قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من روما: هل ينطلق دمار تيار فلتروني النهائي من مدينة نابولي، عاصمة إقليم "كامبانيا" جنوب غرب البلاد؟ بدأ كل شيء هناك عن طريق سلة من التحقيقات والتحريات القضائية حول مناقصات متعلقة بهذه المدينة. من هنا، برزت محاولة ابتزاز محتملة استهدفت "كريستيانو دي بياترو" نجل "أنتونيو دي بياترو"، رئيس حزب "قيم ايطاليا" ووزير البنى التحتية والنقل في حكومة رومانو برودي السابقة. وتمكن القضاة من تسليط الضوء على نجل دي بياترو عن طريق آلية التنصتات الهاتفية السرية التي استهدفت "ماورو ماوتوني"، مدير الشؤون العامة في إقليم "كامبانيا". ولم يكن الأخير راض عن نقل عمله الى هذا الإقليم لذلك تبلورت الخطة مع أصدقائه حول ابتزاز نجل دي بياترو، عندما كان والده وزيراً ذو صلاحيات سياسية أوسع. بمعنى آخر، فان الفخ تمحور حول ابتزاز ابن الوزير! وفق المعطيات التي قدمتها أجهزة التحريات لمكافحة المافيا "ديا" الى الأجهزة القضائية فان العلاقة بين نجل دي بياترو ومدير الشؤون العامة في الإقليم المذكور تميل الى الانتماء الى أدوار مؤسساتية، جرى ملء فراغها أم تغييرها، يخفي محتواها طعم المجهول. في سياق متصل نجد أدلة حول أكثر من طلب توصية ومحسوبية قاده نجل دي بياترو لصالح أشخاص خارج نطاق صلاحياته المؤسساتية، المرتكزة بمدينة بولونيا شمال البلاد. الى جانب هذه الأدلة، يوجه القضاة إصبع الاتهام الى كريستيانو دي بياترو من جراء استهداف الأخير لمجموعة من المناقصات والمجهزين العاملين في قطاع الخدمات. يذكر أن نجل زعيم حزب "قيم ايطاليا" كان برلمانياً للحزب في عهد برودي. في أي حال، ما يزال زعيم هذا الحزب يحافظ، ولو شكلياً، على أعصابه الحديدية حيال ملاحقة قضائية تطاله إنما بصورة غير مباشرة عن طريق نجله. علماً أن أنتونيو دي بياترو اعتبره الرأي العام، لغاية الأمس، بطل الثورة القضائية الذي يريد "تطويق" برلسكوني من جميع الجوانب.. قبل زجه بالسجن. فماذا يحصل من قنبلة سياسية في حال رأى دي بياترو نجله بالسجن بدلاً من برلسكوني؟ أضحى السيناريو السياسي هنا محاطاً بالضباب أين يبدو البطل خائناً والخائن بطل. ومن حلم يوماً بأن القضاة يقفون لبطل الثورة القضائية بالمرصاد؟ وهل سيضطر هذا الزعيم من الاستقالة من منصبه القيادي في الحزب أم اعتزال الحياة السياسية نهائياً من جراء تلطيخ سمعته السياسية بالوحل؟