برلسكوني يأمل في عودة سلسة لقيادة إيطاليا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
روما: لم يكن سيلفيو برلسكوني لحاجة حتى لأن يرفع إصبعه لكي يطيح برئيس الوزراء الممثل لوسط اليسار رومانو برودي كما يبدو أن الطريق سيكون أمامه سهلا للعودة لقيادة ايطاليا للمرة الثالثة. تجري إيطاليا إنتخابات مبكرة في 13 و14 ابريل نيسان بعد انهيار حكومة برودي وتظهر نتائج استطلاعات الرأي تقدم برلسكوني الذي يطلق عليه "الفارس" بتفوق ائتلاف وسط اليمين الذي يتزعمه بعشر نقاط مئوية على الأقل على منافسيه.
وبعد وفاة والدته (97 عاما) يوم الأحد الماضي ابتعد برلسكوني عن الأضواء في الأيام الأخيرة ولكنه يعتزم العودة بقوة ثانية لانقاذ ايطاليا ممن يعتبرهم غير أكفاء في اليسار. وما زال أغنى رجل في ايطاليا الذي تقدر مجلة فوربس ثروته بما يصل إلى 12 مليار دولار قوة مهيمنة في السياسة الايطالية. وقال برلسكوني في مؤتمر صحفي قبل الانتخابات التي جرت في ابريل نيسان عام 2006 وخسرها بفارق بسيط "أقدر بشكل كبير ذكاء الايطاليين" مشيرا إلى أن ذلك سيساعدهم على عدم التصويت ضد مصلحتهم. ويكمن سر الاعجاب المستمر ببرلسكوني (71 عاما) بشكل كبير في كونه رجلا صنع نفسه بنفسه.
وفي دولة كثيرا ما يعتمد النجاح فيها على الصداقات مع أشخاص في مراكز عليا جمع برلسكوني ثروة ثم أسس امبراطورية إعلامية بما في ذلك تأسيس الشركة التلفزيونية الخاصة الكبيرة الوحيدة في ايطاليا (ميدياست). وفي أوائل التسعينات شكل حزبا يمثل وسط اليمين والذي شغل سريعا الفراغ الناجم عن الانهيار الداخلي للحزب الديمقراطي المسيحي الذي كان يهيمن على ايطاليا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ويقول منتقدون ان برلسكوني استغل الفترة الاولى التي شغل فيها منصب رئيس الوزرء عام 1994 لحماية نفسه من دعاوى قانونية ولتعزيز أعماله. وعاد برلسكوني للسلطة عام 2001 ليقضي فترة ولاية كاملة في المنصب.
وتحالف برلسكوني مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في "الحرب ضد الإرهاب" وهو ما أثار انتقادات محللين كانوا يأملون أن يتخذ رجل الأعمال الايطالي المزيد من الخطوات لتحرير الاقتصاد. وقال ريتشارد بوسوورث أستاذ التاريخ بجامعة ريدينج في بريطانيا "برلسكوني رجل أعمال ناجح ولكن لا يحقق الكثير عندما يشغل المنصب. "ليس من أنصار العولمة على النحو الذي يجب أن يكون عليه. عندما تنظر إليه بطريقة جدية تجد أنه أجوف فكريا تماما."
وبالرغم من أن برلسكوني حل رسميا ائتلاف "دار الحريات" الذي يضم الفاشيين الجدد السابقين والديمقراطيين المسيحيين والانفصاليين الشماليين إلا أن من المرجح أن يحشدهم حوله ثانية أثناء الانتخابات. وقال جيمس والستون أستاذ السياسة بالجامعة الأمريكية في روما ان بصفته رئيسا لائتلاف متعدد الأحزاب سيفتقر برلسكوني على الأرجح ثانية للسلطة لكي يدفع للأمام برنامجا مقنعا للاصلاح الاقتصادي. وتابع "سيكثر الحديث عن تطبيق اصلاحات السوق والتعامل مع معاشات التقاعد والعجز. ومن ناحية الممارسة لا أعتقد أنه سيكون هناك تغيير كبير."
ويشك منتقدو برلسكوني في أنه سيستغل رئاسته للوزراء لفترة أخرى لحماية شركة ميدياست من أي خطوات تهدف إلى كسر الاحتكار الثنائي تقريبا للإعلانات التلفزيونية الذي تقتسمه مع تلفزيون راي المملوك للدولة من أجل حماية المصالح والعائلة والأصدقاء. وانتخاب برلسكوني سيمنحه فرصة ثالثة لاقناع الشعب الايطالي بأنه ولد ليفوز وقد يكون ذلك هو فوزه النهائي على "البروفسور" برودي.