البرادعي: تقدم نحو استيضاح ماضي النووي الايراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة:قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة محمد البرادعي يوم الاحد انه يحرز تقدما في اتجاه الانتهاء من استيضاح ماضي البرنامج النووي الايراني قبيل تقريره التالي الذي تنتظره الدول الكبرى التي تبحث فرض عقوبات جديدة على طهران.
وقال انه ما زال يأمل في أن تسمح ايران بتوسيع نطاق عمليات التفتيش بخصوص برنامجها النووي الحالي الذي يخشى الغرب أن يكون ستارا يخفي جهودا لصنع قنابل نووية. ومضى قائلا للصحفيين عقب اجتماع مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في القاهرة "سيكون لدينا تقريري المقبل الذي أعده لمجلس (محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية) في وقت ما حول نهاية هذا الشهر."
وتابع البرادعي الذي سيؤثر تقريره الخاص بتعاون ايران معه على نطاق العقوبات الاضافية الذي تعد القوى الكبرى قرارا بشأنها لاستصداره من الامم المتحدة "نحقق تقدما طيبا في حسم الموضوعات الباقية المعلقة في شأن الماضي."
وتقول ايران وهي دولة كبيرة مصدرة للنفط أخفت أنشطة خاصة بتخصيب اليورانيوم عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى عام 2003 ان أغراض برنامجها النووي تقتصر على توليد الكهرباء.
وتسبب رفض ايران لمطلب مجلس الامن الدولي وقف تخصيب اليورانيوم والشفافية الكاملة بشأن برنامجها في فرض عقوبات محدودة عليها بموجب قرارين للامم المتحدة. وأعدت القوى العالمية عقوبات أوسع في انتظار تقرير البرادعي.
وخلال زيارة نادرة قام بها البرادعي لطهران يومي 11 و12 يناير كانون الثاني وافقت ايران على أن تجيب بحلول منتصف فبراير شباط عن الاسئلة المتبقية في التحقيق الذي تأخر كثيرا عن النشاطات الايرانية النووية في الماضي.
ويقول دبلوماسيون ان ايران قدمت أيضا معلومات عن جهودها لانتاج "جيل جديد" من أجهزة الطرد المركزي القادرة على تكرير اليورانيوم على نحو أسرع وسمحت للمرة الاولى للبرادعي ومساعديه بزيارة مصنع لانتاج هذه الاجهزة.
واتفقت ست دول كبرى في برلين الشهر الماضي على الخطوط المبدئية لقرار جديد يصدر من مجلس الامن برغم أن دبلوماسيين يقولون ان مشروع القرار يخلو من الاجراءات التجارية العقابية التي طالبت الولايات المتحدة بها.
وسئل البرادعي بشأن الشكوك الغربية فيما يخص ايران فقال " الوكالة تستطيع أن تقوم بعمليات التفتيش و/أن/ تقدم الضمانات في ما يتعلق بالماضي والحاضر" لكنه لا يستطيع ان يتحدث بشأن نوايا ايران في المستقبل لان "هذه العملية تتعلق ببناء الثقة بين ايران والمجتمع الدولي". وكان قد حث واشنطن على اجراء محادثات مع طهران بدلا من محاولة عزلها.
وقال دبلوماسيون ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية دخلت المرحلة الاخيرة من تحقيقها في الوقت الذي تستجيب فيه ايران لطلب معلومات عن جهودها في الماضي.
وسيتضمن تقرير البرادعي ما اذا كانت ايران فعلت ما يكفي للانتهاء من تحقيقه الذي استمر أربع سنوات ومعلومات تفصيلية قدمتها ايران عن النماذج المتطورة من أجهزة الطرد المركزي وأحدث المعلومات بخصوص عمليات التخصيب في محطة نطنز.
وتسبب الغموض المحيط بالبرنامج النووي الايراني في قلق دول عربية من بينها مصر والسعودية. وعبرت مصر ومجلس التعاون الخليجي عن اهتمامهما بالطاقة النووية.
لكن البرادعي قال عقب محادثات يوم الأحد مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط انه نصح مصر بأن تتمهل في بناء محطات نووية موضحا أن مصر تفهمت نصيحته.
وقال "هناك كثير من المسائل الفنية التي تطرقت اليها (في اجتماع) مع وزير الكهرباء (والطاقة المصري حسن يونس) حيث كانت نصيحتي له بأننا في مصر يجب ألا نتعجل... بناء محطة (نووية) سوف يستغرق عشر سنوات وبالتالي لا بد من استكمال كافة الاجراءات."
وأضاف أن يونس اتفق معه في أن "هذه تكنولوجيا متقدمة لها أخطارها ولا بد في استخدامنا لها من تعظيم الفائدة وتقليل المخاطرة." وقالت مصر في اكتوبر تشرين الاول انها ستشيد عدة محطات للطاقة النووية المدنية لتلبية احتياجاتها المتنامية من الطاقة.
وشدد البرادعي على أهمية وجود جهاز مستقل في مصر للرقابة على مشروع محطات الطاقة النووية. وطالب بألا يكون هناك تخوف من البرنامج النووي المصري أو أي برنامج نووي اخر في المنطقة العربية. وقال "العالم العربي كله خاضع لاتفاقية منع الانتشار (النووي) وستكون الانشطة (العربية) كلها خاضعة لنظام رقابة الوكالة."