل الغرب وأسرائيل في تقديم المساعدات الى الوطن البديل