روسيا تراهن على الاسلحة النووية كوسلية ردع استراتيجية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فالح الحمـراني من موسكو: أعلنت مصادر مطلعة في موسكو ان روسيا تضع الخيار في سياستها الدفاعية على الاسلحة النووية الاستراتيجية لعجزها في مواجهة الناتو بالقوات التقليدية، ووجود توجهات عالمية للاعتماد على القوة العسكرية لحل القضايا السياسية. وستعلن روسيا ايضا حقها بان تكون البادئة باستعمال الاسلحة النووية في حال تعرض امنها الوطني للخطر.
وباشرت وزارة الدفاع الروسية باعداد العقيد العسكرية الجديدة لروسيا الاتحادية في المرحلة الراهنة. وكما ذكرت مصادر المؤسسة العسكرية الروسية فان هذه الوثيقة " تأخذ بالاعتبار التوجهات العالمية القائمة على حل المشاكل السياسية بالقوة العسكرية".وتأتي العقيدة العسكرية الجديدة على خلفية انطلاق عملية اصلاح القوات المسلحة الروسية الرامية لبناء جيش بحجم اصغر ولكن بقدرات قتالية عالية.
وقال مصدر في هيئة اركان القوات المسلحة ان العقيدة السياسية الجديدة ستحمل طابعا تطبيقيا وملموسا، وتركز على وسائل الدفاع المتطورة تكنلوجيا. اضافة الى ان موسكو تحتفظ لنفسها بحق استعمال الاسلحة النووية. واشار رئيس هيئة الاركان السابق الفريق يوري بالويفسكي الذي يشغل الان منصب نائب سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي ويترأس فريق العمل المكلف بوضع العقيدة العسكرية، الى انه ستنعكس في الوثيقة التغيرات الجيو ـ سياسية والوضع العسكري ـ السياسي في العالم، بما في ذلك زيادة " دور القوة العسكرية في السياسة". وعلى حد قول بايلويفسكي فانه سيجري الاخذ بنظر الاعتبار القضايا القانونية باستعمل الاسلحة النووية كوسيلة ردع استراتيجية.
واجمع المراقبون العسكريون في تعليقاتهم على تصريح الفريق بالويفسكي على اهمية تصحيح العقيدة العسكرية المعمول بها حاليا.وضمن هذا السياق قال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الفيدرالية الروسي ( المجلس الاعلى للبرلمان) فيكتور اوزيروف ان العقيدة المعمول بها حاليا التي مضى زمن طويل على تبنيها لم تعد تستجيب للتحديات الماثلة. واضاف:" يجب ان تتغير العقيدة العسكرية لتناسب الوضع الدولي المترتب. من اجل تعزيز المؤسسة العسكرية للدولة وان هذا التحليل ضروري للغاية".
واشار عضو المجلس الاجتماعي التابع لوزارة الدفاع رئيس تحرير صحيفة" بشير المجمع الصناعي الحربي" ايجور كوروتتشيتشان الى ان روسيا ستواصل الرهان في ضمان امنها الوطني على الاسلحة النووية الاستراتيجية.وان العقيدة الجديدة ستعلن حقها بان تكون البادئة باستخدام الاسلحة النووية، لان الاعتماد فقط على الاسلحة التقليدية في حال الدخول بنزاع مسلح مع الناتو، لن يكون لصالح لروسيا.واضاف" علينا وضع الرهان على الاسلحة النووية".
ويشير المراقبون الى انه وفي حال مصادقة القيادة السياسة والعسكرية الروسية العقيدة الجديدة فانه فسوف تتصاعد وتائر تسليح القوات النووية الاستراتيجية الذي سيؤدي بدوره الى زيادة النفقات العسكرية لتشغل 3،5% من اجمالي النتاتج القومي.