الباكستانيون ينتخبون وسط تأهب أمني وإقبال ضعيف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اسلام اباد، وكالات: تشهد مراكز الإقتراع في باكستان التي فتحت أبوابها في وقت سابق اليوم إقبالا ضعيفا من الناخبين للتصويت في الانتخابات التشريعية التي تعتبر مهمة وحاسمة للرئيس الباكستاني برويز مشرف والمؤسسة العسكرية.
ووصف مصدر في لجنة الانتخابات للصحافيين ان اقبال الناخبين الباكستانيين على التصويت لاختيار نوابهم ب"الضعيف ". وقال ان عشرة مراكز اقتراع في العاصمة اسلام اباد استقبلت منذ صباح اليوم حوالي 900 ناخب باكستاني قدموا للادلاء بأصواتهم. وعزا مواطنون باكستانيون الاقبال الضعيف للتصويت في هذه الانتخابات الى فقد الناس الامل بالاحزاب السياسية التي اعتبروها فاسدة ولن تجلب الاصلاح الى بلادهم.
من جانب آخر قال مسؤول احد مراكز الاقتراع الباكستانية ويدعى جان محمد للصحافيين ان نسبة الناخبات الباكستانيات اللاتي ادلين بأصواتهن اكثر من الناخبين الباكستانيين حتى الان معربا عن اقتناعه بأن معظم الناخبات صوتن لحزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء الراحلة بي نظير بوتو.
وكانت فتحت مكاتب الإقتراع أبوابها عند الساعة 8:00 (3:00 تغ) من صباح الإثنينفي وقت يواجه فيه الرئيس برويز مشرف ازمة سياسية عميقة وموجة من الاعتداءات الاسلامية. وقال الامين العام للجنة الانتخابية كنور دلشاد ان "عمليات التصويت بدأت (عند الساعة 8:00) وسوف تستمر حتى الساعة 17:00 (12:00 تغ) بدون توقف".
مخاوف وتأهب أمني
وطغت المخاوف من اعمال العنف التي يقوم بها المتشددون على الحملة الانتخابية ومن المتوقع ان تؤدي إلى ضعف الاقبال على التصويت. وقتل مهاجم انتحاري 47 شخصا في هجوم على انصار زعيمة المعارضة الراحلة بينظير بوتو يوم السبت. وكانت الانتخابات قد أجلت بعد مقتل بوتو في هجوم يوم 27 ديسمبر كانون الاول لدى مغادرتها تجمعا انتخابيا في روالبندي. وسلط اغتيالها الضوء على مشاعر القلق بشأن مستقبل باكستان المسلحة نوويا في وقت توجه فيه الاتهامات لتنظيم القاعدة بمحاولة زعزعة استقرار البلاد التي يبلغ عدد سكانها 160 مليون نسمة. ورغم انها ليست انتخابات رئاسية فمن المتوقع ان يكون الاستياء الشعبي من مشرف القائد السابق للجيش عاملا حاسما في انتخابات يوم الاثنين التي ستجرى لاختيار برلمان جديد ومجالس اقليمية. غير ان المعارضة تقول ان عمليات التزوير قبل الانتخابات تضر بفرصها.
وفي مؤتمر صحفي في مدينة لاهور بشرق باكستان قال رئيس الوزراء الاسبق نواز شريف الذي اطاح به مشرف في انقلاب عام 1999 "بات جليا ان هناك خطة واسعة النطاق لتزوير الانتخابات وضعت موضع التنفيذ." وتعهد شريف وحزب المعارضة الرئيسي الاخر وهو حزب الشعب الذي كانت تتزعمه بوتو والذي اعتلى موجة التعاطف منذ اغتيالها بتنظيم احتجاجات اذا سلب منهما الفوز بالغش. وقال شريف "يجب ان نفوز نحن وحزب الشعب باكثر من اغلبية بسيطة. اذا حرمنا من ذلك فهذا يعني حدوث تزوير واسع النطاق وسندعو كلانا لتنظيم احتجاجات." وقال لطيف خوسا وهو عضو بارز بمجلس الشيوخ عن حزب الشعب الباكستان للصحفيين ان حلفاء مشرف اعدوا المئات من مراكز الاقتراع التي سيتم فيها ملء صناديق الاقتراع بأصوات مؤيدة لحزب الرابطة الاسلامية الباكستانية - جناح القائد الاعظم الذي يدعم مشرف. وقد تثير احتجاجات في الشوارع على نتيجة الانتخابات تساؤلات بشأن رد فعل الجيش.
ولكن اذا ابلت المعارضة بلاء حسنا كما تشير استطلاعات الرأي فإن برلمانا معاديا قد يطعن في دستورية إعادة انتخاب مشرف كرئيس للبلاد لفترة اخرى مدتها خمس سنوات من قبل البرلمان السابق . وهذا ايضا قد ينذر بموجة من الاضطرابات. وتضررت شعبية مشرف حليف الولايات المتحدة عندما حاول إقالة كبير القضاة الباكستانيين في مارس اذار وقيامه في نوفمبر تشرين الثاني بفرض حالة الطواريء لمدة ستة اسابيع لاعاقة اي طعون قانونية على اعادة انتخابه. لكن زوج بوتو اتخذ نهجا تصالحيا بالقول بأن حزبه سيشكل حكومة موسعة اذا فاز في الانتخابات وانه يريد التفاوض مع المؤسسة التي يقودها الجيش بشأن زيادة صلاحيات البرلمان.
وقتل رجل واصيب خمسة اخرون بجروح في اطلاق نار على مكتب انتخابي لاحد مرشحي حزب شريف في لاهور لكن الشرطة قالت ان نزاعا شخصيا هو الدافع على ما يبدو وراء الحادث. وسيدعم اكثر من 80 الف جندي قوات الشرطة يوم الاثنين. وتعهد مشرف الذي استقال من الجيش في نوفمبر تشرين الثاني بإجراء انتخابات نزيهة ويقول انه سيعمل مع الحزب الفائز ايا كان لتشكيل حكومة واختيار رئيس للوزراء.
ستة قتلى بينهم مرشح
واعلنت الشرطة الباكستانية الاثنين ان ستة اشخاص بينهم احد مرشحي المعارضة قتلوا ليل الاحد الاثنين في شرق باكستان قبل ساعات من بدء الانتخابات. وقال قائد شرطة المدينة مالك اقبال لوكالة فرانس برس ان مجهولين اطلقوا النار على مرشح لحزب رئيس الوزراء السابق المعارض نواز شريف في لاهور كبرى مدن ولاية البنجاب. وقتل المرشح لمجلس الولاية آصف اشرف مع سكرتيره وحارسه الشخصي وشخص ثالث. وتوفي احد مؤيدي اشرف متاثرا بجروحه صباح الاثنين في المستشفى. وطالب نواز شريف بتوقيف قتلة مرشحه بينما ارجأت اللجنة الانتخابية عمليات التصويت في هذه الدائرة.
وفي ما يلي معلومات حول هذه الانتخابات:
-- كان من المقرر ان تجري هذه الانتخابات في الثامن من كانون الثاني/يناير لكنها ارجئت الى الثامن عشر من شباط/فبراير بعد اغتيال بوتو.
-- يبلغ عدد الناخبين المسجلين في باكستان 81 مليونا من اصل عدد السكان
البالغ 160 مليون نسمة.
-- سينتخب في هذا الاقتراع اعضاء مجلس النواب الاتحادي او الجمعية الوطنية، البالغ عددهم 272 نائبا.
-- مقاعد مجلس النواب موزعة على الولايات الباكستانية. وتشغل البنجاب 148 مقعدا والسند 61 والولاية الحدودية الشمالية الغربية 35 وبلوشستان 14 والمنطقة القبلية الخاضع للادارة الفدرالية 12 الى جانب مقعدين للعاصمة الاتحادية اسلام اباد.
وحدد عدد هذه المقاعد لكل ولاية حسب عدد السكان.
-- خصص ستون مقعدا آخر للنساء وعشرة مقاعد لغير المسلمين، وهذه تعود الى الاحزاب حسب عدد الاصوات التي تفوز بها.
-- الاحزاب الرئيسية هي:
- الرابطة الاسلامية لباكستان-جناح القائد الذي كان في الحكومة في الولاية التشريعية المنتهية ويدعم بروزي مشرف. وهو ممثل على بطاقات الاقتراع بدراجة.
- حزب الشعب الباكستاني اكبر احزاب المعارضة الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو. وهو ممثل على بطاقات التصويت بسهم.
- الرابطة الاسلامية لباكستان-جناح نواز، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق نواز شريف، ويرمز له على بطاقة الاقتراع نمر.
-- في انتخابات 2002، فازت الرابطة الاسلامية لباكستان-جناح القائد ب130 مقعدا وفازت ثلاثة احزاب اخرى متحالفة معه ب53 مقعدا. وفي المعارضة، كان حزب الشعب الباكستاني يشغل 63 مقعدا.
كما شغل في الولاية التشريعية السابقة تحالف من ستة احزاب اسلامية متشددة هو مجلس العمل المتحد 59 مقعدا وحزب نواز شريف 18 مقعدا.
وفازت احزاب اصغر بما فيها التنظيم الذي اسسه لاعب الكريكيت السابق السابق عمران خان واخرى قومية ومستقلون ب19 مقعدا.
-- لم يترشح هذه السنة عدد كبير من الشخصيات الرئيسية.
فمشرف فاز في الانتخابات الرئاسية لولاية ثانية العام الماضي.
ولم يترشح آصف علي زرداري ارمل بنازير بوتو الذي يتزعم حزب الشعب الباكستاني والعضو في مجلس الاعيان، لشغل مقعد في مجلس النواب، بينما رفض ترشيح نواز شريف لمقعد نيابي.
-- يؤكد المسؤولون الباكستانيون ان الانتخابات تجري بحضور 500 مراقب اجنبي على الاقل.
-- نشر اكثر من نصف مليون من عناصر الجيش والامن لضمان امن الانتخابات،
بينهم 81 الف عسكري.