ايطاليا: القصر الجمهوري بين حذر وأمل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من روما: يجمع المراقبون على أن سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الحالي، قد فجر قنبلة قد تلاقي صدى إيجابياً لها في الحزب الديمقراطي اليساري والتيارات اليسارية عموماً. تدعى هذه القنبلة "انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب" ويعتبر الفارس برلسكوني أول رجل سياسي تجرأ على البوح بأسرار أفكاره علناً أمام القصر الجمهوري ورئيسه. علماً أن مخططه لن يلقى ردود فعل فورية بما أن ايطاليا غير مستعدة بعد لإجراء إصلاحات، على مستوى الرئاسة.
في تلك الأثناء، يواصل برلسكوني جهوده الطموحة للعب دور الوسيط بين حكومتين ناشئتين، هما حكومة مدفيديف الروسية ونظيرتها الأميركية برئاسة باراك أوباما الذي لم تتضح بعد نواياه الحقيقة مع حكومة روما اليمينية. لكن الجميع يعلم أن أميركا بحاجة الى ايطاليا والعكس بالعكس. وربما سيكون الظهور التلفزيوني لبرلسكوني وأوباما معاً بارداً إنما ستكون لقاءاتهم، في الشهور والسنوات القادمة، حافلة بالمحتويات والأحداث على الساحة الدولية بمساعدة الجسر الذي عززته وزارة الخارجية الإيطالية مع هيلاري كلينتون، وزير الخارجية المقبلة. ويبدو برلسكوني واثقاً من نفسه حول إمكان إصلاح آلية الانتخابات الرئاسية قبل نهاية ولاية حكمه، تماماً كما حصل خلال معالجة مشكلة النفايات المتراكمة في إقليم "كامبانيا" جنوب البلاد وحل معضلة "أليتاليا" شركة الطيران الوطنية التي حضت برلسكوني، لأسباب سياسية-سياحية، على عدم إخضاعها للنفوذ الأجنبي.
هذا ويستمر برلسكوني في تمسكه بالاستفتاءات الشعبية، التي تنوه بأن ثقة الناخبين به أعلى من 70 في المئة، مما يعطيه الزخم اللازم لتحدي القصر الجمهوري من حيث الإصلاحات "النائمة". علاوة على ذلك، يسعى برلسكوني الى تغيير بعض الجذور التشريعية هنا، بموافقة أم معارضة جورجو نابوليتانو رئيس الجمهورية. فهو يدعم نظرية ضرورة حصول رئيس الوزراء الإيطالي على نفس محور النفوذ والصلاحيات الذي يتمتع به رؤساء وزراء الدول الأوروبية الأخرى. مرة ثانية، يحلم برلسكوني أن هذه المحاولات الإصلاحية ليست قرصنة إنما قد تثير انتباه وتعاطف اليسار. من جانبهم، يعتبر الخبراء التشريعيين أن مثل هذه الإصلاحات الجذرية من شأنها إرباك وربما تغيير التوازن القائم بين القوى المؤسساتية. مما سينعكس كذلك على العلاقات بين قصر "كيدجي"(قصر رئاسة الوزراء) وقصر "كويرينالي" مكان اقامة رئيس الجمهورية مع أسرته وخبرائه وطاقم الموظفين.