ليبيا تحاول محو آثار قضية لوكربي والحصار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طرابلس: بعد مرور عشرين عاما على تفجير طائرة "بان أم" الأميركية، تحاول ليبيا أن تزيل آثار العقوبات الدولية التي فرضت عليها كما تسعى إلى إطلاق سراح عبد الباسط المقرحي الضابط الليبي الذي ادين في هذة القضية. وتم تعليق العقوبات الدولية التي فرضت على ليبيا عام 1993 في 1999 ورفعت نهائيا في 12 ايلول/سبتمبر 2003 بعد ان اعترفت ليبيا بمسؤوليتها عن الاعتداء ووقعت اتفاقا مع لندن وواشنطن لدفع تعويضات لاسر الضحايا.
وهذا ما مكن ليبيا من الرجوع الى الساحة الدولية ومن تطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ما جعل الاميركيين والاوروبيين يتنافسون على العودة الى هذا البلد الغني بالنفط. ويقول شكري غانم رئيس مؤسسة النفط الليبية "عانت ليبيا خلال فترة الحظر من مشاكل كبيرة خاصة على الصعيد الاقتصادي" مضيفا "حرمنا من التكنولوجيا ومن مساهمة الشركات الغربية". ويوضح غانم انه "منذ رفع الحظر وقطاع النفط يحاول ان يعوض تأخره الكبير".
ويشكل النفط 90 في المائة من صادرات ليبيا التي تزخر باحتياطي كبير من النفط والغاز. وتأمل ليبيا في ان يعود انتاجها الذي يصل حاليا الى 2 مليون برميل يوميا من النفط الى ما كان عليه قبل سنوات الحظر اي 3 مليون برميل في 2013.
ويضيف غانم "المستقبل لقطاع النفط في ليبيا لا يمكن الا ان يكون زاهرا بعد ازالة كل العوائق لتطوير الانتاج خاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا والاستثمارات الاجنبية". وقال المحلل السياسي مصطفى الزايدي "ان ليبيا عانت من ظلم صارخ ومكابرة غير منطقية من اميركا وبريطانيا وان العالم كله مقتنع ان قضية لوكربي دبرت لاسباب سياسية".
واكد الزايدي "ان ليبيا تضررت بشكل كبير من الغطرسة الغربية واستخدمت ضغوطا معنوية واقتصادية وسياسية على ليبيا ادت الى وقف التنمية طيلة مدة الحصار على البلاد ولكن بحكمة السياسة الليبية التي حفظت ماء وجه ليبيا والغرب تمت تسوية هذه القضية الشائكة". واعتبر مصطفى الزايدي "عبد الباسط المقرحي رهينة سياسية قدم فداء وتضحية كبيرة لليبيا".
ورأى محمود البوسيفي رئيس تحرير صحيفة "اويا" المقربة من سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي ان "الدول التي ساهمت في ظلم ليبيا عليها ان تتكاتف معنا لاظهار الحقيقة واطلاق سراح الرهينة السياسي المقرحي خاصة بعد ظهور ادلة جديدة لبراءته".
ويقضي عبد الباسط المقرحي (56 عاما) الذي ادين عام 2001 عقوبة السجن مدى الحياة التي لا تقل عمليا عن 27 عاما في سجن اسكتلندي لادانته بتفجير طائرة بان اميركان في 21 كانون الاول/ديسمبر 1988 فوق مدينة لوكربي، ما تسبب في مقتل 270 شخصا. وفي حزيران/يونيو 2007 سمح للمقرحي الذي لا يزال ينفي التهم الموجهة اليه، بتقديم استئناف ثان للحكم بعد فشل الاستئناف الاول في 2002.
ويعاني المقرحي من سرطان بلغ مرحلة متقدمة وحالتة الصحية حرجة حسب زوجته عائشة التي قالت لوكالة فرانس برس "رغم اننا مقتنعون من براءته الا اننا الان ليس لنا مطلب الا ان يقضي ايامه الاخيرة بين اطفاله وعائلته وان كان ذلك في اسكتلندا".
واكدت عائشة التي عادت مؤخرا من زيارته التي اشتكت انها ليست متاحة لها دائما ان نفسية المقرحي "منهارة" وان الطبيب اكد "تحسن حالته الصحية عندما تتحسن نفسيته وهو امر مستبعد طالما هو بعيد عن عائلته". وحيت عائشة جهود السلطات الليبية وسعيها لاطلاق سراح زوجها وكذلك تعاطف اسر الضحايا الذين يومنؤن ببراءة زوجها.