تعيين سناتور لايلينوي خلفاً لأوباما يثير جدلاً

شيكاغو: عين حاكم ايلينوي (شمال) رود بلاغوجيفيتش المتهم بالفساد سناتورا لهذه الولاية خلفا لباراك اوباما الذي انتخب رئيسا، في تحد للاغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ. واعلن بلاغوجيفيتش المتهم خصوصا بانه حاول بيع مقعد اوباما في مجلس الشيوخ مستغلا صلاحياته كحاكم للولاية، تعيين رولاند بوريس وهو اسود في الحادية والسبعين من العمر وكان وزيرا سابقا للعدل في الولاية.

وقال في مؤتمر صحافي في شيكاغو "انه رجل لا شك في نزاهته ويملك خبرة كبيرة". الان ان قادة مجلس الشيوخ حذروا من انهم لن يسمحوا لاي شخص يعينه بلاغوجيفيتش بشغل هذا المقعد. وقال السناتور الديموقراطي عن ايلينوي ديك دوربين في بيان "من المؤسف ان يقوم الحاكم بلاغوجيفيتش وعلى الرغم من طلب خمسين سناتورا ديموقراطيا (...) بخطوة متهورة تتمثل في تعيين عضو في مجلس الشيوخ ستحيط به الشكوك وسيتهم بانه غير شرعي".

واضاف ان المجموعة الديموقراطية في مجلس الشيوخ سترفض هذا التعيين. من جهته، قال اوباما في بيان انه يرفض قيام رود بلاغوجيفتيش حاكم ولاية ايلينوي المتهم بالفساد باختيار خلفه في مجلس الشيوخ. وقال اوباما ان بوريس الذي اختاره بلاغوجيفتيش لعضوية مجلس الشيوخ "شخص جيد وخادم كفؤ للدولة، لكن ديموقراطيي مجلس الشيوخ اعلنوا بوضوح قبل اسابيع عدة انهم لا يستطيعون القبول باختيار من جانب حاكم متهم بانه اراد بيع هذا المقعد في مجلس الشيوخ".

واضاف "اؤيد قرارهم، وتجاهل بلاغوجيفيتش له هو امر يثير خيبة كبيرة"، مؤكدا ان "الحل الافضل للحاكم هو الاستقالة من منصبه والسماح باجراء عملية خلافة قانونية وملائمة". واعتقل بلاغوجيفيتش في التاسع من كانون الاول/ديسمبر بتهمة التزوير والفساد ثم افرج عنه بكفالة، وذلك بعدما اظهرت مكالمات هاتفية سجلتها الشرطة الفدرالية انه سعى الى استغلال تعيين خلف لاوباما في مجلس الشيوخ لتحقيق مكسب مالي. وقال محاميه ان بلاغوجيفيتش لن يسعى الى تعيين سيناتور ويؤيد اجراء انتخابات استثنائية.

لكن تنظيم هذا الاستفتاء سبب معركة بين البرلمانيين الديموقراطيين والجمهوريين في الولاية. ويتهم الجمهوريون الديموقراطيين بانهم يريدون عرقلة العملية خوفا من فقدان مقعد في مجلس الشيوخ. ويبدو ان بوريس لم يكن بين الاشخاص الذين تحدث عنهم بلاغوجيفيتش في اتصالاته الهاتفية. ودافع النائب الديموقراطي عن ايلينوي والناشط في الدفاع عن الحقوق المدنية بوبي راش في المؤتمر الصحافي نفسه، عن هذا الترشيح مشيرا الى ان مجلس الشيوخ الاميركي لم يعد يضم اي اسود منذ انتخاب اوباما رئيسا.

وقال بوريس من جهته "انني فخور بانجازاتي في الخدمة العامة"، مذكرا بان الحاكم بلاغوجيفيتش يتمتع بحق اعتباره بريئا حتى تثبت ادانته. وكان بوريس الذي يعمل حاليا في شركة استشارية في شيكاغو، اول اسود ينتخب في مركز مفتش حسابات الدولة عام 1982 قبل ان يصبح ثاني اسود في الولايات المتحدة يشغل منصب وزير العدل في ولاية عام 1991. وكان بوريس نائبا لرئيس اللجنة الوطنية الديموقراطية من 1985 الى 1989 ورشح نفسه لانتخابات مجلس الشيوخ في 1984 لكنه لم يفز. كما رشح لمنصب رئيس بلدية شيكاغو في 1995 ولمنصب حاكم ايلينوي من 1998 الى 2002 لكنه لم ينتخب ايضا.