قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: يرى خبراء ان اهتمام الشعب الاميركي تحول من الوعد الذي قطعه الرئيس جورج دبليو بوش باقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية قبل نهاية فترته الرئاسية وخلال عام 2008 الى الانتخابات الرئاسية المقبلة ومستقبل الادارة الاميركية. وقال الخبراء انه يجب ان ينتظر الرئيس بوش الذي تبقى له احد عشر شهرا فقط في منصبه وهو اول رئيس اميركي يدعو الى حل يقوم على اقامة دولتين لتسليم السلطة للادارة الجديدة وتحقيق انجاز اكبر مما حققته الادارات السابقة. وقال مدير معهد ابحاث السياسة الخارجية والمساعد السابق لثلاثة وزراء خارجية اميركيين هارفي سيتشيرمان ان الحد الادنى الذي يستطيع بوش تحقيقه في سياق تعهده الذي قطعه العام الماضي هو توريث من سيخلفه خطة العمل الخاصة بالسلام في الشرق الاوسط. واضاف انه يمكن مقارنة ذلك بما تسلمه بوش من سلفه بيل كلينتون وما تسلمه الرئيس جورج بوش الاب من سلفه رونالد ريغان مشيرا الى انه حتى هذا الانجاز "سيأخذ قدرا كبيرا من الجهد". واعتبر الخبير في السياسة الخارجية ان احتمالات الوصول الى الحد الاقصى من الوعد بتحقيق "توقيع معاهدة السلام بين فلسطين واسرائيل هو مجرد سراب بالنسبة للرئيس بوش" خاصة اذا وضعنا الاعتبار تصاعد العنف في غزة وضعف الحكومة الاسرائيلية رغم عدم سقوطها. واوضح ان السراب يمكن تعريفه بأنه "احساس بامكانية تحقيق شيء ما عندما نكون في واقع الامر غير قادرين وبشكل كبير على الوصول الى ما سبق ان اعلنا قدرتنا القيام به". واشار الى انه لدى الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي مصلحة في عملية السلام الا ان هذا لا يعني بالضرورة ان لهما مصلحة في التوصل الى اتفاق مضيفا "ان الرئيس سيترك منصبه لكنهما لا يعرفان متى سيتركان مناصبهما" ملمحا الى انهما "لديهما اطار زمني اكثر قليلا مما لدى" الرئيس بوش. من جانب اخر شارك في الندوة التي عقدت تحت عنوان (الرؤساء الاميركيون في نهاية الفترة الرئاسية والشرق الاوسط) في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى المساعد السابق لوزير الخارجية لسياسة الشرق الادنى والسفير السابق لبلاده لدى اسرائيل في ادارة (كلينتون) مارتن انديك. وقال انديك ان الرئيس بوش ذهب الى هناك تحدوه امال كبيرة ولكن كما نرى لم يحدث شيء سوى الاشياء السيئة في اشارة الى الوضع في القطاع حيث اندفع الالاف عبر الحدود الفلسطينية - المصرية طوال الاسبوع الماضي للحصول على امدادات بعد الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع. واعتبر ان وضع الرئيس بوش التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط هدفا له "هو سقف عال جدا" مضيفا ان تسليم عملية السلام الى الرئيس المقبل قد يمكننا من الوصول الى حل ناجح في السنوات الأربع القادمة. واشار الى ان ادارة بوش اقترحت خريطة الطريق للسلام في 2002 التي وضعت اطارا للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين يقوم على اساس اقامة دولتين تعيشان جنبا الى جنب بحلول اواخر عام 2008 ورغم دعم كلا الطرفين وتعهد بوش بدعم خريطة الطريق فانه لم ينفذ اي من الطرفين الالتزامات التي تعهد بها بالكامل. واوضح ان الادارة حاولت تنشيط عملية السلام في اطار مؤتمر انابوليس للسلام في عام 2007 عبر دعوة 22 دولة عربية ودول المجتمع الدولي للمشاركة في مفاوضات السلام الفلسطينية - الاسرائيلية بهدف الضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للتوصل الى اتفاق نتج عنه موافقة سلبية على بدء محادثات بشأن هذه المسألة. وبين ان القادة في تل ابيب ورام الله لا يشعرون بمدى حاجة الادارة الاميركية الحالية في اللحظات الاخيرة من توليها السلطة للتوصل الى اتفاق بين فلسطين واسرائيل قبل انتهاء رئاسة بوش في يناير 2009 .
واقترح انديك بذل الولايات المتحدة المزيد من الجهد من اجل اعادة بناء التزامات خريطة الطريق ويشمل ذلك قيام الاسرائيليين بتفكيك المستوطنات غير الشرعية وقيام الفلسطينيين بوضع حد للعنف مؤكدا الحاجة الى "المشاركة النشطة والفاعلة" لتحريك عملية السلام المعقدة. ودعا انديك الولايات المتحدة الاميركية لاعادة بناء الثقة وبخاصة في اوساط الفلسطينيين التي اعتبرها احدى الخطوات المهمة مقترحا تركيز اميركا على بناء البنية التحتية الفلسطينية بما في ذلك جهاز الأمن الفلسطيني الذي وصفه بأنه "ضرورة من اجل التوصل لاتفاق اقليمي". كما حث الولايات المتحدة على دعم الاقتصاد الفلسطيني عن طريق تشجيع الاستثمار الاجنبي ومشاركة الدول العربية من خلال اتخاذ موقف اكثر فعالية في قضية السلام كما دعا الى اجراء محادثات بين اسرائيل وسوريا وفي الوقت نفسه حماية المصالح الاميركية في لبنان. وبين ان من سيفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة سواء كان باراك اوباما او هيلاري كلينتون أو جون ماكين سيتعين عليه تسلم ملف القضية الفلسطينية - الاسرائيلية من الرئيس بوش من الموقع الذي توقفت عنده عملية السلام. واضاف ان السؤال الذي سيتم طرحه سيكون "كيفية التعامل مع ادارة الازمات" اضافة الى ما ينبغي علينا تحقيقه داعيا الى البدء على ارض الواقع اذ يتعين تنفيذ خريطة الطريق مشيرا الى ان الخطوة التالية يمكن ان تكون صعبة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية لاتخاذ قرار بشأنها.