قتل متبادل بين جيش المهدي والحرس الوطني بالعمارة

الاعلان عن بدء إعمار مرقد الامامين العسكريين بسامراء غداً
قتل متبادل بين جيش المهدي والحرس الوطني بالعمارة

أسامة مهدي من لندن: تسود مدينة العمارة الجنوبية اجواء مسلحة خطيرة اثر تصاعد عمليات القتل والاغتيالات اليوم بين جيش المهدي والقوات الامنية الحكومية ادت الى مصرع ضباط وقياديين من الجانبين مما استدعى ارسال تعزيزات عسكرية الى مشارف المدينة .. بينما اعلن في بغداد اليوم عن بدء عمليات اعمار مرقدي الامامين العسكريين في مدينة سامراء اللذين دمر قبتيهما ومئذنتيهما انفجاران ارهابيان خلال العامين الماضيين. فبعد يومين من اتهام التيار الصدري للقوات الحكومة بقتل احد قيادييه في جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر قامت عناصر من هذا الجيش اليوم بأغتيال ثلاثة ضباط في الجيش العراقي احدهم برتبة مقدم ومحاولة قتل اثنين اخرين حيث تشهد العمارة ( 395 كم جنوب بغداد ) محاولات من جيش المهدي للسيطرة عليها مجددا بعد استطاعت ذلك لساعات امس .

وفي وقت ارسلت السلطات تعزيزات عسكرية الى مشارف المدينة تجري محاولات لتطويق الوضع المتدهور من خلال مفاوضات من الحكومة وقياديين في التيار الصدري الذين طالبوا بفتح تحقيق حول مقتل أحد قياديه هناك هو منذر مجيد متهمين القوات الحكومية بذلك بعد ايام من اعتقاله الخميس الماضي . لكن التيار الصدري يؤكد ان عمليات الانتقام التي يتعرض لها الضباط لايتحمل مسؤوليتها وانما هي من قبيل اعمار الثأر التي ينفذها افراد من عشيرة القيادي الصدري القتيل .

وقال بيان للتيار الصدري ان اعتقال وقتل منذر مجيد البخاتي "احد ابطال جيش الامام المهدي في العمارة من قبل النفر المؤتمر بأمر الحكومة الراكعة للاحتلال وهم مجموعة مما يسمى بالحرس الوطني (الاستخبارات) المقدم حسن الزبيدي" . واشار الى ان "قائد جيش الامام المهدي سبق وأن اخذ السيد منذر بيده الى محافظ ميسان قبل فترة فاتصل السيد المحافظ بالجهات ذات العلاقة واستفسر منها عن وجود مذكرة اعتقال بحق السيد منذر فكانت الاجابة بانه لاتوجد اية مذكرة اعتقال ولاي جهة حكومية في مدينة العمارة لامن الجيش ولامن الشرطة وفوجئت مدينة العمارة بقيام مجموعة من اولئك النفر من الحرس الوطني باعتقال السيد منذر وتكبيل يديه وسحله امام انظار الناس ومن ثم القيام بتعذيبه بطرق وحشية لاتمت للدين والمذهب والانسانية بصلة حتى وصلنا الاثنين خبر استشهاده على ايدي هؤلاء الاذلاء الذين باعوا دينهم وعراقيتهم ان كانوا عراقيين للمحتل واذنابه عليهم اللعنة والعذاب وقد تم تشييع جثمان السيد الشهيد منذر في موكب مهيب جاب الشارع الرئيسي في العمارة ولازال جيش الامام المهدي ملتزماً بقرار السيد القائد مقتدى الصدر (التجميد) وان حدثت احداث فانها من قبل عشيرة الشهيد البطل ضد عشيرة الضابط المسؤول عن اعتقال الشهيد" .

ومن جهته قال عدنان السيلاوي مدير مكتب الصدر في محافظة ميسان وعاصمتها العمارة في مؤتمر صحفي اليوم ان قوات من اللواء الأول التابعة للجيش العراقي هي التي قامت بقتل القيادي الصدري موضحا ان ادعاءات آمر اللواء الاول المسؤول عن عملية القتل اللواء نبيل ياسين بان القيادي هو الذي قتل نفسه ببندقية عارية عن الصحة . وتساءل قائلا "كيف يقوم المحتجز بقتل نفسه ببندقية وهو رهن الاعتقال.؟ وهل أن الحرس الوطني له الحق أن ينفذ عملية إعدام دون محاكمة؟."

ومن جانبه أكد رئيس محكمة استئناف محافظة ميسان أن التحقيق في قضية منذر البخاتي يجري بكل شفافية من قبل الهيئة التحقيقية في محكمة تحقيق العمارة . واشار الى أن الهيئة التحقيقية التي تتولى التحقيق في ملابسات قضية السيد منذر البخاتي تتكون من ثلاثة قضاة أكفاء يتولون مهمة التحقيق في كافة الجوانب الخاصة في هذه القضية من تدوين أقوال المدعين بالحق الشخصي وإجراء الكشف على محل الحادث والتقارير الصادرة من الطب العدلي وتدوين أقوال شهود الحادث مؤكداً أن سير التحقيق يجري بعيدا عن التأثيرات من أجل الوصول إلى القرار العادل كما نقل عنه مكتب اعلام المحافظة .
في أوعز محافظ ميسان عادل مهودر راضي بتشكيل فريق عمل ساند للهيئة التحقيقية يقع على عاتقه مهمة دعم الهيئة القضائية وتذليل أية عقبات أمامها من أجل الإسراع في أنجاز التحقيق . وقد ترأس المحافظ فريق العمل الذي يضم أعضاء من مجلس المحافظة وضباط مختصون في التحقيقات الجنائية في قيادة شرطة ميسان وممثل عن حقوق الإنسان . وقد باشرت الهيئة القضائية وبصحبتها فريق العمل إجراءات التحقيق حيث قامت اليوم بالانتقال إلى مكان الحادث والكشف عن الظروف التي حصلت فيها حالة الوفاة .

وتشهد مدينة العمارة منذ الصيف الماضي حملة مداهمات ضد عناصر التيار الصدري وجيش المهدي تقوم بها القوات الاميركية والعراقية شارك فيها الطيران بقصف بعض المنازل ادت الى مقتل واعتقال العشرات منهم . وقال متحدث باسم مقتدى الصدر إن هذا الاخير أبلغه بأن أعضاء بارزين في جيش المهدي الموالية له لا يرغبون في تمديد وقف لإطلاق النار ينتهي أجله هذا الشهر.

وقال صلاح العبيدي المتحدث باسم الصدر وأحد كبار المسؤولين في مكتبه بمدينة النجف إن الصدر كان يستطلع المزاج السائد لدى عدد من الشخصيات الكبيرة وإن خمسة من أعضاء اللجنة الرئيسية في حركته وضحوا آراءهم في الهدنة. واضاف إن أحد أعضاء هذه اللجنة المشكلة من أعضاء البرلمان المنتمين لحركة الصدر في بغداد أوصوا بعدم تمديد وقف إطلاق النار مشيرين إلى مشكلات مع السلطات في الديوانية (180 كم جنوب بغداد).

وأمر الصدر الذي قاد انتفاضتين ضد القوات الأميركية في عام 2004 جيش المهدي بالالتزام بوقف لإطلاق النار كي يتمكن من إعادة تنظيم الميليشيا الممزقة. وقبل صدور ذلك كان مقاتلو جيش المهدي منخرطين غالبا في اشتباكات ضارية مع القوات الأمريكية أو في أعمال عنف مع جماعات عربية.

غداً تبدأ عمليات اعمار مرقدي الامامين العسكريين في سامراء

اعلن اليوم ان عمليات اعمار مرقدي الامامين العسكريين في مدينة سامراء (120 كم شمال غرب بغداد) اللذين دمرهما انفجارين ارهابيين خلال العامين الماضيين ستبدأ غدا .وقال رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان صحفي ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" اليوم ان أعمار مدينة سامراء يشكل ضربة لكل من أراد أن يجعل منها بابا للطائفية ومن خطط لجر البلاد الى الحرب الأهلية . وأضاف إن جهود منظمة اليونسكو ورغبة العديد من دول العالم المساهمة في اعمار مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام ومدينة سامراء تشكل دعما لإستقرار العراق ونجاحاتنا في مواجهة الارهاب وتعزيز وحدة الصف الوطني .

وأعلن رئيس الوزراء خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع محمد جليد مديرعام منظمة اليونسكو في العراق ان الحكومة خصصت الاموال الكافية لمواصلة عملية البناء وهي مصممة على تحويل سامراء الى مدينة تستحق ان تسجل لدى منظمة اليونسكو . من جانبه وصف مدير عام اليونسكو مدينة سامراء بأنها اصبحت رمزا للمصالحة الوطنية معربا عن تقديره للجهود التي بذلتها الحكومة العراقية وتوفيرها الظروف الأمنية المشجعة على إنجاز خطة الاعمار ونجاحها.

وعلى الصعيد نفسه قال موفق الربيعي مستشار الامن القومي بعد زيارته مكتب المرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني في مدينة النجف (160 كم جنوب غرب بغداد) اليوم انه بحث مع المرجع موضوع المهجرين والمحرومين والضعفاء والتطورات التي شهدها العام الماضي والتأكيد على ان العراق خرج من حرب أهلية كانت محتومة . واشار الى ان هذا العام سيكون عام عودة المهجرين وتوفير كل الظروف الأمنية و المعيشية في مناطقهم.

وحول موضوع اعمار المرقدين في سامراء قال الربيعي " انشأنا لواء حماية طريق بغداد سامراء وباشرنا باعمار المرقدين حيث بدات عملية رفع الانقاض حيث سيتم غدا الاعلان عن بدء اعمار الامامين مشيرا الى ان ان العمل سياخذ سنوات طويلة لانه فني دقيق. "

ومنذ ايام بدأ العشرات من العمال العراقيين والبنغاليين تحت اشراف شركة تركية تتولى اعادة اعمار المرقد اعمال التنظيف حيث تتخذ الشركة التركية من القاعدة الاميركية في سامراء مقرا لها. وقد تعرضت القبة الذهبية لمرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري للتدمير في عملية تفجير في الثاني والعشرين من شباط (فبراير) عام 2006 اسفرت عن اندلاع اعمال عنف طائفية بين الشيعة والسنة اسفرت عن مقتل الالاف من العراقيين .. كما تعرض المرقد لاعتداء ثان منتصف حزيران (يونيو) عام 2007 اسفر عن انهيار المئذنتين.

وفي مجال اخر حول الخطة الامنية في الموصل اشار الربيعي الى ان القوات العراقية هي الا في مرحلة الاستحضارات لتحرير الموصل موضحا ان الخميس المقبل سيشهد اجتماعا موسع لقادة الاجهزة الامنية والوزراء الأمنيين و محافظ الموصل لوضع الخطة التفصيلية و بدء الخطة العسكرية . وعن موضوع سرقة ايران للنفط العراقي قال الربيعي "لا يوجد لدينا دليل و لا توجد معلومات على ان ايران استولت على خمسة عشر بئرا نفطيا." وفيما يخص المفاوضات الاميركية الايرانية اشار الربيعي الى ان بعض الظروف الامنية التي مرت بها المنطقة والتي مر بها العراق في الاسابيع الماضية اخرت المفاوضات .. وقال "لكننا مازلنا ندعو الى حوار ومفاوضات امريكية - ايرانية جدية وواسعة في الشان العراقي فقط يكون فيها العراق طرفا اساسيا لان الموضوع يتعلق بامن العراق وكل تصعيد بين الولايات المتحدة وايران سيضر بالعراق."