أخبار

جيلاني يؤكد ان بلاده دولة مسالمة لا تريد الحرب مع الهند

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

وساطة سعوديةلتخفيف التوتر بين البلدينو باكستان ترفع مستوى تأهّب جيشها

جيلاني أكد ان بلاده دولة مسالمة لا تريد الحرب مع الهند

وكالات: اكد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الجمعة ان بلاده لا تريد الدخول في حرب عسكرية ضد الهند. وقال جيلاني للصحافيين اثناء زيارته لمدينة (لاهور) الباكستانية ان " باكستان دولة مسؤولة ومسالمة و هي لا تريد الحرب ". الا انه اوضح "اذا فرضت الحرب علينا فلدينا الحق والقدرة على الرد ضد من يعتدي علينا". وكشف رئيس الوزراء الباكستاني عن ان المملكة العربية السعودية تلعب دورا في تخفيف التوتر بين بلاده والهند كاشفا عن عقد اتصالات مع رئيس الوزراء الهندي بعد وقوع هجمات مدينة (مومباي) الارهابية.

فيمادعت الهند رعاياها بعدم السفر او البقاء في باكستان في اعقاب ادعاءات اسلام اباد بالقاء القبض على عدد من الجواسيس الهنود واتهامهم بالتورط في احداث ارهابية في مدينة لاهور.. ونفى المتحدث الرسمي باسم الخارجية الهندية فيشنو براكاش في بيان للوزارة صدر ما تناقلته وسائل الاعلام الباكستانية بشأن اعتقال العديد من المواطنين الهنود خلال اليومين الماضيين في مدينتي لاهور ومولتان بباكستان واتهامهم بانهم ارهابيون.

واكد براكاش ان ما تم من عمليات اعتقال لمواطنين هنود تعد اعمالا قامت بها اجهزة الاستخبارات الباكستانية حيث افاد ضابط كبير في شرطة مدينة لاهور بانه لا علم له بحدوث اية اعتقالات من هذا القبيل في المدينة. ووصف المتحدث باسم الخارجية الهندية هذه الاعتقالات بحق المواطنين الهنود في مدينة لاهور الباكستانية بانها "اعمال خارجة عن القانون والنظام المدني".

الى ذلك، طلبت الهند الجمعة من الولايات المتحدة والصين والمملكة العربية السعودية الضغط على باكستان من اجل ان تتخذ تدابير ملموسة ضد المسؤولين عن هجمات مومباي التي أودت بالمئات الشهر الماضي. وذكرت وكالة "برس ترست" الهندية الجحمعة أن وزير الخارجية الهندي بارناب موخرجي أبلغ نظرائه الصيني يانغ جيتشي والسعودي سعود الفيصل و الأميركية كوندوليزا رايس عدم رضا الهند على التدابير التي اتخذتها باكستان بحق المسؤولين عن هجمات مومباي .

وقال موخرجي لوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ان الهند مارست حتى اليوم سياسية ضبط النفس رغم غضبها العارم مما حصل. وشدد الفيصل الذي وصف الارهاب بأنه "شر" و"سرطان" على حاجة الدول كافة الى التضامن من اجل القضاء على هذا "البلاء" نهائياً. ووافق الفيصل الذي وصل الجمعة الى الهند في زيارة قصيرة على ضرورة ان تتعاون كل الدول بشفافية من أجل إنهاء الإرهاب. وقد طالب موخرجي الى وزير الخارجية السعودي ممارسة الضغوط للتأكد من سوق مرتكبي هجمات مومباي أمام العدالة في أقرب وقت ممكن .

كما دعا الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع موخرجي الأمم المتحدة الى انشاء هيئة خاصة لمحاربة الارهاب اينما كان. وقال "قدمت المملكة العربية السعودية الى الامم المتحدة اقتراحاً لانشاء هيئة خاصة لكي يحارب المجتمع الدولي الارهاب الذي يشكل شراً وسرطاناً في عالمنا".

في هذه الغضون، ذكر مصدر أمني باكستاني طلب عدم الكشف عن اسمه لـCNN أنه جرى نقل وحدات عسكرية من الحدود مع أفغانستان، حيث كانت تتمركز لمواجهة نشاط تنظيم القاعدة وحركة طالبان، إلى المنطقة الحدودية مع الهند، بعدما ازدياد القلق لدى إسلام أباد من احتمال تنفيذ الهند عمليات غزو برية. وأكدت مصادر عسكرية باكستانية أن إسلام أباد استدعت كافة الجنود الذين كانوا في إجازات الجمعة، طالبة منهم العودة إلى ثكناتهم، ووضعت سائر الوحدات في حالة "الخدمة العملية" وذلك في تطور يأتي على خلفية القلق من احتمال اندلاع نزاع مع الهند.

وقال المصدر أن الجيش الباكستاني بدأ بأخذ الإجراءات الدفاعية "عند الحدود الدنيا،" غير أنه تجنب تحديد ماهية هذه الإجراءات، غير أن أحد الخبراء في الشأن العسكري قال لـCNN إن هذه الإجراءات تعني إرسال وحدات مسلحة باكستانية إلى المناطق الحدودية مع الهند، حيث من الممكن حصول "عمليات غزو."

وأكد مسؤولون لـCNN أنه جرى نقل وحدات عسكرية من الحدود مع أفغانستان، مشددين على أن القوات نُقلت من منطقة لا تشهد الكثير من المواجهات، في حين لم يطرأ تبديل على وضع القوات في الجبهات المضطربة، مثل وادي سوات وبيشاور شمال غربي البلاد.

وأضاف أحد المسؤولين الباكستانيين، رافضاً الكشف عن اسمه: "من الطبيعي أن نقوم بخطوات معينة لمواجهة مد العمليات المتوقع من الجانب الهندي.. لا يمكن لنا القتال على جبهتين، لذلك قمنا بنقل بعض الوحدات من الحدود الغربية لمواجهة العمليات الهندية."

وأضاف إن باكستان، وإن كانت تتسامح نوعاً ما مع الصواريخ الأميركية التي تضرب أهدافاً على أراضيها انطلاقاً من أفغانستان، إلا أن الحكومة والشعب، لا يمكنهما التصرف بالصورة عينها مع غزو هندي محتمل.

وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من اجتماع عقده رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينغ، مع ثلاثة من قادة جيشه الجمعة، قيل إنه خُصص لدراسة الأوضاع الأمنية الأخيرة.

ونقلت أوساط عسكرية هندية أن الوحدات المنتشرة في الجانب الهندي من كشمير لاحظت بالفعل تحركات عند الحدود في الجانب الباكستاني.

وقال حسين حقاني، السفير الباكستاني لدى واشنطن، في حديث لـCNN إن بلاده "لا ترغب بالحرب، لكن عليها الانتباه لتهديدات الحرب المتصاعدة من الجانب الآخر من الحدود."وأكد حقاني أن إسلام أباد أخذت إجراءات "تتوافق مع توقعات المجتمع الدولي" منذ هجمات مومباي، معتبراً أن ما من سبب لتوجيه تهديدات لبلاده التي قال إنها "كانت بدورها ضحية الإرهاب وستواصل القتال ضده."

من جهته، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، غوردون جوهاندرو، إن واشنطن كانت على "تواصل مباشر" مع الهند وباكستان منذ هجمات مومباي، معرباً عن أمله بأن "يتفادى كلا الطرفين القيام بخطوات ترفع من منسوب التوتر خلال هذا الوضع المتأزم."

بالمقابل، شكك السفير الباكستاني في لندن، وجيد شمس الحسن، بصحة التقارير حول حشود عسكرية لبلاده، معتبراً أن ما يحصل هو جزء من عمليات إعادة الانتشار التي ينفذها الجيش الباكستاني في الشتاء عادة، مشدداً على أن إلغاء العطلات اقتصر على الشرطة وليس الجيش.

ورغم أن شمس الحسن انتقد ما وصفه بـ"هستيريا الحرب" لدى الجانب الهندي، غير أنه أكد عدم وجود رغبة لإسلام أباد ونيودلهي بتطور الأمور باتجاه مواجهة عسكرية.

من جانبه، قال سيتانشي كير، الناطق باسم وزارة الدفاع الهندية، إن بلاده "لا تقوم بتعزيز تواجدها عند حدودها الشرقية حالياً، غير أنها "تراقب الوضع عن كثب،" على حد تعبيره. ونفى كير تلقى الوزارة تقارير حول إرسال باكستان وحدات إضافية من جيشها إلى حدود الهند، غير أنه لفت إلى أن الوزارة "ستواصل مراقبة الوضع."

وكانت باكستان قد باشرت أخذ احتياطات أمنية خشية قيام الهند بتنفيذ ضربات عسكرية ضدها بعد توجيه اتهامات إلى جهات في باكستان بالضلوع في هجمات مومباي التي أودت بحياة 160 شخصاً الشهر المنصرم.

وكان وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمد قرشي، قد حذّر الهند الخميس من توجيه ضربات لبلاده، وذلك بحسب ما نقلته صحف محلية. وأوردت الصحيفة عن قرشي قوله: "أريد أن أقول للهند أننا نرغب بالسلام ونحمل رايته، لكن (نحذر) من ارتكاب خطأ توجيه ضربات موضعية." وأضاف: "ستقوم أمتنا وجيشنا بالرد على أي أعمال عدائية، ونحن لا نجهل الأصول الواجب تطبيقها في دفاعاتنا."

وكانت الهند قد اعتبرت أن منفذي هجمات مومباي، الذين قالت إنهم ينتمون لجماعة "عسكر طيبة،" قدموا إليها من باكستان، واتهمت تيارات في الحكومة والأجهزة الأمنية الباكستانية بدعم ما وصفته بـ"الإرهاب" في المنطقة.

وانتقدت نيودلهي ما اعتبرته "تقصيراً" من الجانب الباكستاني في مواجهة الإرهابيين، ونشرت "اعترافات" قالت إن المهاجم الوحيد الذي ظل على قيد الحياة في حوادث مومباي قد أدلى بها، وتفيد بأنه تلقى تدريبات في معسكرات ضمن الجزء الباكستاني من كشمير. وسبق للهند وباكستان أن خاضتا ثلاث حروب منذ عام 1947، وذلك على خلفية النزاع حول منطقة كشمير، على أن ذلك جرى قبل أن تتحول كل منهما إلى قوة نووية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف