انقرة: المفاوضات الاسرائيلية السورية "مستحيلة"

أنقرة، عواصم: اعلن وزير الخارجية التركي علي باباجان الاثنين ان الهجوم الجوي الاسرائيلي على قطاع غزة يجعل "من المستحيل" مواصلة مفاوضات السلام غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا بوساطة تركية.واثر لقاء بين باباجان ونظيره المصري احمد ابو الغيط الذي قام بزيارة لتركيا، كرر الوزيران دعوتهما الى وقف "فوري" للغارات الجوية الاسرائيلية التي تستهدف قطاع غزة، محذرين من توسع اقليمي للنزاع.

وقال باباجان للصحافيين "من المستحيل بالطبع مواصلة المحادثات في هذه الشروط". واضاف ان "خوض الحرب في الجانب الاسرائيلي الفلسطيني وفي الوقت نفسه اقرار السلام في الجانب الاسرائيلي السوري، امران لا يمكن ان يتزامنا". وكان مصدر سوري مطلع صرح الاحد ان "العدوان" الاسرائيلي على قطاع غزة "يغلق الباب" امام مفاوضات السلام بين سوريا واسرائيل.

وتابع الوزير التركي "اكرر دعوتي الى وقف اطلاق نار فوري"، مؤكدا "يجب ان تصمت الاسلحة وان تنشط الدبلوماسية مكانها". وقال "ندعو اسرائيل الى وقف هذه العملية العسكرية فورا"، طالبا ايضا من حركة حماس ان توقف اطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية ومن المجتمع الدولي ان يقدم مساعدات انسانية الى الفلسطينيين في غزة.

ونبه باباجان الى ان "استمرار النزاع قد يؤدي الى توسعه الى ما وراء حدود غزة بحيث يبلغ مرحلة جديدة تشكل خطرا كبيرا على المنطقة".

من جهته، وصف ابو الغيط الوضع بانه "بالغ الخطورة"، لافتا الى انه بحث مع نظيره التركي كيفية التوصل الى وقف "فوري" لاطلاق النار. وكان ابو الغيط اعلن الاحد ان مصر تسعى الى التفاوض حول وقف للنار بين اسرائيل وحماس يمكن ان تليه تهدئة.

وذكر باباجان بان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت زار انقرة في 22 كانون الاول/ديسمبر لبحث امكانية احراز تقدم في المفاوضات الاسرائيلية السورية، موضحا ان الغارات الجوية التي باشرتها اسرائيل السبت على قطاع غزة بعد ايام قليلة على هذه الزيارة اثارت "خيبة امل كبيرة" في انقرة.

وباشرت سوريا واسرائيل في ايار/مايو مفاوضات غير مباشرة بينهما بوساطة تركية. والتقى مفاوضون اسرائيليون وسوريون اربع مرات منذ ايار/مايو الماضي عبر دبلوماسيين اتراك في اسطنبول، بدون التوصل الى نتائج عملية. وكان من المقرر اجراء جولة خامسة في 18 ايلول/سبتمبر الماضي إلا انها ارجئت بطلب من اسرائيل.

وعلقت المفاوضات مع اعلان اولمرت في تموز/يوليو استقالته من منصب رئيس الوزراء اثر ضلوعه في قضايا فساد. وتكشف الوساطة التركية عن عزم انقرة على لعب دور اكبر في تسوية النزاعات في الشرق الاوسط. وجرت في السابق مفاوضات مباشرة بين اسرائيل وسوريا انتهت قبل ثماني سنوات بدون ان تفضي الى حل لمسالة هضبة الجولان التي ضمتها اسرائيل عام 1981 بعدما احتلتها في حرب حزيران/يونيو 1967.

وتطالب سوريا مقابل السلام باستعادة هضبة الجولان كاملة حتى شاطئ بحيرة طبريا المصدر الرئيسي للمياه العذبة لاسرائيل، وهو ما رفضته على الدوام الدولة العبرية. وتطالب اسرائيل من جانبها سوريا بقطع علاقاتها المميزة مع النظام الايراني ووقف دعمها لحزب الله اللبناني ولحركة حماس الفلسطينية.

الصليب الاحمر يعرب عن القلق لانتشار "الفوضى" في مستشفيات قطاع غزة

من جهة أخرى، اعربت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاثنين عن القلق ازاء "الفوضى" التي تعم مستشفيات قطاع غزة بمواجهة "التدفق المتواصل للجرحى" منذ بدء الغارات الاسرائيلية على القطاع السبت. وقالت هذه المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها في بيان استند الى معلومات نقلها مكتبها في غزة "ان الفوضى تعم المستشفيات حيث تواجه الاطقم الطبية تدفقا متواصلا للجرحى منذ السابع والعشرين من كانون الاول/ديسمبر" الجاري.

ونقل البيان تصريحا لرئيس فريق الجراحين في مستشفى الشفاء في غزة لم يكشف عن اسمه قال فيه "نحن غير قادرين على استقبال هذا العدد الكبير من الجرحى بحالة الخطر. ما نشهده لم نر له مثيلا من قبل".

المئات يتظاهرون في السويد احتجاجا على قصف غزة

وفي سياق آخر، تظاهر المئات الاثنين في ستكهولم احتجاجا على الغارات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة استجابة لدعوة منظمات مؤيدة للفلسطينيين واخرى اسلامية. وسار نحو 500 شخص، وفقا للشرطة، والف وفقا للمنظمين، معظمهم من مسلمي السويد او المقيمين فيها، حتى السفارة الاسرائيلية وقد رفعوا لافتات منددة هاتفين "اسرائيل مجرمة" و"اغلقوا السفارة" و"غزة، تضامن".

واحرق المتظاهرون علما اسرائيليا استبدلت فيه نجمة داوود بصليب معقوف وذلك رغم احتجاج درور فيلر ممثل منظمة يهود من اجل السلام الاسرائيلي الفلسطيني. وقال عمر مصطفى، احد المنظمين وعضو لجنة الجالية الاسلامية في السويد "يكفي دماء، لقد شاهدنا منها ما يكفي"، مضيفا "لا نرى اي رد فعل من باقي العالم على المجزرة الجارية". وسارت التظاهرة في هدؤ وانتهت بدون حوادث.

وفي غوتبورغ، جنوب غرب السويد، اعلن عن تنظيم تظاهرة في الساعة 15,00 ت غ. كما يتوقع قيام تظاهرات اخرى في عدد من مدن النروج وفنلندا. وقد قصفت اسرائيل الاثنين لليوم الثالث على التوالي اهدافا لحركة حماس في قطاع غزة حيث اوقعت الغازات اكثر من 300 قتيل بينهم 57 مدنيا على الاقل.