معتقل سري داخل غوانتانامو وقلق من مهاجمته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
غوانتانامو، كوبا: أكد قائد معسكر غوانتانامو، المخصص لسجن عناصر التنظيمات المسلحة التي ترى الولايات المتحدة أنهم يشكلون خطراً على أمنها القومي، وفي مقدمتهم عناصر القاعدة وحركة طالبان، صحة المعلومات التي تشير إلى وجود منشأة اعتقال سرية داخل المعسكر نفسه تضم عدداً من أهم وأخطر قادة القاعدة. وذكر الأميرال مارك بوزبي، قائد المعسكر الواقع على الأراضي الكوبية، أن المنشأة تضم 15 سجيناً ممن كان الرئيس الأميركي، جورج بوش، قد وصفهم في سبتمبر/أيلول 2006 بـ"المجموعة الثمينة،" مشيراً إلى أن الإجراءات تقضي بعزل أفراد تلك المجموعة ومنعهم من الاحتكاك بسائر العناصر، فيما أبدى أحد الضباط قلقه من احتمال مهاجمة القاعدة للمعسكر لتحرير السجناء.
ولفت بوزبي إلى أن المنشأة السرية تحمل رقم "المعسكرسبعة" وقد سمح للصليب الأحمر بالوصول إليها، علماً أن كافة الجولات السابقة التي نظمها الجيش الأميركي للصحفيين شملت المعسكرات من واحد حتى ستة، دون أن يتم الحديث عن أي منشأة إضافية سرية. وأضاف، في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس، أن قرار عزل أفراد المجموعة: "يهدف إلى منع احتكاكهم بسائر السجناء والتحريض على الانتقام من العناصر التي اختارت التحدث إلى المحققين."
ولفت بوزبي إلى أن عدد الذين يعرفون أين تقع المنشأة داخل المعسكر الذي يمتد على مساحة 72 كيلومتراً مربعاً، "محدود جداً،" مشيراً إلى أن قرار إنشائها بدء عام 2006 مع إعلان بوش أن وكالة المخابرات المركزية CIA نقلت 14 سجيناً إلى غوانتانامو، قبل أن ينضم إليهم لاحقاً القيادي في القاعدة، عبدالحق العراقي. ورفض بوزبي تأكيد ما إذا كانت CIA ما تزال تمارس عملها مع المعتقلين الذين لم يكشف كامل هوياتهم في تلك المنشأة، واكتفى بالقول إنه "يسيطر عليها." وقال إن عزل السجناء يأتي بسبب الخشية من قيامهم بالانتقام من عدد آخر من السجناء سبق أن أدلى بمعلومات حساسة عنهم.
أما العقيد بروس فارغو، المسؤول عن وحدة السجانين المشتركة بغوانتانامو، فقد أشار إلى مسكون بهاجس أن تقوم القاعدة بشن هجوم على المعسكر. وقال: "رغم أننا نحاول الانفتاح، يبقى الأمن أولوية بالنسبة إلينا، اعني.. إذا كان بإمكانك قيادة طائرة لضرب برجي (نيويورك) يمكنك مهاجمة غوانتانامو إذا قررت ذلك، وهذا أمر أفكر فيه يومياً،" رافضاً تأكيد وجود أي معلومات مؤكدة حول نية القاعدة القيام بذلك.
من جهته، أكد غيوف ليون، الناطق باسم المنظمة الدولية للصليب الأحمر أن منظمته "زارت المعسكر سبعة" غير أنه رفض تقديم أي إيضاحات إضافية. يذكر أن العديد من الخبراء يعتقدون بوجود بعض النشاطات السرية في المعسكر منذ فترة، مع الإشارة إلى أن طبيعة عمل سجن غوانتانامو ككل تشوبها السرية المطلقة، فرغم تأسيسه عام 2002 بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول، إلا أن أسماء المعتقلين فيه لم تنشر حتى العام 2006.
وكان الحديث عن وجود منشأة سرية لعدد محدود من السجناء المهمين يدور همساً في أروقة السياسة الأميركية، غير أن أول ذكر لها جاء على لسان محامي مجيد خان، أحد سجناء غوانتانامو الأميركيين، والذي اعتقل بتهمة التخطيط لنسف محطة للغاز في الولايات المتحدة. وقال المحامي آنذاك: "بموجب أوامر صارمة، يمنع علينا التحدث عن تلك المنشأة،" وذلك بعد لقاء موكله في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.