مجلس الامن يدعو لدعم حكومة تشاد على المتمردين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عواصم: حث مجلس الامن التابع للامم المتحدة المجتمع الدولي الاثنين على مساندة حكومة تشاد على المتمردين ممهدا الطريق أمام المساعدات الاجنبية لمعاونة الالاف الذين فروا من هجوم للمتمردين على العاصمة استمر يومين.
وكانت العاصمة التشادية نجامينا شبه مهجورة بحلول الظلام ويخشى السكان الباقون من احتمال عودة نحو 2000 مقاتل متمرد عازمين على الاطاحة بالرئيس ادريس ديبي لانهاء ما يقولون انه حكمه الفاسد والدكتاتوري للهجوم مرة أخرى علي المدينة. وقامت شاحنات تقل جنودا بدوريات في شوارع المدينة وحلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش في سمائها بعد يومين من المعارك التي خلفت مئات الجرحى. وانتشرت الجثث والعربات المهجورة بشوارع العاصمة.
وفي نيويورك حث مجلس الامن في قرار غير ملزم المجتمع الدولي على تأييد ديبي معطيا فرنسا الضوء الاخضر لتلبية دعوات تشاد الى مساعدة أجنبية. ودعا المجلس "الدول الاعضاء الى تقديم الدعم اعمالا لميثاق الامم المتحدة كما طلبت حكومة تشاد."
وكانت فرنسا القوة الاستعمارية السابقة في تشاد ولها قوات متمركزة هناك قد قالت في السابق انها ستبقى محايدة لكن الرئيس نيكولا ساركوزي شدد موقفه على ما يبدو يوم الاثنين قائلا ان فرنسا قد تتدخل بشكل مباشر اذا حصلت على موافقة الامم المتحدة. وقال ساركوزي في مؤتمر صحفي خلال زيارة لرومانيا "الوضع في تشاد مثير للقلق لان تشاد لها حكومة شرعية منتخبة." وأجبر هجوم المتمردين الذي تتهم تشاد السودان بدعمه الاتحاد الاوروبي على تأجيل نشر قوة لحفظ السلام في شرق تشاد لحماية أكثر من 200 ألف لاجيء فروا من العنف في اقليم دارفور بغرب السودان.
من جانبه، قال خافيير سولانا المنسق الاعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي للصحفيين في بروكسل ان تأجيل نشر قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد اجراء مؤقت.
وقالت حكومة ديبي التي اهتزت في مواجهة ثاني هجوم على المدينة في أقل من عامين انها صدت المتمردين. لكن المتمردين قالوا ان انسحابهم من العاصمة في ساعة متأخرة يوم الاحد "تكتيكي" وانهما يجمعون صفوفهم لشن هجوم آخر.
وقال تيماني ارديمي وهو أحد زعماء المتمردين لاذاعة فرانس انترناسيونال ان مقاتليه تراجعوا لمواجهة مقاتلي جماعة العدل والمساواة المتمردة في دارفور المؤيدة لديبي والذين قال انهم هبوا لنجدة ديبي من على بعد نحو 800 كيلومتر من ناحية الشرق.
وقال عمال مساعدات في شرق تشاد أن طابورا كبيرا من مقاتلي حركة العدل والمساواة عبر بلدة ابيشي ويسرع باتجاه نجامينا.
وانتقل مقاتلون من المتمردين قبل انسحابهم يوم الاحد من بيت الى بيت في بعض المناطق مطالبين سكانها بالمغادرة لانهم يعتزمون شن هجوم اخر.
وتدفق الاف اللاجئين عبر جسر نجويلي فوق نهر لوجون شاري الى الكاميرون حاملين امتعتهم وأطفالهم. وكان بعضهم مصابين ومن بينهم فتاة أصيبت برصاصة طائشة في ظهرها.
وقدرت السلطات المحلية في الكاميرون أن نحو 15 ألف شخص قد فروا عبر نهر لوجون شاري الى بلدة كوسيري الصغيرة على الحدود.
وقال وزير خارجية تشاد أحمد علامي ان نجامينا تحت سيطرة قوات حكومة ديبي. وأضاف لاذاعة فرانس انترناسيونال من اديس ابابا حيث شارك في قمة للاتحاد الافريقي "انتهت معركة نجامينا."وتقول تشاد ان المتمردين ومن بينهم بعض حلفاء ديبي السابقون مدعومون من السودان. وتنفي الخرطوم ذلك وتتهم تشاد بدعم متمردين في اقليم دارفور.
وفي أقصى شرق البلاد فتح المتمردون جبهة جديدة في الحرب يوم الاحد بشن هجوم على بلدة ادري. وقال الجيش التشادي انه صد هذا الهجوم الذي قال انه شارك فيه خليط من جنود الجيش السوداني والمتمردين. وقال المتمردون انهم استولوا على ادري غير أنه لم يمكن التحقق من ذلك.
وامر ساركوزي المقاتلات الفرنسية باستطلاع منطقة الحدود مع السودان للتأكد من عدم وجود "توغل أجنبي".
وتقسم الخلافات العرقية والشخصية المعارضة السياسية وجماعات المتمردين وعبر دبلوماسيون أجانب عن مخاوفهم من امكانية انزلاق تشاد الى حالة من عدد الاستقرار تدوم طويلا اذا أطيح بديبي الذي فاز في ثلاثة انتخابات كانت محل انتقادات واسعة.
وقال اقارب لشخصيات بارزة من المعارضة من بينهم النائب نجارليجي يورونجار والمتحدث باسم ائتلاف المعارضة ابن عمر محمد صالح ان قوات الامن الحكومية اعتقلتهم يوم الاحد.
وسحبت بعض جماعات الاغاثة ومن بينها اوكسفام بعض موظفيها الاجانب من تشاد عقب تصاعد المعارك مما زاد الاعباء على عمليات الاغاثة التي ينوء كاهلها بالفعل.
هذا و دانت كندا بشدة الهجومات التي شنتها المجموعات المتمردة التشادية وخصوصا على نجامينا، داعية الى توفير الحماية للمدنيين.وقال وزير الخارجية الكندي ماكسيم برنييه "نضم صوتنا الى صوت رئيس الاتحاد الافريقي الذي انتخب في الفترة الاخيرة جاكايا كيكويت، ونعبر عن قلقنا البالغ من هذه المحاولة لاطاحة الحكومة التشادية بوسائل عسكرية".
واضاف برنييه "نطالب بالوقف الفوري للعنف"، مذكرا الطرفين بأن "عليهما حماية جميع المدنيين وطمأنة العاملين في المجال الانساني الى ان في وسعهم الوصول بأمان وبلا عقبات الى المحتاجين".واوضح برنييه ان "كندا تدعو جميع التشاديين الى التعاون لاحلال السلام والاستقرار في بلادهم".
كذلك، اعرب وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير عن "ارتياحه الشديد" لانجاز عملية اجلاء الرعايا الالمان من تشاد على ما يرام.وقال في بيان "اشعر بارتياح شديد لان عملية الاجلاء من نجامينا خلال نهاية الاسبوع قد انجزت على ما يرام. ونشكر فرنسا والولايات المتحدة والامم المتحدة".واوضح شتاينماير انه تحدث مساء الاحد هاتفيا مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير وبحث معه في وضع حوالى 50 المانيا اجليوا من تشاد.
وقام الجيش الفرنسي الاحد بعملية مجوقلة لاخلاء سفارتي الولايات المتحدة والمانيا في نجامينا، بينما كانت المعارك محتدمة في المدينة، كما قال الاثنين الفرنسي الكولونيل بول بيرييه. و اعلنت رئاسة اركان الجيوش الفرنسية ان 936 من الرعايا الاجانب قد اجليوا من تشاد الى الغابون منذ بدء عملية الجيش الفرنسي بسبب الهجوم الذي شنه المتمردون على نجامينا.
وقال متحدث باسم رئاسة الاركان الكابتن كريستوف برازوك، ان طائرات النقل التابعة للجيش الفرنسي قامت ب 12 رحلة بين العاصمتين التشادية والغابونية.واضاف ان 228 من الرعايا الاجانب ما زالوا موجودين في نقاط التجمع في نجامينا وفي معسكر للجيش الفرنسي قرب المطار.
واستؤنفت عمليات الاجلاء مساء الاثنين.وقد استتب الهدوء الاثنين في العاصمة التشادية في اعقاب يومين من المعارك الكثيفة بين الجيش التشادي والمتمردين الذين انسحبوا مساء الاحد من نجامينا.