الصحف الفرنسية: أحداث غزة امتحان لأوباما

باريس: نددت معظم الصحف الفرنسية الصادرة الاثنين بالهجمات الإسرائيلية ضد قطاع غزة وانتقدت إطلاق الصواريخ الفلسطينية ضد إسرائيل، واعتبرت أن تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط يمثل امتحانا للرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما وأنه بإمكان الاتحاد الأوروبي التحرك عبر مبادرات دبلوماسية لاستئناف التهدئة بين حماس وإسرائيل.

وانتقدت صحيفة (ليبراسيون) اليسارية القصف الإسرائيلي والصواريخ التي تطلقها حماس ضد إسرائيل، وذكرت بأن القصف الإسرائيلي أوقع ضحايا خلال يومين تزيد بمئات الأضعاف عما سببته الصواريخ وقالت "لدينا حق بالتنديد بالهجمات ضد المدنيين ولكن نجازف بفقدان التفوق الأخلاقي عندما نستخدم نفس الطرق القاتلة"، وذكرت افتتاحية الصحيفة بأن "تجربة الحرب السابقة في لبنان تظهر أن نتائج هذه الأعمال نادرا ما تكون على مستوى التطلعات الإسرائيلية"، وقالت "بمجرد سفك الدماء يجب استئناف المحادثات من حيث هي الآن"، ودعت إلى "التفاوض حول تهدئة جديدة مع حماس التي تحكم غزة والتي فازت بالانتخابات الفلسطينية"، واعتبرت أنه دون هذه المحادثات فالأفق الوحيد هو الموت.

ومن ناحيتها رأت صحيفة (لوفيغارو) المقربة من اليمين أن تدهور الوضع في غزة يبدو كأنه "امتحان أساسي" لسياسة الرئيس الأميركي المنتخب الأميركي باراك اوباما الخارجية، ونوهت بأنه قاد حملته الانتخابية على أساس مفاهيم الحوار والتغيير. واعتبرت أنه أيضا "امتحان لفريقه الجديد إزاء تعقيدات الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي"، وكتبت الصحيفة "لقد أمضى اوباما ووزيرة خارجيته المقبلة هيلاري كلنتون وقتا طويلا من الحملة الانتخابية في السجال حول مسألة أي منهم سيكون أكثر كفاءة على حل أزمة الشرق الأوسط دون أن يكون لدى بقية العالم فكرة واضحة عن مواقفهم عندما سيتسلمان مناصبهم"، في واشنطن.

صحيفة (لا كروا) الكاثوليكية نشرت حديثا مع الأستاذ الجامعي الفرنسي جان بول شانيولو المختص بالشرق الأوسط، شدد فيه على ضرورة إقناع الفلسطينيين بالحوار فيما بينهم، أي بين حماس وفتح، وقال "لا يمكن أن يحدث شيئا دون أن يجد الطرفان ردة فعل تتمثل بالوحدة الوطنية"، وأضاف "إذا تحققت المصالحة لا يمكن للغربيين وخاصة الأوروبيين رفضها كما فعلو عام 2007 عندما تشكلت حكومة وحدة وطنية بفضل وساطة سعودية"، وتابع "يجب قبول تناقضات الشعب الفلسطيني وليس الالتفاف عليها"، وفق تعبير شانيولو الذي دعا إلى مؤتمر دولي للسلام بعد تحقيق الوحدة الوطنية.

أما صحيفة (لومانيته) الناطقة باسم الحزب الشيوعي الفرنسي فرأت أن أوروبا يمكنها حث إسرائيل على استعادة طريق عملية السلام، وتساءلت "لكنها هل تريد؟"، ورأت أن أوروبا أجابت بالنفي في ظل تولي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رئاسة المجلس الأوروبي.