عامان على توقيع ورقة التفاهم بين عون ونصرالله

ما الذي تحقق وما هي الأمور التي تبقى خلافية؟
عامان على توقيع ورقة التفاهم بين عون ونصرالله

ريما زهار من بيروت: شهد العام 2006 في مثل هذا اليوم من شباط مذكرة تفاهم بين حزب الله وتيار النائب ميشال عون أعلن فيها كل من حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يرأسه العماد ميشال عون ورقة تفاهم سياسي شملت كافة الموضوعات الداخلية وذات الصلة بالعلاقة مع سورية. وأكدت ورقة التفاهم السياسي، التي تليت في مؤتمر صحافي أعقب لقاء هو الأول من نوعه بين حسن نصرالله وعون في كنيسة تقع على الخط الفاصل بين ضاحيتي بيروت الجنوبية والشرقية، على التقاء الطرفين حول معظم النقاط السياسية والاقتصادية والإدارية وخصوصًا موضوع سلاح المقاومة الذي أكدت الورقة أنه باق طالما بقيت أرض محتلة وأسرى لبنانيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأوضحت الورقة أن مصير سلاح الحزب سيتقرر بناء على حوار داخلي بين اللبنانيين لرسم استراتيجية دفاع عن لبنان في وجه إسرائيل.

وتم الاتفاق في الورقة على موضوعات العلاقة مع سورية وقيام علاقات دبلوماسية بينها وبين لبنان، وبناء الدولة وقانون الانتخابات التشريعية والتحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومكافحة الفساد والإصلاح الإداري وبناء الأجهزة الأمنية. وضمت الورقة العديد من الموضوعات الأساسية الأخرى.

ما الذي تحقق من هذه الورقة، وما هي أهميتها اليوم؟ يقول نائب حزب الله حسن حب الله لإيلاف إن أهم ما تحقق أنه للمرة الاولى في تاريخ لبنان يحصل هناك تفاهم على مستوى القاعدة بين تيار اسلامي وبين آخر مسيحي، ويتحدد الموقف الوطني من الصراع مع العدو الاسرائيلي، ومن حماية لبنان من العدوان الاسرائيلي واي عدوان عليه، في الماضي كانت هناك اعتداءات اسرائيلية وكان قسم من اللبنانيين اي المسلمين، يؤيدون المقاومة الفلسطينية، وحق العرب في مواجهة إسرائيل ومقارعة إسرائيل من أجل استرداد الحقوق العربية، وكان المسيحيون في لبنان يقولون إن لبنان لا يتحمل أعباء هذه المواجهات مسقطين من حسبانهم ان إسرائيل هي المعتدية وان لبنان لم يدخل يومًا في الصراع مع اسرائيل غازيًا ومهاجمًا للاراضي الفلسطينية التي تحتلها اسرائيل، واهم شيء ان هذا التفاهم كان على مستوى القاعدة بين فريقين اساسيين في لبنان، الاول مسيحي والآخر مسلم، وايضًا أعطى صورة عامة لتفاهم على مختلف القضايا الاستراتيجية اللبنانية، كالعلاقة مع سورية وموضوع التوطين وموضوع العلاقات الدولية والمقاومة وغيرها من المواضيع التي تضمنتها ورقة التفاهم.

ولدى سؤاله ما هي الخطوط الاساسية التي سيعلنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والنائب الجنرال ميشال عون على شاشة التلفزيون اليوم بعد عامين على ورقة التفاهم، يقول حب الله:" من الطبيعي جدًا أن يستعرضا خلال عامين ورقة التفاهم، والامور التي انجزت والصورة التفاهمية التي قدمت للشارع اللبناني، والتي اسقطت أي فتنة بين المسيحيين والمسلمين، هذه الفتنة التي اندلعت في العام 1975 وحتى 1990، على مدى 15 عامًا من الحروب والفتن والقتل والدمار والخراب، ورغم ان الوضع صعب ودقيق في لبنان ومع التدخل الخارجي والاجنبي الا ان المسيحيين والمسلمين استطاعوا درء الفتنة، بنتيجة وعي وحكمة القيادات في حزب الله والتيار الوطني الحر.
وسوف يستعرض الجانبان امورًا تتعلق بالوضع الراهن والازمة السياسية في لبنان.

وعن استياء الطرف الآخر اي قوى 14 آذار من هذا التفاهم يقول حب الله:" ان فريق 14 آذار يعتبر ان اي تفاهم يحصل بين اللبنانيين سوف يُسقط نظريتهم الاستئثارية بالسلطة وفي لبنان ندعو الى حكومة وفاقية ونؤمن منذ بناء الكيان اللبناني قام على روح التوافق من صيغة 1943 الى الطائف واي تجاوز لروح الوفاق والشراكة الوطنية كان يعرض البلاد دائمًا الى خطر انقسام وخلافات حادة وربما الى حرب اهلية كما حصل في الماضي، هذا الفريق يريد ان يستأثر ويرفض الشراكة مع المعارضة يريد ان يكون حاكمًا بأمر الاميركي وليس باسم الشعب اللبناني.
رغم ان التيار الوطني الحر وحزب الله بعد توقيع ورقة التفاهم دعوا جميع الاطراف الى الدخول وخصوصًا تيار المستقبل.
اما هل حزب الله والتيار الوطني الحر على تفاهم تام في مختلف الامور اليوم يجيب حب الله:"استطيع ان اقول نعم، على مختلف الامور الاساسية، وطبعًا في الآداء يمكن ان يكون لكل طرف آداؤه الخاص، ولكن الركائز الاساسية هناك تفاهم تام عليها.

سلهب

بدوره يقول النائب الدكتور سليم سلهب ( التيار الوطني الحر) لإيلاف ان الجو السياسي الذي كان مذهبيًا في السابق تحول الى جو سياسي وطني بعد ورقة التفاهم، ومن ناحية الجو الحواري ما بين الفرقاء تحسن كثيرًا بين التيار الوطني الحر وحزب الله وأنتج بعض المبادئ التي يسعون إلى تطبيقها وتبين هذا الامر مع التحالف الذي كان تفاهمًا والذي اصبح تحالفًا استراتيجيًا، ولن يهتز لاي سبب، وبرهن الامر الاحداث التي جرت منذ عامين.
ويتابع سلهب ان السيد حسن نصرالله والجنرال عون سيتحدثان اليوم عن ورقة التفاهم، ما هي ايجابياتها وسلبياتها اذا كان هناك من سلبيات وسوف يتم التطرق الى الوضع الداخلي، وهناك افكار جديدة ستطرح في المقابلة التلفزيونية، ونأمل من جميع الفرقاء ان يستمعوا بايجابية الى هذه الامور، كي نطلع من المأزق الحالي.
ويضيف سلهب انه في الورقة التفاهمية، حزب الله والتيار الوطني الحر على تفاهم، ولكن هناك بعض الامور التي تبقى خلافية، مثل النظرة العربية والاقليمية والعلاقات مع الخارج قد لا نكون متفقين عليها بنظرتنا الشمولية.