قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كابول: تصدرت الحرب في افغانستان خلال العام 2008 النزاعات في العالم من حيث الخطورة وباشرت الولايات المتحدة تعزيز وجودها العسكري في هذا البلد بعدما دفعت ثمنا باهظا في العراق، فيما يتجنب الغرب اطلاق اي تكهنات حول مكان اندلاع الحرب القادمة.ويشير الخبراء الى ان النزاعات التي شهدها العالم عام 2008 سواء في جمهورية الكونغو الديموقراطية او دارفور او الصومال، اظهرت حجم المهام المطلوبة من جيوش الدول المتقدمة والتي تتخطى قدراتها الفعلية. وكشفت الحرب الخاطفة التي دارت لمدة خمسة ايام هذا الصيف بين جورجيا وروسيا حول منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية، انه من الممكن في اي لحظة ان يندلع نزاع مسلح بشكل مفاجئ في مكان ما من العالم.وحلت افغانستان العام الماضي محل العراق كأخطر النزاعات في العالم بنظر الغربيين.وبالرغم من انتشار القوات الدولية البالغ عديدها حاليا نحو 70 الف عنصر بينهم حوالى 32 الف اميركي واكثر من ثمانية الاف بريطاني، شهدت افغانستان عام 2008 اسوأ سنة منذ اطاحة نظام طالبان في نهاية 2001. وصعد المسلحون الاسلاميون هجماتهم عام 2008 فقتلوا حوالى 270 عسكريا اجنبيا و1250 جنديا وشرطيا افغانيا.وفي وقت تقترب واشنطن من سحب قواتها من العراق، تعمد في المقابل الى تعزيز انتشارها شيئا فشيئا في افغانستان. وجعل الرئيس المنتخب باراك اوباما من افغانستان احدى اولويات عهده ويطالب الجنرال ديفيد ماكيرنان قائد القوات الاميركية والاطلسية في هذا البلد بتعزيزات تبلغ عشرين الف عنصر.كما تحض واشنطن حلفاءها المترددين على ارسال المزيد من القوات.في هذه الاثناء، تحسن الوضع الامني في العراق ولا سيما على خلفية الحملتين اللتين امر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشنهما في الربيع على المسلحين الشيعة في بغداد والبصرة كبرى مدن الجنوب. وابرم المالكي مع واشنطن اتفاقية امنية تنص على انسحاب القوات الاميركية بالكامل بحلول نهاية 2011، بدءا بانسحابها من جميع المدن العراقية في حزيران/يونيو 2009.وتبقى التحديات هائلة سواء في افغانستان او في العراق، بحسب المحللين.وقال لورنس فريدمان استاذ الاستراتيجيا العسكرية في معهد كينغز كوليدج في لندن "حصل تطوران مهمان خلال العام المنصرم: الاول ان الوضع العراقي اصبح اسهل بقليل، والثاني ان الوضع الافغاني اصبح اصعب بقليل". واوضح الخبير ان العراق شكل "درسا قاسيا" للولايات المتحدة لكن الغرب يكتشف من خلال هذا النزاع "الرابط الوثيق بين السياسة والاستراتيجيا".وقال مسؤول عسكري اوروبي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان "الدول التي لم تتورط في العراق كانت محظوظة" مضيفا "سيتحتم الآن على الدول المشاركة (في العملية) في افغانستان الالتزام بشكل قوي، الامر الذي قد تجد صعوبة في تسويقه لدى رأيهما العام".واقر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الذي ثبته اوباما في منصبه في الادارة المقبلة في مقال تنشره مجلة "فورين افيرز" في كانون الثاني/يناير بان تحول الجيش الاميركي في العراق الى قوة لمكافحة المتمردين "تم لقاء كلفة بشرية ومالية وسياسية فظيعة". ورأى ان "افغانستان تشكل على اكثر من صعيد تحديا على المدى البعيد اكثر صعوبة وتعقيدا من العراق، تحديا سيتطلب رغم المجهود الدولي الهائل المبذول التزاما اميركيا عسكريا واقتصاديا مهما لفترة من الوقت".كذلك دعا الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش خلفه الى مواصلة الضغط على السودان حيث خلفت الحرب المستمرة منذ 2003 في منطقة دارفور 300 الف قتيل 2,2 مليون نازح بحسب ارقام الامم المتحدة. غير ان الامم المتحدة اعلنت ان عدد عناصر القوة المشتركة الدولية-الافريقية في دارفور لن يتخطى في نهاية السنة نصف العديد المذكور في تفويضها وهو 26 الف عنصر.ويترتب على الامم المتحدة ايضا تعزيز قواتها لحفظ السلام في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية حيث ينتشر 17 الف عسكري اجنبي. وتقاوم بلدان الاتحاد الاوروبي ضغوط الامم المتحدة لحضها على ارسال قوة طارئة الى هذا البلد وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان الاتحاد الاوروبي "لا يمكنه الذهاب الى كل الاماكن على الدوام وبشكل غير محدود".وحذر فريدمان من ان الدول المتطورة قد ينتابها "احساس بالسأم"، معتبرا "شبه مؤكد" قيام نزاع عام 2009 في مكان ما من العالم في بلد يعاني من الازمة الاقتصادية العالمية.وقال "ينبغي ان لا يفاجا احد، ستكون هذه سنة صعبة للغاية".