عشية ذكرى إغتيال الحريري: تأكيد على المحكمة الدولية

بيروت: تكتسب الذكرى الثالثة لإغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الراحل رفيق الحريري أهمية خاصة هذا العام في ظل تفاقم الأزمة السياسية بين فريقي الموالاة والمعارضة والفراغ الرئاسي والمخاوف من التدهور الأمني. ويستعد اللبنانيون لإحياء ذكرى إغتيال الحريري في 14 فبراير الحالي في ساحة الشهداء للتأكيد على معرفة حقيقة من اغتال الحريري ورفاقه وسوق المجرمين الى العدالة ومحاكمتهم في المحكمة ذات الطابع الدولي والحرص على السلم الاهلي وعلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية الاخرى والتمسك بالمبادرة العربية لحل الازمة الراهنة.

وقال عضو كتلة (تيار المستقبل) النيابية النائب محمد الحجار ان الاستعدادات والمعطيات "تشير الى اوسع مشاركة شعبية في الذكرى الثالثة لاغتيال الشهيد رفيق الحريري خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة جدا التي يمر بها لبنان". واضاف ان "هذه الذكرى تكتسب معاني اضافية اذ سيؤكد قادة 14 اذار اصرارهم على معرفة حقيقة من اغتيال الرئيس الشهيد" لافتا الى ان الجميع "يعلم ان هناك هجمة مركزة على الغاء الوطن وعلى اعادة السيطرة على قراره السياسي وعلى قراره الاستقلالي".

ورأى ان "هذه الهجمة تتركز بشكل مباشر على تفريغ الرئاسة الاولى من رئيس للجمهورية وتفريغ المؤسسات الاخرى "معتبرا ان "الهدف من وراء ذلك هو الفوضى وجر البلد الى الفتنة والى اتون حرب اهلية وهذه ان وقعت لن يسلم منها احد". واضاف ان "قوى 14 اذار ترفض الفتنة او الحرب والانجرار اليها " مؤكدا اصرار معظم اللبنانيين على احياء ذكرى اغتيال الحريري في ساحة الحرية وساحة الشهداء للتاكيد ان الاكثرية الساحقة من الشعب اللبناني لا تريد الحرب والفوض والفتنة وكل ما تريده هو بناء الوطن وبناء دولة طالما فتش عليها وطالما حلم بها الرئيس الحريري".

وحول العناوين الرئيسية التي سيطلقها قادة 14 اذار في هذه المناسبة قال الحجار ان "الكلمات التي ستلقى في هذه المناسبة ستركز على الاصرار على اخراج البلد من مشكلته واخراج الوطن من اتون الازمات وبالتالي الدفع باتجاه ملء الفراغ الرئاسي ومنع ضرب المؤسسات الدستورية في لبنان مع الاصرار على الوحدة الوطنية الداخلية التي تبقى الهم الاساسي عند قوى ال14 من فبراير". وحول مسار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أشاد الحجار بمساهمة المملكة العربية السعودية في تمويل قيام المحكمة الدولية موءكدا ان السعودية كانت وما زالت السباقة في الوقوف الى جانب لبننا واللبنانيين وفي الدفاع دولتهم.

وراى الحجار ان " قيام المحكمة الدولية سيكون عامل استقرار للبنان واخراجه من محنته". وقال ان الخطاب السياسي الاخير لقادة 14 اذار ولا سيما للنائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط هدف الى ان "الهم الاساسي هو العمل باتجاه اخراج البلد من مشاكله وتاكيدهما على سياسية اليد الممدودة الصادقة الى الشريك الاخر في الوطن لكي نعمل سويا على اعادة بناء الدولة واستكمال مسيرة الحرية والاستقلال ". وحول ما اذا كان يتوقع المزيد من الاغتيالات قال "ان كل المعطيات والموءشرات تدل على ان الاغتيالات مستمرة طالما لن يكن هناك من رادع" موءكدا ان "المحكمة الدولية هي وحدها القادرة على ردع هذا المسلسل الاجرامي".

من جهة اخرى قال النائب نبيل نقولا عضو كتلة (التغيير والاصلاح) التي يرأسها النائب ميشال عون ل(كونا) ان ذكرى اغتيال الحريري هي ذكرى لكل اللبنانيين ويجب ان تكون ذكرى جامعة وليس للتفرقة ولنتذكر الراحل الحريري كيف انه عمل من اجل وحدة لبنان وليس من اجل تفتيته . وقال ان محاولة البعض استغلال هذه المناسبة من اجل التحريض ومن اجل ايجاد فتنة مذهبية "فاننا نستنكر هذا الامر". وأضاف ان هذه المناسبة بالنسبة للتيار الوطني الحر هي "مناسبة حزن وامل بالمستقبل بحيث لا يكون دم الشهيد الحريري ذهب هدرا منتقدا التجييش الاعلامي الذي لا يصب في خانة الذكرى لهذا الرجل العظيم".

وحول المخاوف من انفلات الشارع وتعثر المبادرات لحل الازمة اللبنانية اكد نقولا التمسك بالمباردة العربية بحرفيتها وليس بالمبادرة العربية بتفسيرات جانبية لا تمت لهذه المبادرة بصلة. واكد نقولا تمسك المعارضة بالمباردة العربية بحرفيتها وبالاجماع الوطني حول قائد الجيش العماد ميشال سليمان كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية ضمن تلك المباردة. واكد نقولا ان التيار الوطني الحر هو من اطلق فكرة المحكمة ذات الطابع الدولي مشددا على ان التيار مع المحكمة الدولية مطالبا ان تشمل المحكمة جميع الجرائم التي حدثت في لبنان منذ عام 1982 وحتى اليوم. وحول ورقة التفاهم الموقعة بين (التيار الوطني الحر) و(حزب الله) تساءل نقولا " ما هو المانع من ان يكون هناك فريقين لبنانيين متفقين مع بعضهما البعض " مشيرا الى ان "القنص على ورقة التفاهم هدفه ضرب الوحدة الوطنية لان ورقة التفاهم تلحظ حلولا لمشاكل لبنانية برؤية واضحة ". واكد ان النائب ميشال عون عمل من اجل التلاقي مع الفريق الاخر ومد يده الى جميع الفرقاء في لبنان مجددا الدعوة الى التلاقي لتفويت الفرص على من يريد تعكير الامن والوحدة الوطنية في لبنان .وختم نقولا بالقول " نحن في ذكرى اغتيال الحريري سنتذكر مآثر الشهيد على طريقتنا الخاصة".

من جهته دعا النائب انطوان زهرا عضو كتلة (القوات اللبنانية) التي يتزعمها الدكتور سمير جعجع (لكونا) اللبنانيين الى النزول بكثافة الى ساحة الشهداء "لاعادة تاكيد تصميمهم على استكمال بناء الدولة ومؤسساتها والتمسك بالحقيقة والعدالة من خلال استكمال انشاء المحكمة ذات الطابع الدولي وتوجيه رسالة للداخل والخارج تقول لسنا خائفين ولا متراجعين ولا مترددين ولن نتساهل باي شكل من الاشكال مع عودة الوصاية للتحكم بحياتنا الوطنية".

واستبعد حربا اهلية جديدة في لبنان مؤكدا ان "من يمتلك السلاح في لبنان لا يمكنه فرض شروطه على الاخرين بالقوة انما بطرح الحلول لايجاد حل سياسي متوازن". واكد ان الخطاب السياسي الاخير لقوى 14 اذار تاتي في اطار التاكيد على قدرتها على حماية الشعب اللبناني وحماية لبنان داعيا المعارضة الى التخلي عن لغة التخوين والتخويف والتهويل والذهاب نحو انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وعدم التفكير باي مطالب تعجيزية وغير منطقية تمس اتفاق الطائف والتوافق الوطني.

ودعا زهرا الجميع الى التعقل والتفكير بالحل السياسي وتنفيذ بنود المبادرة العربية والتي تنص على انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية واقرار قانون انتخاب يرضي الجميع والعودة الى منطق سيادة المؤسسات والدولة. ورأى زهرا انه "لا يمكن لاي طرف في لبنان فرض شروطه السياسية بالقوة" مشددا على ضرورة العودة الى المنطق السياسي والاعتراف بالتوازنات الحقيقية القائمة ". وقال ان شعب 14 مارس يحمل ثقافة الحياة والانتاج والاستقرار وعندما يحتاج الى التعبير عن نفسه وعن ارادته فهو جاهز للنزول الى الشارع لاثبات هذه الارادة".

وطمأن الى ان مناسبة 14 فبراير "ستمر بخير" محذرا في الوقت نفسه من اي محاولة للمس بامن المواطنين. واكد زهرا استمرار المباردة العربية ودعم الاكثرية لها والتمسك بخيار ترشيح العماد سليمان لرئاسة الجمهورية وبحث الاكثرية ايضا بحقهم الدستوري للانتخاب بنصاب النصف زائدا واحدا.

من ناحية اخرى تشهد فعاليات ذكرى اغتيال الحريري يوم الخميس المقبل ازاحة الستار عن تمثال ضخم للرئيس الحريري في منطقة سان جورج وهو المكان الذي اغتيل فيه. واغتيل الحريري مع 22 من رفاقه في 14 فبراير من عام 2005 بانفجار سيارة مفخخة في وسط بيروت وتلا تلك الجريمة 29 اغتيالا وتفجيرا استهدفت شخصيات سياسية واعلامية وامنية.