مفتي لبنان يدرس الدعوة إلى قمة روحية إسلامية

الياس يوسف من بيروت : لملم أبناء أحياء بيروت التي شهدت مواجهات مذهبية معظمها "بالسلاح الأبيض" ليل أمس ما تحطم وتناثر خلالها من ممتلكات، وزار بعضهم في المستشفيات الجرحى الذين بلغ عددهم نحو عشرين معظمهم مصابون بكدمات ورضوض لضربهم بالعصي والحجارة وبينهم مصابان بجروح طفيفة بالرصاص وفرضت وحدات الجيش تدابير أمن مشددة في الشوارع لمنع تجدد المواجهات، ونبهت قيادة الجيش في بيان الى خطورة ما يحصل من حوادث في الشوارع، مؤكدة انها لن تتهاون مع المخلين بالامن ، وداعية المواطنين الى "عدم المشاركة في التجمعات المخلة بالامن لأن مجرد وجودهم في هذه التجمعات سيؤدي الى توقيفهم باعتبارهم مشاركين في التحريض"، كما دعت وسائل الاعلام الى "عدم نقل صور تثير حساسية الرأي العام".
إلا أن التدابير الوقائية والجزرية لا تكفي في ظل الإحتقان الكبير في النفوس، لذلك بحث مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في اتصالات مع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن في إمكان عقد قمة إسلامية عاجلة في دار الفتوى "للتشاور في الأوضاع الخطيرة التي يمر بها لبنان". كذلك اتصل برئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وبقائد الجيش العماد ميشال سليمان، وبحث معهما في حوادث الأمس بيروت وتداعياتها.
وقد اتهمت صحيفة "المستقبل" عناصر من شرطة مجلس النواب ومن "حركة أمل" و"حزب الله" بالإعتداء على المواطنين في احياء بيروت، وذلك "بعد ايام من استفزازات وتحرشات منظمة، خصوصا الاعتداءات ضد المشاركين في احياء الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري الخميس الماضي". وأضافت: "ان احد المعتدين، وهو علي حسن الملقب بالإيراني، أقدم على القاء زجاجة مولوتوف على احد المنازل في رأس النبع، فيما كانت عناصر اخرى تلاحق المواطنين في الشوارع وتعتدي عليهم بالضرب الوحشي، وتعمد الى تكسير سيارات متوقفة او صادف مرورها وكذلك المحلات التجارية".
وردت شرطة مجلس النواب في بيان على صحيفة "المستقبل"، مشيرة إلى أنه "سبق أن تعرضت شرطة المجلس لاعتداءين بقنابل مولوتوف واطلاق الرصاص وسقط جريح من جراء ذلك وأعلنت ذلك في بيانات سابقة ولم تحرك ساكنا". ورأت "أن صحيفة المستقبل بعددها الصادر اليوم ومجموعتها الاعلامية أخطأت بين شرطة المجلس وفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي".
والمفارقة أن كلا شرطة مجلس النواب وفرع المعلومات يتبعان قيادة قوى الأمن الداخلي!
وفي حين اجتمع النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد وأعطيا توجيهات للقوى الامنية لاعتقال مطلقي النار أمس، صدرت مجموعة مواقف في بيروت مما حصل:
- رئيس الحكومة السابق سليم الحص قال "إن هناك جهات موتورة او مأجورة او مرتهنة الى الخارج تتعمد افتعال هذه الصدامات اليومية بقصد اشعال الفتنة". ودعا الجميع ليعودوا "الى صوابهم ويدركوا ان لا خيار امامهم سوى العودة الى سبيل التآخي والحوار والتفاهم". وحض "ذوي هؤلاء الفتية ان يقوموا بما يتوجب عليهم لرد المغرر بهم عن مواصلة طريق الانتحار الوطني التي يدفعون اليها دفعا".
- نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ قبلان: " يجب معالجة هذه الحوادث الأليمة جذرياً لئلا تنتقل شرارتها الى مناطق اخرى . وإن الفلتان الأمني في بعض المناطق يحمل دلالات خطيرة ينبغي التنبه لها. وما ذنب الأبرياء ليقعوا ضحايا أعمال الشغب؟". وأكد ان "حفظ الوطن وصونه يتحققان بعودة السياسيين الى الحوار والتشاور ضمن جدران مغلقة بعيدا من التحدي والانفعال".
- عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار الحوري: "هذه الحوادث في شوارع بيروت تعبرعن حالة الافلاس التي وصلت اليها المعارضة وجمهورها الذين لم يستطيعوا انتزاع اي نصر سياسي خلال السنوات الثلاث الاخيرة (...) ان بيروت ليست مكسر عصا ولا يمكن استمرار هذه "الغوغاء" الى ما لا نهاية. وان سياسة "التعنت" من قبل المعارضة ستؤدي بلبنان الى الذهاب نحو مزيد من المجهول ".
- النائب السابق تمام سلام: "ما يحصل هو نتيجة للخطابات الرنانة التي ادلى بها قادة الفريقين، وأتوقع ان يتفاقم الوضع مادام المعنيون لم يتخذوا خطوات جدية للحد مما يجري".
- مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: "يبدو ان الحرب المفتوحة التي اعلنها (الأمين العام ل"حزب الله") السيد حسن نصر الله ليست ضد اسرائيل، ولكن ضد اهل بيروت، واحيائها وشبابها وفي "زواريب بيروت" (...) هل تحول مشروع تحرير القدس الى تحرير بيروت؟". اضاف: "في الماضي شنت حركة "أمل" حملاتها على احياء بيروت وعلى المخيمات الفلسطينية وعملت فيها قتلا وذبحا وتشريدا وتخريبا، وعندما سألنا أولي الأمر أجابونا: هكذا تريد دمشق وهذه أوامر ريف دمشق. هل هي الاوامر ذاتها، ام أضيف الى دمشق ريف طهران؟".
- رئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" جميل حايك سأل رئيس"تيار المستقبل" النائب سعد الحريري من دون ان يسميه، "كيف يسمح ان ترفع في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري صورة مسيئة للرئيس نبيه بري الذي كان الصديق الوفي ورفيق درب الرئيس الشهيد، ومن كان صلة الوصل بين الشهيد وبين من يختبئون اليوم خلف دمه؟ كيف يسمح بأن ترفع صورة رمز حماية لبنان ورمز وحدته ورمز السلم الاهلي ورمز المؤسسات وحمايتها ورمز الحفاظ على كرامة الناس ورموزها؟ كيف يسمح ان ترفع صورة هذا الرمز الكبير وتحتها تعليق "خاطف الديموقراطية؟".
-مصادر في المعارضة حذرت من "امكان انفلات الوضع في الشارع" واتهمت "انصار فريق الاكثرية بالعمل لافتعال اشكالات مع انصارها لتوتير الشارع. "