سفير البوسنة بالكويت: لن نعترف بإستقلال كوسوفو حاليا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الكويت: لن تعترف البوسنة والهرسك في الوقت الحاضر بدولة كوسوفا المستقلة لكنها وتبعا لضروفها ومصالحها المميزة ستحرص على إقامة العلاقات الإنسانية والثقافية والإقتصادية مع هذا الكيان الذي إعلن عزمه على إعلان استقلاله غدا الاحد. هذا ما يؤكده سفير البوسنة والهرسك لدى دولة الكويت ياسين رواشدة في لقاء خاص مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) التي التقه اليوم لتتلمس رد فعل حكومته ازاء قرار اعلان الاستقلال من جانب كوسوفو والتحضيرات للاعتراف بها دوليا. بيد ان رواشدة يحرص على القول ان كوسوفو ومنذ صيف عام 1999 عندما اصبحت تحت ادارة الامم المتحدة وحمايتها ويضيف في هذا السياق "ما سيجري الآن هو اضفاء الشرعية على الامر الواقع لاسيما وانها تتمتع بحكومة وبرلمان واجهزة رسمية".
واذ سئل عن توقعاته ازاء اعتراف دول مجلس التعاون الخليجي من هذا الاعتراف غدا يرد رواشدة لكن بحذر شديد بقوله "ان قرار الاعتراف بالدول الاخرى سيادي لان لكل دولة قرارها الخاص بها والذي تنفرد به بناء على مصالحها وظروفها الاقليمية والدولية". ويمضي قائلا "وبالتالي فان كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي وبناء على مصالحها وتطلعاتها وتوجهاتها ستتخذ قرارها بالاعتراف او بعد الاعتراف باستقرل كوسوفو". وكأنه يستقرأ المستقبل يوضح رواشدة رأيه في الموقف الاوروبي من مسألة الاعتراف بكوسوفو قائلا"انا لا استقرأ المستقبل لكنني استطيع القول ان دول الاتحاد الاوروبي لن تتنخذ موقفا جماعيا من مسألة الاعتراف لأن هناك دولا ضمن الاتحاد لها تحفظها حيال استقلال هذا البلد". لكن وزير خارجية صربيا فوك جيرميتش وبدعم من المبعوث الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين حث مجلس الامن الدولي امس الخميس على رفض اعلان استقلال اقليم كوسوفو معتبرا انه يشكل "سابقة من شأنهافتح الباب امام الحركات العرقية في جميع انحاء العالم الى ان تحذو حذوها.
وفي سعيه الى التقليل من اهمية الاعتراف الدولي باستقلال كوسوفا المتوقع يقول سفير البوسنة لدى الكويت ان المهم ليس حجم وعدد الدول التي ستعترف باستقلال كوسوفو.. وانما المهم هو الا تفضي هذه المسألة الى نشوء صراعات في المنطقة. ويقول هنا "يهم البوسنة والهرسك ان يستتب الاستقرار في المنطقة من دون أي مضاعفات او تداعيات امنية على الدول الاخرى". ويدعو رواشدة في هذا الشأن الى ان يتم التعامل مع هذه القضية بحكمة سياسية وبوسائل دبلوماسية آخذة بعين الاعتبار مصالح جميع الاطراف وبالامن الاقليمي والاوروبي الشامل.
وفي رده على سؤال حول ما قد يجري غدا يشدد رواشدة على القول ان استقلال كوسوفو "سوف يترك آثاره على دول الجوار" قبل ان يوضح ان هذا التأثير سيكون غير مباشر وفي صورة توتر سياسي بين صربيا وكوسوفو. كما يعرب عن اعتقاده بانه لن تكون هناك اعمال عنف او ما شابه بل مظاهرات احتجاجية هنا ومسيرات غاضبة هناك لاسيما في صربيا غير مصاحبة باعمال عنف او ضرب لمصالح الدول او تطاول على الامن في الدول المجاورة لكوسوفو.
بيد ان روسيا هددت الاربعاء الماضي باتخاذ "اجراءات" على صعيد العلاقات الثنائية ازاء بعض دول الاتحاد الأوروبي ال27 التي تعتزم الاعتراف باستقلال اقليم كوسوفو. فقد ورد على لسان سفيرها لدى بروكسل فلاديمير شيشوف في مقابلة صحافية ان تلك الاجراءات التي تعتزم بلاده اتخاذها ستكون لها آثار سلبية محذرا من تبعات استقلال كوسوفو على الأمن والسلم الدوليين وانه ستحدث ردود فعل متتالية في العديد من الدول كالبوسنة ومقدونيا وغيرهما ما يهدد بزعزعة الاستقرار في منطقة البلقان. وفي تحليل للموقف الصربي يقول رواشدة "ترى البوسنة ان صربيا دولة مهمة في المنطقة وذات مسؤولية لكي لا تتخذ خطوة غير مدروسة تجاه قضية كوسوفو قد تكون لها عواقب وخيمة على المنطقة" قبل ان يعرب عن الامل في معالجة أي قضية مشتركة او ذات ابعاد دولية بطرقة "سلمية وتفاوضية".
وفي محاولة لالقاء الضوء على بعض جوانب الموقف الصربي ازاء استقلال كوسوفو يقول السفير البوسني "كوسوفو كانت واحدة من مقاطعتين ضمن صربيا..لكنهما كانتا عضوان في الفيدرالية اليوغوسلافية وبالتالي كانت يوغوسلافيا تضم ست جمهوريات ومقاطعتين تتمتعان بحكم ذاتي (فوفودينا وكوسوفو)اللتان كانتا ضمن صربيا لكنهما كانتا في نفس الوقت ممثلتان في الاجهزة التابعة للفيدرالية الرسمية. ويقول ايضا "مجلس رئاسة يوغوسلافيا السابقة كان يتألف من ثمانية اعضاء وست جمهوريات وممثلين اثنين عن مقاطعتي (فودوفينا) و(كوسوفو) حتى انه جاء الدور على ممثل كوسوفو ليكون رئيسا للاتحاد وهو سينان حساني أي ان النظام السابق كان يحرص على تطبيق سياسة تكافؤ الفرص بالنسبة الى شعوب الاتحاد ومراعاة التوازن في كل شىء. ويؤكد رواشدة ان "القضية شائكة ومعقدة" لكنه يشدد ايضا على انها "بسيطة اذا توافرت النوايا الحسنة لدى جميع الاطراف".
من اجل ذلك اوضح رئيس صربيا بوريس تاديتش في ال13 من فبراير الجاري ان بلاده ستستخدم الوسائل السياسية والقانونية للمحافظة على وحدة وسيادة اراضيها لكنها لن تلجأ الى زعزعة امن واستقرار المنطقة في سبيل حل ازمة كوسوفو. وقال في تصريح بثه راديو (بلغراد) ان صربيا ستتخذ اجراءات لعرقلة استقلال اقليم كوسوفو تنحصر في نشاط دبلوماسي وقانوني نافيا فكرة اللجوء الى استخدام العنف. ويحث رواشدة على ضرورة ان تنظم العلاقات بطريقة جديدة ضمن المعطيات الجديدة مع احترام حقوق الجميع "لكننا ولحساسية الموقف نرى انه كان لا بد من التوصل الى حل توافقي".
ووجه في هذا الصدد عتبا شديدا الى الاتحاد الاوروبي "الذي كان يتعين عليه معالجة مسألة كوسوفو مبكرا وضمن سلة متكاملة من معالجات مشاكل المنطقة. ويستذكر هنا موقف رئيس وزراء البوسنة السابق حارس سيلايديتش ذا السمعة العالمية والخبرة الواسعة في الشؤون الدولية الذي التقى بعد اتفاقية (دايتون) للسلام مسؤولين اوروبيين وامريكيين وعرض عليهم ضروة التعايش "بعد مرحلة حرب البلقان" ضمن اطار البناء واعادة ترتيب وتطبيع علاقات البوسنة مع الدول المجاورة وفي محيطها.
ويقول رواشدة بحسرة وعتاب "قدم حارس اقتراحا جريئا الى الاتحاد الاوروبي قبل عشرة اعوام بأن يقبل في عضويته كل دول البلقان دفعة واحدة وهي كوسوفو والبوسنة وصربيا وكرواتيا والجبل الاسود ومقدونيا والبانيا..عندها تذوب المشكلات القومية والعرقية والسيادية والاجتماعية في بوتقة الاتحاد ولما كانت هناك حاجة الى تدخل عسكري من جانب الناتو..ولكانت ازمة كوسوفو حلت بطريقة اخرى في اطار الاتحاد الاوروبي".