دي بياترو يعيش كابوساً سياسياً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من روما: يعيش المدعي العام السابق "أنتونيو دي بياترو"، زعيم حزب "قيم ايطاليا"، كابوساً سياسياً قد يكون أفظع مما يحيط بفالتر فلتروني، زعيم المعارضة الذي يرأس الحزب الديموقراطي اليساري، من جميع الجوانب من نتيجة واقع أيديولوجيته الفاشلة.
ويتساءل المحللون حول ردود فعل دي بياترو على إمكان زج نجله بالسجن! في حال تمكن التحريون القضائيون من إثبات التهم على نجله فان دي بياترو الوالد قد يُتهم بإخفاء أدلة مفيدة للعدالة. إذ لا يمكن لزعيم حزب "قيم ايطاليا" ألا يكون مطلعاً على أنشطة ابنه المؤسساتية عندما كان يشغل منصب وزير البنى التحتية والنقل في عهد رومانو برودي، رئيس الوزراء السابق الذي اضطرت حكومته الى الاستقالة بعد إمساكها زمام أمور البلاد لأقل من سنتين مما دفع البروفيسور برودي الى الاعتزال من الحياة السياسية الوطنية نتيجة غدر حلفاؤه به وعلى رأسهم وزير العدل السابق الذي وقف ضد الجميع دفاعاً عن زوجته التي وقعت بدورها في ورطة قضائية.
في أي حال، ينوه دي بياترو بأن استهداف القضاء لنجله يعني توجيه إصبع الاتهام الى جميع سكان ايطاليا! مما يدل على العصبية التي بدأ دي بياترو يتقوقع داخلها منذ تسرب الأخبار حول ضلوع نجله، الذي كان مستشاراً في محافظة نابولي(عندما كان والده وزيراً لغاية نصف عام 2006)، في قضايا فساد ومحاولات ابتزاز متبادلة. وان سقط نجل دي بياترو فان الأب من المتوقع أن يسقط معه، من الساحة السياسية. وهذه ضربة مؤلمة وربما قاتلة لكل من آمن بأن أنتونيو دي بياترو هو بطل العدالة بإيطاليا. كما أن الأخطاء التي ارتكبها نجله لا تغفر أبداً.
ويبدو أن مديرية الأشغال العامة تعرضت لضغوط من "كريستيانو دي باترو"، نجل زعيم حزب "قيم ايطاليا"، بشأن بناء مجموعة من الثكنات التابعة للشرطة العسكرية عن طريق طرحه لائحة محسوبية تحوي أسماء مهندسين، مقيمين بمدينة بولونيا شمال ايطاليا، قادرين على تنفيذ الأشغال بسرعة وفعالية. هذا وتبرز التنصتات الهاتفية محتويات غنية بالمعاني السياسية التي تم تبادلها بين نجل دي بياترو وأصدقائه والمسؤولين في مديرية الأشغال العامة الذين أرادوا بدورهم ابتزازه.
يمكننا القول ان الفضيحة ستطال، على الأرجح، زعيم حزب "قيم ايطاليا" قريباً. لذلك، فهل يمكن اعتبار هذه الفضيحة مدبرة من قبل برلسكوني شخصياً نظراً الى اقتراب الانتخابات الإدارية والأوروبية هنا؟ إذ ان أنتونيو دي بياترو لم يكن قط متسامحاً مع أخطاء برلسكوني ثقيلة المعيار فهل ما ينتظر نجله من إعصار قضائي خطة انتقامية من والده، يقف ورائها مجموعة من ذوي النفوذ المطلق في البلاد، أم برزت على السطح عن طريق الصدفة؟