أميركا تسعى للامساك بزمام المبادرة مجدداً بافغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: اطلقت واشنطن حملة دبلوماسية مكثفة لدى حلفائها في حلف شمال الاطلسي لارسال تعزيزات الى افغانستان سعيا الى الامساك بزمام المبادرة مجددا في هذا البلد الذي قد يصبح دولة "عاجزة" بعد ست سنوات على الاطاحة بنظام طالبان.وغداة محادثات وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران في واشنطن التي خصصت للوضع في افغانستان، اعلنت واشنطن اليوم الجمعة ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ستقوم الاسبوع المقبل بزيارة لبريطانيا لبحث الوضع في افغانستان مع نظيرها البريطاني ديفيد ميليباند ورئيس الوزراء غوردن براون.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك "نحن نخوض معركة في افغانستان"، مضيفا ان وزيرة الخارجية الاميركية تريد التأكد من "ان لدينا هناك الموارد المناسبة والاستراتيجية المناسبة". وكان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية المكلف شؤون آسيا الوسطى ريتشارد باوتشر عبر الخميس عن مخاوف من رؤية المجموعة الدولية تتخلى عن افغانستان في حين ان نجاح عمليات مكافحة التمرد في هذا البلد "غير اكيد"، ودعا الى جهود اضافية من حلف شمال الاطلسي.
وقال باوتشر في جلسة استماع امام مجلس الشيوخ "التهديد الاكبر لمستقبل افغانستان هو التخلي عنها من جانب المجموعة الدولية". واضاف "قلة من الدول الحليفة تنشر قوات تحارب المتمردين لا سيما في جنوب" البلاد حيث معقل طالبان، موضحا ان التحالف الدولي في افغانستان بحاجة لمزيد من الجنود والتجهيزات لا سيما مروحيات. ولفت الى ان "النجاح (في افغانستان) ممكن لكنه غير اكيد".
من جهته، وجه وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس رسائل الى نظيريه الالماني والفرنسي لكي يطلب منهما ارسال وحدات مقاتلة الى جنوب افغانستان. واعلن البنتاغون ان غيتس "بعث برسالة الى كل زملائه في حلف شمال الاطلسي للتشديد على اهمية ان يتجاوبوا مع الحاجات العسكرية"، وذلك قبل اجتماع لوزراء الدفاع في الاطلسي سيعقد في السادس والسابع من شباط/فبراير في فيلنيوس.
وفي هذه الرسالة، يطلب الوزير الاميركي، بحسب المتحدث باسم وزارة الدفاع، من الحلفاء "مراجعة قدراتهم ليروا ما اذا كان في امكانهم الحلول محل قوات المارينز التي سنرسلها لدى مغادرتها" افغانستان. وقررت الولايات المتحدة ارسال حوالى 3200 جندي سلاح مشاة البحرية (مارينز) الى افغانستان لدعم قوات التحالف المنتشرة في جنوب البلاد وتدريب القوى الامنية الافغانية.
وتجنب وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران الذي التقى الخميس في واشنطن غيتس ورايس مسالة ارسال قوات مقاتلة الى افغانستان، مشددا على ضرورة وجود استراتيجية "شاملة" في هذا البلد تتجاوز المسالة العسكرية. ورفض وزير الدفاع الالماني فرانتس يوزف يونغ الطلب رفضا قاطعا. وقال "نقدم مساهمة بموجب التفويض الذي حصلنا عليه" من البوندستاغ، مذكرا ان البرلمان استبعد تدخلا في الجنوب الا في ظروف استثنائية ومحدودة زمنيا. واوضح "اعتقد ان علينا الابقاء على اولوياتنا" في شمال البلاد.
وحذر خبراء في تقريرين نشرا في الوقت نفسه الاربعاء في واشنطن من ان افغانستان قد تصبح دولة "عاجزة"، في حال لم تتخذ اجراءات عاجلة لتحسين الوضع الامني واستئناف جهود اعادة الاعمار وحسن الادارة. واشار احد التقريرين اللذين عرضا على برلمانيين في الكونغرس الاميركي الى ان سيطرة طالبان على المناطق غير الاهلة كثيرا بالسكان في البلاد "ازدادت" والاصلاحات المدنية واعادة الاعمار والتنمية "لم تشهد تقدما" في كل انحاء البلاد لا سيما في الجنوب.
واظهرت استطلاعات للراي اجريت في الاونة الاخيرة في افغانستان تراجع ثقة الشعب بالحكومة الافغانية والمجموعة الدولية وقدرتها على حل المشاكل الرئيسية في البلاد مثل انعدام الامن وضعف الحكومة والفساد المعمم وضعف الاقتصاد والبطالة.