هيومن رايتس: إساءات للمصابين بالإيدز في مصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: ذكرت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان هيومن رايتس ووتش في بيان ان مصريين ايجابيي المصل اعتقلوا وتعرضوا للتعذيب وما زال اثنان منهم "مربوطين الى سريريهما" 23 ساعة يوميا بانتظار محاكمتهما بتهمة اللواط.
وتحدثت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها عن "سلسلة من الاعتقالات وقعت في القاهرة" عندما اوقفت الشرطة رجلين كانا يتشاجران في احد الشوارع. واوضحت انهما نقلا على الفور الى شرطة الآداب "حين قال احدهما للضباط انه مصاب بالايدز".
وقد فتحت الشرطة "محضرا ضدهما بتهمة السلوك المثلي".
وقال الرجلان اللذان لم تكشف هويتيهما انهما "تعرضا للصفع والضرب جراء رفض التوقيع على بيانات كتبتها الشرطة لهما وامضيا اربعة ايام في قسم شرطة الآداب مربوطين الى مكتب معدني وناما على الارض" واخضعا "لاختبارات الطب الشرعي الشرجية +لاثبات+ انهما متورطان في سلوك مثلي"، حسبما ذكر البيان.
ورأت المنظمة ان هذه الاختبارات "ليست فقط خطأ من الناحية الطبية بل ايضا تنطوي على التعذيب".
وتابعت ان الرجلين ما زال بعد اشهر من اعتقالهما "مربوطين الى سريريهما ولا يتم فك قيودهما الا لمدة ساعة يوميا".
واوضحت ان الشرطة اعتقلت ايضا رجلين آخرين "بسبب صور فوتوغرافية لهما وارقام هواتف تم العثور عليها مع احد المحتجزين الاولين" وعاملتهما بالطريقة نفسها، قبل ان تعتقل اربعة رجال آخرين بعد مراقبة الشقة التي كان يقيم فيها احدهم.
وتابعت ان "قرار الاعتقال ينص على ان الرجال جميعا كانوا في كامل ثيابهم ولم يكونوا منخرطين في أي أفعال غير مشروعة حين تم الاعتقال الا انه تم اتهامهم جميعا بانتهاج السلوك المثلي".
ونقلت المنظمة عن اشخاص تحدثوا الى الرجال الاربعة منذ اعتقالهم ان "ضابط صف في قسم الشرطة قام بضرب احد المحتجزين على رأسه عدة مرات والشرطة اجبرت الرجال الاربعة على الوقوف في وضع مؤلم لثلاث ساعات واذرعهم مرفوعة في الهواء ولم يتم مدهم بطعام او شراب او بطانيات اثناء اول اربعة ايام لهم رهن الاحتجاز".
كما اخضعت السلطات الرجال الاربعة لتحاليل حول اصابتهم بالايدز "بدون موافقتهم".
ونقلت عن احد الرجال ان "وكيل النيابة قال له حين عرف منه انه مصاب بالايدز +الناس من امثالك يجب ان يحرقوا احياء. انت لا تستحق الحياة".
ورأت هيومن رايتس ووتش ان "الصحة العامة وحقوق الإنسان معرضة للتهديد"، داعية السلطات الى "الغاء قرارات ادانة اربعة رجال باعتياد ممارسة الفجور وباخلاء سبيل اربعة آخرين محتجزين بانتظار المحاكمة".
ودعت الحكومة المصرية الى "الكف عن الاعتقالات التعسفية بناء على اصابة الاشخاص بمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) واتخاذ خطوات نحو ايقاف التحيز المسبق والمعلومات المغلوطة التي تحيط بمرضى الايدز".
وقال المسؤول في المنظمة سكوت لونغ ان "هذه الاعتقالات والمحاكمات الصادمة تنطوي على الجهل والظلم"، معتبرا ان مصر "لا تخاطر بسمعتها الدولية فقط بل أيضا بسكانها انفسهم اذا استجابت للايدز بفرض احكام السجن بدلا من الوقاية والعلاج".
واضاف "يظهر من هذه القضايا ان الشرطة المصرية تتحرك بناء على اعتقاد خطير بان الايدز ليس حالة مرضية تستوجب العلاج بل جريمة تستوجب العقاب".
ورأى ان "اختبارات الايدز الاجبارية دون موافقة والمعاملة السيئة قيد الاحتجاز والمحاكمات المدفوعة بالتحيزات المسبقة والادانات دون ادلة كلها انتهاكات للقانون الدولي".