موسكو تحذر أوكرانيا من الانضمام الى الناتو

موسكو: وجهت روسيا اليوم تحذيرا قويا إلى أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ، الناتو او الانضمام إلى الدرع المضاد للصواريخ الذي تسعى الولايات المتحدة لنشره عبر أوروبا. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحفي مع نظيره الأوكراني فيكتور يوشتشينكو في موسكو "إن روسيا سوف توجه صواريخها صوب أوكرانيا" إذا أقدمت على تلك الخطوة.

وأدان الرئيس الروسي سعي واشنطن إلى ضم بولندا وجمهورية التشيك إلى الدرع المضادة للصواريخ التي تقترحها. كما أشار بوتين إلى أن بلاده تعتزم مواصلة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق حول بقاء اسطول البحر الأسود الروسي في المياه الأوكرانية وتقسيم الحقوق البحرية في البحر الأسود وبحر آزوف.

تسوية أزمة صادرات الغاز الروسي لأوكرانيا

بالاضافة الى ذلك، أعلن الرئيس الروسي أن روسيا وأوكرانيا توصلتا إلى اتفاق مبدئي حول سعر الغاز الطبيعي الذي من المتوقع أن تحصل عليه الثانية من الأولى، كما تم الاتفاق على تسديد ديون متأخرة على كييف لحساب موسكو.

وقال الرئيس بوتين، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأوكراني، فيكتور يوشينكو، في العاصمة الروسية موسكو: "لقد أعددنا مخططاً عاماً للعمل في القريب المقبل، سمعنا من شركائنا اليوم أنه قريباً سيبدأ تسديد الديون، واتفقنا على مبادئ التعاون لعام 2008 والأعوام المقبلة."

ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن بوتين قوله: "اليوم أو غداً ستدون هذه الاتفاقات في وثائق"، مشيراً إلى أن شركة "غاز بروم" أعربت عن رضاها عن الاقتراحات التي طرحها الجانب الأوكراني، وأضاف أنه ناقش هذا الموضوع بشكل مفصل مع يوشينكو.

وكانت شركة "غاز بروم" الروسية قد هددت في وقت سابق بوقف صادراتها من الغاز الطبيعي إلى أوكرانيا في غضون مهلة تنتهي الاثنين، إلا أنها مددت المهلة حتى مساء الثلاثاء، فيما تتواصل المباحثات بين الجانبين لتسوية هذه الأزمة.

وفيما أعرب الرئيس الروسي عن أسفه للمشاكل التي تظهر بشكل دائم في قطاع الغاز، فقد شدد على أنه بحث مع الرئيس الأوكراني سبل تجنب مثل هذه الأزمة مستقبلاً، قائلاً: "لم نتحدث عن الوضع الراهن فقط، بل وتحدثنا عن مستقبل التعاون بيننا في هذا المجال."

من جانبه، أعلن الرئيس يوشينكو أن موسكو وكييف اتفقتا على إجراء مشاورات حول مسائل تعاون أوكرانيا مع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، موضحاً بقوله: "يهمني أننا اتفقنا اليوم على إجراء مشاورات حول هذا الموضوع، من أجل أن نصغي لبضعنا البعض ونجد آليات للتفاهم."

وأكد يوشينكو أن تعاون أوكرانيا مع الناتو غير موجه ضد أي بلد ولاسيما روسيا، مشيراً إلى أن كييف تراعي ظهور عدد من "المواضيع الحساسة" نظراً لتعاون أوكرانيا مع الناتو، وتدرك ضرورة مناقشة هذه المواضيع مع جميع شركاء أوكرانيا.

وأعاد يوشينكو إلى الأذهان أن دستور أوكرانيا لا يتضمن إنشاء "قواعد تابعة لدول وأحلاف أخرى" في أراضي البلاد، مؤكداً أنه يمكن حل جميع المسائل الحساسة عن طريق الحوار فقط.

جاء هذا التطور في وقت تشهد العلاقات توترا بين الناتو وروسيا. ومن المقرر أن تنتهي فترة رئاسة الرئيس بوتين الثانية في أبريل. وستجرى الانتخابات لاختيار خلف له الشهر القادم. وقد تحدد موعد انعقاد مؤتمر الناتو في الفترة من 2 إلى 4 أبريل، ويتعين أن يؤكد الناتو الدعوة.

وكان بوتين قد تعهد الاسبوع الماضي بالرد على سباق التسلح من جانب الدول الغربية واتهم الناتو بتجاهل مخاوف روسيا بشأن خطط توسيع الحلف ونشر الدرع الصاروخي الأميركي في دول قريبة من روسيا.

روسيا تعيد حاليا بناء قواتها المسلحة

من جهة أخرى قدمت روسيا والصين مشروع اتفاقية دولية لحظر استخدام الأسلحة في الفضاء الخارجي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن العالم سيدفع الثمن ما لم يتم وقف سباق التسلح في الفضاء.

وتحظر المعاهدة الجديدة نشر الأسلحة في الفضاء، والتلويح باستخدام القوة ضد الأقمار الاصطناعية أو مركبات الفضاء الأخرى حسبما قال الوزير الروسي.

وقال لافروف في كلمة ألقاها أمام مؤتمر نزع الأسلحة، الذي تشارك فيه 65 دولة، إن سباق التسلح سيعود في حالة نشر دولة واحدة للأسلحة، في اشارة إلى الولايات المتحدة.

وترغب كل من موسكو وبكين في التوصل إلى معاهدة جديدة كمحاولة لبناء أساس أخلاقي قوي يصمد في خضم الجدل القائم بشأن الحد من التسلح، وأيضا من أجل وقف عسكرة الفضاء وهو المجال الذي يعتقد أن الولايات المتحدة تتمتع بالسبق فيه.