جدل في ألمانيا حول منح حق اللجوء لمعتقلي غوانتانامو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
برلين: لا يزال إعلان الحكومة الألمانية النظر في إمكانية منح حق اللجوء لعدد من معتقلي معسكر غوانتانامو الأميركي في كوبا يثير ردود أفعال واسعة. فقد رحبت الولايات المتحدة الأميركية بهذه الخطوة على لسان المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك في واشنطن، الذي اعتبر أنها "خطوة إيجابية للأمام" تقوم بها برلين ودول أوروبية أخرى بهذا الشأن. ولم يخفِ ماكورماك سعي حكومة بلاده منذ وقت طويل للعثور على بلدان تقبل معتقلي غوانتانامو سواء عن طريق منحهم اللجوء على أراضيها أو "احتجاز هؤلاء الأفراد بطريقة ما في ظروف لا يشكلون معها تهديدا لغيرهم".
وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية قد أكد أمس في برلين أن وزير الخارجية الألماني فرانك shy;فالتر شتاينماير طلب إعداد دراسة شاملة حول المسائل القانونية والسياسية المتعلقة باستقبال سجناء معسكر غوانتانامو. وجاءت تصريحات المتحدث لتؤكد تقرير نشرته صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية في عددها الصادر يوم أمس أكدت فيه عزم الحكومة الألمانية النظر في إمكانية منح حق اللجوء لعدد من معتقلي المعسكر.
سجناء غوانتانامو ليسوا "مشكلة ألمانية خاصة"
غير أن استقبال معتقلي غوانتانامو على الأراضي الألمانية أثار موجة من الجدل وآراءً متباينة توزعت بين مؤيد ومعارض لقرار من هذا القبيل داخليا، فقد أشار توماس شتيغ نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية إلى أن هذه المسألة تخص في الأساس الدول التي ينتمي إليها المعتقلون والولايات المتحدة، وأن عدم استطاعتهم من العودة إلى موطنهم ليست "مشكلة ألمانية خاصة"، لكنها قضية يتعين مناقشتها على المستوى الأوروبي.
وفي السياق ذاته رفض عضو برلمان برلين للشؤون الداخلية إرهارت كورتينغ استقبال المعتقلين على اعتبار أنهم مصدر تهديد لألمانيا حتى وإن لم تثبت التهم على بعضهم. جاء ذلك في تصريح للمسؤول الألماني لصحيفة "برلينر تسايتونغ"، فحسب رأيه فإن المعتقلين يحملون أفكارا مؤيدة لتنظيم القاعدة أو منظمات شبيهة، كما أن جلب المعتقلين إلى ألمانيا "يتعارض مع برنامج محاربة الإرهاب".
"قبول ألمانيا إيواء أبرياء أمر إنساني"
أما سباستيان إداتي، سياسي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، فقد اعتبر أن قبول ألمانيا " إيواء معتقلين أبرياء " هو أمر إنساني، كما ذكر لصحيفة "كولنر شتات أنتسايغر". لكن السياسي الألماني ذكر شرطين لقبول المعتقلين في ألمانيا وهما: أن لا يكون المعتقل مداناً وأن يكون رجوعه إلى وطنه يشكل خطرا على حياته.
ويجدر الذكر أن الإدارة الأميركية المقبلة التي يترأسها باراك أوباما تعتزم إغلاق معتقل غوانتانامو في كوبا الذي أثار الكثير من الانتقادات الدولية ضد الولايات المتحدة، والذي يقبع فيه حاليا حوالي 250 سجينا يشتبه أن لهم صلة بالإرهاب.