أخبار

إيطاليا: مستقبل فلتروني دخل المجهول

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من روما: دخل الملف القضائي بإيطاليا منحى جديداً وخطيراً في الوقت ذاته. فيد القضاة وغدرهم لا تطال سيلفيو برلسكوني وحده إنما مسؤولين رفيعي المستوى في الحزب الديموقراطي اليساري الذي يرأسه فالتر فلتروني. في كل إقليم من الأقاليم الإيطالية نجد اليوم قصة "شنيعة" تجد عقولها الإجرامية في صفوف يساريين انتموا في عهد رومانو برودي، رئيس الوزراء السابق، الى أحزاب يسارية مختلفة قبل أن يتحدوا، في زمن المعارضة الإيطالية الحاضرة، تحت سقف فالتر فلتروني، عمدة روما السابق.

هاهي السخرية من ملف برلسكوني القضائي تنعكس سلباً على فلتروني في وقت غير مستحب أبداً كي تطال كوادر سياسية بأكملها، داخل حزبه. هكذا تحولت السخرية من برلسكوني الى شفقة على فلتروني وحزبه! من جانب آخر، تكبد فلتروني في إقليم "أبروتسو" وسط ايطاليا هزيمة سياسية شنعاء ومع ذلك فانه يريد المضي قدماً في طريقه السياسي المجهول. لا بل انه ينوي إعادة اختلاق الحزب الديموقراطي اليساري من جديد ليضحي كياناً سياسياً آخر. لكن هل سيلعب فلتروني مع الزمن مباراة عادلة ستخرجه منها فائزاً؟ ان نتائج مباراة تمديد عمر حزب فلتروني باتت مشكوك بها كونها مليئة بفيروسات الفساد والرشاوى التي بدأت معالمها الأولى تطفو على السطح إنما لا أحداً بعد يستطيع التنبؤ بأبعادها. مما لا شك فيه أن ثمة حزبين بإيطاليا باشرا استقطاب أصوات الناخبين بصورة جنونية، هما حزب رابطة الشمال وحزب قيم ايطاليا الذي يرأسه أنتونيو دي بياترو المنتمي الى الوسط اليساري، على حساب ائتلاف برلسكوني وجميع المتعاطفين مع حزب فلتروني. فيا لها من معادلات سياسية عجيبة يصبح الصغير من خلالها كبيراً والكبير صغير!

ان الانتكاسة السياسية التي تستهدف فلتروني تحثه، على المدى القصير، على إرسال مفوضين من حزبه لمراقبة مجرى الأمور عن كثب في أربعة أقاليم هي "أبروتسو" التي شهدت فوزاً ساحقاً لائتلاف برلسكوني، وجزيرة سردينيا وربما إقليمي "كالابريا" و"بازيليكاتا".

في محاولة إسعاف، قد تكون الأخيرة في عهد رئاسة فلتروني للحزب الديموقراطي اليساري(قد يكون وزير الخارجية السابق ماسيمو داليما خليفته الأوفر حظاً)، سيحاول فلتروني ترويج أجيال سياسية جديدة أقل عمراً. بمعنى آخر، سيخضع زعماء حزبه لعملية غربلة واسعة النطاق ابتغاء تحديث أنسجتها. فهل ستكون هذه المحاولة ناجحة أم مناورة يسعى فلتروني من خلالها الى تمديد بقائه على رأس حزبه قدر الإمكان؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف