أخبار

برلسكوني يهدد بمغادرة إيطاليا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من روما: اتخذت الإصلاحات القضائية بإيطاليا مساراً تصاعدياً درامياً ينذر الجميع هنا باقتراب البلاد من صدمة سياسة قاتلة قد تتبلور بمغادرة سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء، ايطاليا نهائياً من دون عودة! هذه نتائج جدول الأعمال الذي خاضه برلسكوني استثنائياً يوم الأمس في قصر "غراتسيولي" بروما. ان التهديد بالاستقالة التي بدأ يلوح برلسكوني بها حصل فجأة لا بل صعق جهوزية القصر الجمهوري في مواجهة حالة طوارئ وطنية لا سابق لها. فالفراغ الحكومي له تداعيات ثقيلة المعيار ستدفع نابوليتانو، في النهاية، الى حل البرلمان ومجلس الشيوخ قبل الإعلان عن موعد جديد للانتخابات الرئاسية. وهذه ضربة موجعة، هذه المرة لتيار الوسط اليميني برمته!

لكن ما يقلق برلسكوني الى حد دفعه الى التفكير بالاستقالة والمغادرة للإقامة في بلد آخر، كما سويسرا؟ إنها التنصتات الهاتفية السرية التي ينوي برلسكوني حذفها جزئياً. مع ذلك، يواصل برلسكوني اتصالاته بصورة طبيعة من دون احتساب محتويات وقته الهاتفي. ويبدو أن برلسكوني نجح في انتزاع الموافقة على مخططه من جميع أحزاب ائتلافه الحاكم بما فيهم "أومبرتو بوسي" زعيم حزب رابطة الشمال، و"روبرتو ماروني" وزير الداخلية المنتمي بدوره الى هذه الرابطة. ويريد برلسكوني إزالة التنصتات الهاتفية عن جميع أنواع الجرائم المتعلقة بالدوائر العامة. منذ اليوم وصاعداً، يبدي برلسكوني استعداده لتقديم استقالته الى جورجو نابوليتانو، رئيس الجمهورية، في حال تجرأت أي وسيلة من وسائل الإعلام على نشر محتويات ما يتبادله برلسكوني من أحاديث على الهاتف. هذا ويعتبر برلسكوني مثل هذه التنصتات اختراقاً للخصوصية الشخصية التي تعتبر من بين الحقوق الأساسية التي ينبغي على كل مواطن إيطالي أم أوروبي التمتع بها.

ويجمع المحللون على أن برلسكوني ألقى قنبلة "الاستقالة" في موازاة تعثر المحادثات مع المعارضة حول خطط إصلاحات العدالة. فهل أن محادثاته الهاتفية خطرة للغاية على حياته حتى لو كان يتمتع بثقة عظيمة من الناخبين الإيطاليين؟ وما سيحصل مع رابطة الشمال ان ترك برلسكوني الحكم فجأة؟ هل ستذوب معه أم أنها ستختار بديلاً سياسياً له.. قد يكون الحزب الديموقراطي اليساري؟

مما لا شك فيه أن الأحداث في الأيام القادمة هي حكم مباريات سياسية غدارة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف