أخبار

المتمردون التشاديون يوافقون على وقف إطلاق النار

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مجلس الامن يدعو لدعم حكومة تشاد على المتمردين نجامينا، باريس، وكالات: وافق المتمردون الذين هاجموا نجامينا في نهاية الاسبوع الماضي، الثلاثاء على مبدأ "وقف فوري لاطلاق النار" لكنهم اتهموا فرنسا بانها تسببت بسقوط "عدد هائل من الضحايا المدنيين" خلال "تدخل مباشر" في العاصمة. وقال المتحدث باسم تحالف المتمردين عبد الرحمن كلام الله في بيان في اتصال عبر الاقمار الاصطناعية "ادراكا منها لمعاناة السكان التشاديين وامتثالا لمبادرات السلام التي قام بها البلدان الشقيقان ليبيا وبوركينا فاسو، وافقت قوات المقاومة الوطنية على وقف فوري لاطلاق النار". واضاف ان قوات التمرد "تستغرب تورط فرنسا المباشر في النزاع وتدين التدخل المباشر للطيران الفرنسي الذي سبب سقوط عدد هائل من الضحايا المدنيين وخصوصا في المدرسة الثانوية الحرية والسوق المركزي" لنجامينا.

لا معارك لليوم الثاني على التوالي

ولم تسجل اي معارك صباح الثلاثاء ولليوم الثاني على التوالي في نجامينا التي يحكم الجيش التشادي السيطرة عليها لكن المتمردين الذين هاجموا العاصمة في نهاية الاسبوع الماضي اكدوا مجددا انهم يتمركزون حولها. وقال صحافي ان الوضع هادىء لكنه متوتر في نجامينا حيث يسمع اطلاق نار متقطع. وصرح قائد عمليات الجيش التشادي الجنرال محمد علي عبد الله ان "المدينة تخضع لسيطرتنا الكاملة". واضاف "في المنطقة المحيطة (بالعاصمة)، تدخلنا امس (الاثنين) والآن سننظم صفوفنا لمطاردتهم" في اشارة الى المتمردين.

قائد التمرد في تشاد يؤكد ان فرنسا "قصفت" المتمردين

وكان صرح زعيم حركة التمرد التشادية الجنرال محمد نوري الثلاثاء ان الطيران الفرنسي "قصف" مواقع المتمردين لحماية نظام الرئيس ادريس ديبي. وقال الجنرال نوري لاذاعة "اوروبا 1" الخاصة ان "الطيران قصفنا منذ صباح امس (الاثنين) وحتى الساعة الواحدة من صباح اليوم" الثلاثاء. وردا على سؤال حول ما اذا كانت حركة التمرد قادرة على شن هجوم جديد على قوات الرئيس ديبي والسيطرة على العاصمة، قال "بالتأكيد، بدون (تدخل) القوات الفرنسية". واضاف "نظرا للقرار الذي اتخذ امس (الاثنين) من قبل الامم المتحدة ويفوض فرنسا التدخل لحماية النظام، سنضطر لاتخاذ اجراءات جديدة".

وكان مجلس الامن دان بشدة في اعلان غير ملزم "الهجمات التي شنتها مجموعات مسلحة ضد الحكومة التشادية" ودعا الدول الاعضاء الى "تقديم جعمها الى حكومة تشاد". ووجهت فرنسا مساء الاثنين تحذيرا مباشرا الى المتمردين. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير انه يأمل "الا نضطر للتدخل" عسكريا.

أحياء في وسط نجامينا دمرتها عمليات النهب

وأدت عمليات النهب التي شهدها حي كليمات في وسط نجامينا إلى دمار هائل في الشوارع والمنازل في هذه المنطقة التي بدت وكأنها تعرضت لإعصار عنيف. وتغطي اشياء عديدة تخلى عنها اللصوص شوارع هذه المنطقة القريبة من مقر الرئاسة التشادية ويسكنه الاجانب العاملون في تشاد عادة. وانتشرت احواض الاستحمام والمغاسل واجهزة تسخين المياه وطاولات وكراس ورفوف خشبية مكسرة امام المنازل التي خلعت ابوابها، بينما تتطاير الاوراق في كل مكان من الحي. ونزعت اطارات السيارات التي تركها اصحابها قبل ان يرحلوا.

ولا احد يمر في هذا الحي كما في كل المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي الذي تحصن فيه الرئيس ادريس ديبي خلال المعارك المكثفة التي دارت بين القوات الموالية له ومتمردين جاؤوا من السودان. وقال مصدر عسكري ان الجيش الذي يقوم بحماية القصر الرئاسي بدباباته تلقى اوامر باطلاق النار بدون تردد. واكد رجل فر من وسط المدينة حيث يقيم "انهم يطلقون النار على كل ما يتحرك". واضاف ان "عائلتي رحلت ايضا".

وفي محيط القصر الرئاسي بدت آثار القتال واضحة من سيارات محترقة في وسط الشوارع والفجوات التي احدثها اطلاق النار في واجهات وجدران المباني والزجاج المكسور. وتشهد الاتصالات صعوبات كبيرة في نجامينا، بينما قطعت شبكات الاتصال بالاهاتف الخليوي في البلاد. وقال شاب تشادي يعيش قرب مقر الرئاسة "كان هناك اطلاق النار في كل مكان السبت لذلك اختبأنا في منزلنا. الآن اخلي الحي ورالناس خوفا من المعارك". واخلي مكان آخر في المدينة اثناء الاشتباكات، وهو مركز التوقيف الذي بقيت ابوايه مفتوحة منذ فرار السجناء منه.

وبالابتعاد عن وسط المدينة، تدب الحياة تدريجيا في الشوارع التي لا تخلو من بعض المارة الذين يتناقشون او الدراجات الصغيرة. ومن حين لآخر تمر سيارات مكتظة بالركاب الذين يسعون للفرار بممتلكاتهم، في طريقها الى مداخل العاصمة. اما المحلات التجارية بقيت مغلقة. وقال حارس منزل احد الاجانب الذين تم اجلاؤهم "نواجه صعوبة في التزود بالمواد الغذائية".

ويتمركز الجيش عند مداخل المدينة وحول القصر الرئاسي، لكنه لم ينتشر في المدينة ولا عند مفارق الطرق ولا في الساحات الرئيسية حيث تمر من حين لآخر سيارات بيك آب تنقل جنودا من القوات الحكومية مدججين بالاسلحة. وعلى المحور المؤدي الى الجمعية الوطنية شرق نجامينا، اصطدمت دبابة خفيفة تابعة للجيش بجدار. وحول مطار نجامينا المدني الذي بدت آثار اطلاق النار واضحة على واجهته، انتشرت قوات فرنسية. وقد تمركزت امام المطار اربع شاحنات عسكرية فرنسية على الاقل وعدد من العسكريين ببزاتهم القتالية.

منظمة المؤتمر الاسلامي تعرض القيام بوساطة

الى ذلك دعا الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي الثلاثاء الى "اعادة الوضع الى طبيعته" في تشاد فورا وعرض وساطة المنظمة بين اطراف النزاع في هذا البلد العضو في المنظمة. واكد اوغلي في بيان "استعداد المنظمة للتوسط فورا بين الاطراف". ودعا الى "اعادة الوضع الى طبيعته فورا" في تشاد وحث "الاطراف المتصارعة الى وضع حد لاعمال العنف" والى "السعي لتسوية سلمية تفاوضية كسبيل وحيد لحل الخلافات". وذكر اوغلي "بالوضع الانساني الخطير السائد في المنطقة". ودعا بيان المنظمة التي تضم 57 عضوا وتتخذ من مدينة جدة السعودية على البحر الاحمر مقرا لها "كافة ابناء تشاد الى رص الصفوف والى احلال السلم الدائم والاستقرار في بلدهم".

بين 15 وعشرين الف تشادي لجأوا الى الكاميرون

واعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان بين 15 وعشرين الف تشادي لجأوا الى الكاميرون في الايام الاخيرة وقال المتحدث باسم المفوضية في جنيف ان فريقا من هذه الهيئة وصل مساء الاثنين الى كوسيري المدينة الكاميرونية الصغيرة الواقعة على بعد 15 كلم شمال العاصمة التشادية، قدر مبدئيا عدد الذين عبروا الحدود في الايام الاخيرة "بما بين 15 وعشرين الف" شخص. واوضح ان "الناس ما زالوا يعبرون الحدود. انهم يتدفقون بشكل متواصل" على الكاميرون.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف