الفلسطينيون..بين برودة الطقس والجمود السياسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف من رام الله: يبدو أن موجة البرد التي حلت على الأراضي الفلسطينية في اليومين الماضيين جلبت معها مزيداً من جمود العلاقات بين حركتي فتح وحماس، فلم تفلح لغاية اللحظة المباحثات الأحادية التي تقودها القيادة المصرية في إذابة جليد الأزمة الفلسطينية- الفلسطينية القائمة نظرياً منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عسكرياً في يونيو الماضي.
وبينما تواصل القيادة الفلسطينية في رام الله تمسكها بشروطها المتمثلة بضرورة التراجع عن الانقلاب في قطاع غزة، والاعتراف في الاتفاقات السابقة، وكذلك القبول بإجراء انتخابات مبكرة، تؤكد حركة (حماس) من جانبها، أن وفدها في القاهرة عرض مقترحاته على القيادة المصرية فيما يخص المعابر والحوار والحصار. مشيرة إلى أنها لا تمانع من وجود إدارة مشتركة لمعبر رفح بشرط أن يكون لها دور ريادي في ذلك، وعدم وجود أي دور لإسرائيل.
وفي ظل هذا الوضع تخيم حالة من التشاؤم على الشارع الفلسطيني وبخاصة في قطاع غزة، الذي يمثل له معبر رفح شريان الحياة والنافذة الرئيسية على العالم الخارجي، هذا في وقت بدأ رجال الأمن المصريين بإعادة سيطرتهم على الحدود التي شهدت خلال الأيام الماضية حالة من الفوضى غير المسبوقة، بعدما تدفق الآلاف من الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية هرباً من الحصار الإسرائيلي.
ويأتي هذا فيما نفت حركة حماس اليوم الأنباء التي تحدث عن اعتقال أجهزة الأمن المصرية لخليتين تابعتين لها، خططا لاستهداف السياح الأجانب في سيناء. وقال الناطق الرسمي باسم الحركة فوزي برهوم في حديث مع "إيلاف": "هذه المعلومات غير صحيحة، وهي تأتي من أجل ضرب سمعة حركة حماس، والتأثير على مجرى الحوارات التي تجري في القاهرة".
وأوضح برهوم أن حركته تعول على القيادة المصرية، التي أبدت تفهماً للمقترحات التي قدمتها حماس، وأشار الناطق باسم حركة حماس أنه مطلوب من القيادة الفلسطينية في رام الله الإذعان لصوت الشعب والعودة للحوار.
وكان القيادي البارز في حركة حماس د.محمود الزهار أكد من القاهرة أن حركته لا تمانع من وجود العاملين الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في السابق بمعبر رفح والإستفادة من خبراتهم من جهة وأن يكونوا ممثلين للرئاسة من جهة أخرى شريطة أن لا يكون لإسرائيل أي دور في هذه القضية.
في هذه الأثناء، نظم المئات من أهالي قطاع غزة اليوم الجمعة تظاهرة حاشدة أمام بوابة صلاح الدين على الحدود الفلسطينية المصرية، أقصي جنوب قطاع غزة، مطالبين لفتح معبر رفح بشكل رسمي أمام حركه المسافرين. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والمصرية ولافتات تطالب بفك الحصار الإسرائيلي.
من جهته، أكد المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري خلال كلمة ألقاها أثناء التظاهرة، أن حركته لا زالت تصر على موقفها الرافض لأحياء الاتفاقيات المتعلقة بمعبر رفح، واصفا تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في رام الله الداعية لإحياء الاتفاقيات بأنها غير مسؤولة ولا تنبع إلا من وصاية إسرائيلية أمريكية، على حد قوله.
في غضون ذلك، أجرى نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية والرئيس محمود عباس اليوم الجمعة مباحثات حول "تداعيات الانقسام وحصار قطاع غزة والحلول العملية لفتح معبر رفح"، والمباحثات التي جرت في العاصمة الأردنية عمان أكدت بحسب بيان صادر عن جهاز الإعلام المركزي للجبهة الديمقراطية على الحل الوطني الديمقراطي بالحوار الشامل لتجاوز الانقسام وفصل قطاع غزة عن القدس والضفة الفلسطينية.
وأكد حواتمة خلال اجتماعه مع عباس على أن الحل الوطني الفلسطيني يستدعي تراجع حماس عن انقلابها العسكري، وتراجع فتح عن الرفض المطلق للحوار مع حماس، والانتقال مباشرة إلى الحوار الوطني الشامل لتنفيذ إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني لإعادة بناء مؤسسات السلطة التشريعية والرئاسية ومؤسسات منظمة التحرير الائتلافية بانتخابات جديدة وفق التمثيل النسبي الكامل في الوطن والشتات.