الأحزاب الإسرائيلية توقف دعايتها وتتجند خلف أولمرت

مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية: عملية "الرصاص المسبوك" هي البداية
الأحزاب الإسرائيلية توقف دعايتها والفلسطينيون في إسرائيل يتظاهرون
نضال وتد تل من أبيب: أعلن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أن الهجمات التي شنها الطيران الإسرائيلي على غزة بدءا من الحادية عشرة والنصف ، السب، هو فاتحة الرد الإسرائيلي على "خرق التهدئة من قبل حماس". وقالت الحكومة الإسرائيلية في بيان رسمي عممته على الصحافة ووسائل الإعلام: "إنه على أثر خرق شروط التهدئة من قبل حماس والهجوم المتواصل لنظام حماس على مواطني إسرائيل في جنوب إسرائيل، فقد اتخذت اللجنة الوزارية لشؤون الأمن القومي، قرارا أوعزت فيه للجيش الإسرائيلي بالعمل من أجل وقف إطلاق الصواريخ وهجمات الإرهابمن قطاع غزة".
وقال بيان الحكومة الإسرائيلية إن :" اللجنة الوزارية خولت رئيس الحكومة ووزيرة الخارجية القائمة بأعمال رئيس الحكومة ووزير الأمن بتحديد موعد وطريقة الرد الإسرائيلي، وأنه يموجب القرار الذي اتخذ بالإجماع، قرر الثلاثة شن هجوم سلاح الجو صباح اليوم. وتوضح إسرائيل بأنها ستواصل العمل ضد عمليات الإرهاب وضد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة والموجهة ضد مواطنيها". ونقل موقع يديعوت أحرونوت عن مصادر سياسية في إسرائيل قولها إن الحديث يدور فقط عن البداية: " هذه هي الضربة الأولى، وقد يستغرق الأمر وقتا طويلا، فنحن نعمل من أجل تحديد ثمن لكل عملية بعد أن خرقت حماس التهدئة وأعلنت عن إلغائها". وأضافت هذه المصادر: "إن إسرائيل تنشط أيضا في شتى أنحاء العالم لتوضح حقيقة الوضع الذي تقوم فيه حماس ومنظمات الإرهاب من القطاع بهجمات لا تحتمل،ولذلك جاء هذا الرد والذي لن يكون مجرد ضربة واحدة، بل قد يستغرق وقتا طويلا". ستون مقاتلة تشارك في الهجوم الأول
إلى ذلك قالت مصادر إسرائيلية رسمية إن 60 مقاتلة من سلاح الجو الإسرائيلي شاركت في الهجوم الأول، تم خلاله إطلاق أكثر من مئة قنبلة على نحو مئة هدف فلسطيني. فيما شاركت في الهجوم الثاني نحو 20 مقاتلة إسرائيلية هاجمت نحو 50 هدفا فلسطينيا. ونقلت الصحافة الإسرائيلية عن مصدر عسكري قوله إن العملية " ستكون طويلة وقد تقع في صفوفنا إصابات بالتأكيد، وهناك حاجة للصبر".
في غضون ذلك أعلن وزير الأمن الإسرائيلي عن تطبيق صلاحيات الجيش على المنطقة المحيطة بغزة، وسحب صلاحيات الحكم والإدارة من السلطات المحلية في تلك المنطقة، فيما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، أن قائد أركان الجيش الإسرائيلي يدير العمليات من مقر وزارة الأمن في تل أبيب، وأنه أصدر تعليما لمجموعة محددو من جنود الاحتياط ولم يعلن بعد عن تجنيد عام في صفوف قوات الاحتياط الإسرائيلية. مع ذلك فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة كافة الاحتمالات.
الأحزاب الإسرائيلية توقف حملاتها الدعائية
وفي سياق تجنيد الرأي العام الإسرائيلي أعلنت الأحزاب الرئيسية الثلاثة: العمل وكديما والليكود، عن وقف حملاتها الدعائية وكان براك السباق في إصدار بيان بهذا الخصوص جاء فيه " إنه وعلى ضوء حالة الحرب في الجنوب تلزم وزير الأمن بأن يركز عمله في النشاطات الأمنية وبالتالي ولغاية إشعار أخر فإنه يوقف أي نشاط دعائي". وقاكم حزب كديما بالحذو حذو براك مناشدا الأحزاب الإسرائيلية إلى وقف نشاطاتها الحزبية والدعائية وذلك بسبب الحرب في الجنوب. زحالقة يدعو مصر والأردن إلى سحب سفرائها من تل أبيب
في غضون ذلك ومع ورود الأنباء الأولية عن العدوان الإسرائيلي على القطاع، تفجرت المظاهرات الشعبية والعفوية في مختلف القرى والبلدات الفلسطينية في إسرائيل، ونظم حزب التجمع الوطني الديموقراطي برئاسة عضو الكنيست جمال زحالقة مظاهرة كبيرة في مدينة الناصرة، في حين انطلقت مظاهرات سلمية احتجاجية في بلدات في المثلث، في أم الفحم ووادي عارة وعدة بلدات أخرى في الجليل.فيما نظمت الجبهة الديموقراطية مظاهرة في مدينة حيفا.
وقامت الشرطة الإسرائيلية بتكثيف تواجدها في البلدات العربية في الجليل والمثلث، وأعلن الناطق بلسان الشرطة ، أن الشرطة استنفرت قواتها في الجليل والمناطق العربية تحسبا من انتشار التظاهرات وتحسبا من "فقدان السيطرة".
وطالب التجمع الوطني الديمقراطي بالإعلان عن إضراب عام شامل، يوم غد الأحد، وتنظيم مظاهرات في كل القرى والمدن العربية تضامنًا مع قطاع غزة، واستنكارًا للمجازر الدموية التي ترتكبها دولة الإرهاب الإسرائيلية بحق شعبنا في غزة، معتبرين إياها جرائم حرب تهدف لتركيع الشعب الفلسطيني الصامد ومقاومته الباسلة ضد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم. وقال رئيس كتلة التجمع عضو الكنيست د.جمال زحالقة: "الحكومة الإسرائيلية وقيادتها اليوم تقتل وتسفك دماء الأهل في غزة من أجل حملة إنتخابية، وتجعل أرواح الأطفال والشيوخ وجرائم الحرب التي سيشهد عليها التاريخ، حملةً انتخابية حقيرة تروي العطش الصهيوني للدماء." وأضاف: "باراك وليفني وغيرهم في الحكومة الإسرائيلية هم مجرمو حرب ويجب محاكمتهم على هذا الأساس، وعليهم أن يدفعوا ثمن جرائمهم الدموية بكل الأثمان."
وقال زحالقة إن "على مصر والأردن أن يسحبوا سفراءهم فورًا من إسرائيل، لعل صمت الحكومات العربية المدوي ينتهي أخيرًا."
وقال رئيس الجبهة عضو الكنيست محمد بركة: إن إسرائيل ترتكب اليوم السبت مجزرة إرهابية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، بعد أن دفعت طيلة أشهر نحو تفجير الوضع الأمني من خلال فرض حصار تجويعي إرهابي على شعب بأكمله.
وأضاف بركة، إنه لا يمكن إعفاء المؤسسة العسكرية من الجريمة الدائرة في قطاع غزة، فهي الموجه الأساسي لكل حكومات إسرائيل، ولكن في نفس الوقت، فإن حكومة أولمرت باراك تسعى إلى تحقيق مكاسب حزبية خلال الحملة الانتخابية على حساب الدم الفلسطيني المسفوك في قطاع غزة. واستنكر رئيس الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير، عضو الكنيست إبراهيم صرصور المجزرة البشعة التي ما زالت تنفذها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ صبح اليوم ، والتي خلفت حتى الآن مئات القتلى والجرحى من النساء والأطفال والشيوخ والشباب ، إلى جانب الدمار الهائل الذي أصاب المؤسسات المدنية بسبب القصب المكثف التي قامت طائرات آلاف - 16 والأباتشي ...

كما وشجب عضو الكنيست إبراهيم صرصور حالة الصمت والذهول التي أصابت النظام العربي الرسمي ، والذي لم يبد حتى الساعة الحد الأدنى من التعاطف الحقيقي الفاعل لوقف المأساة الدموية التي تبث وسائل الإعلام أحداثها حية على الهواء بشكل يمزق القلوب ويفتت الأكباد ويدمي الأفئدة .