القوات المختلطة تحاول كسب ثقة سكان دارفور
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مكجار (السودان) : زغردت النسوة في فرح حين وعد قائد القوات المختلطة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في غرب دارفور بحمايتهن.لكنهن أبلغنه ان صبرهن بدأ ينفد بعد سنوات من المعاناة في المنطقة التي دمرها الصراع.
وتولت قوة السلام المختلطة الجديدة مهمتها في 31 ديسمبر كانون الاول بعد مقاومة شديدة من جانب حكومة الخرطوم. وحتى الان لم يتم نشر سوى 9000 جندي من الحجم الاجمالي للقوة وهو 26 ألفا.
لكن القوة المختلطة أثارت امالا عريضة لدى أكثر من مليونين من سكان دارفور فروا من ديارهم طوال خمس سنوات من القتل والاغتصاب والنهب في غرب السودان.
وقال بالا كيتا قائد واحد من ثلاثة قطاعات في دارفور لسكان قبيلة فور وهي أكبر القبائل في دارفور "انها مشكلة كبيرة وعليكم ان تتحلوا بالصبر لان نقل كل هؤلاء الجنود الى الارض سيستغرق وقتا".
ولجأ نحو 23 ألفا فروا من قراهم الى بلدة مكجار الواقعة الى الجنوب من الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
وأبلغ السكان كيتا انهم يريدون من القوة الجديدة المشتركة التي تعرف باسم (يوناميد) ان تقوم بعملية فعالة لحماية النازحين.
وقال ابراهيم خليل وهو من الزعماء المحليين "نريد ان تنشر قوات يوناميد عند مداخل مكجار لحماية النازحين. نريد مكتبا لليوناميد داخل مخيم النازحين."
وقال محمد عبد الله وهو زعيم اخر "حين يخرج الناس لجمع الحطب يحتاجون للحماية."
لم يكن أهل دارفور يثقون كثيرا في قوة الاتحاد الافريقي التي اندمجت في بعثة اليوناميد. ورفض كثيرون في دارفور اتفاق سلام مايو ايار عام 2006 الذي توسط فيه الاتحاد الافريقي وشعروا ان الاتحاد متحيز ضدهم.
ويؤيد أبناء قبيلة فور عبد الواحد محمد النور مؤسس جيش تحرير السودان الذي رفض الاتحاد الافريقي.
وسجلوا خيبة أملهم في فشل بعثة الاتحاد الافريقي في حمايتهم من خلال احراق مواقع الاتحاد في عدد من مخيمات النازحين.
لكن يبدو ان تصريحات كيتا أقنعتهم وأخذوا يهمهمون في توافق معه ويعربون عن أملهم في بداية جديدة.
ويواجه كيتا مصاعب منها جنود لم يحصلوا على رواتبهم ونقص المعدات لكنه صرح بانه يضغط على جنوده حتى يبذلوا جهدا أكبر في حماية مواطني دارفور حتى رغم نقص الموارد.
وقال لقواته في مكجار "عليكم ان تضغطوا لابعد مدى وحينها يمكن ان تتوقفوا. أنا رئيسكم وافهم متى تتحركون ومتى لا تتحركون."ووبخ جنوده لعدم وضعهم علامات على القرى والمخيمات المحترقة في خرائطهم الميدانية. وشكا الجنود انهم لا يملكون الاقلام التي تمكنهم من القيام بذلك لكنه رفض هذا العذر.واستطرد قائلا "الجندي لا يستطيع العمل دون خطة."
كانت رسالة كيتا واضحة.. الطريقة الخرقاء لبعثة الاتحاد الافريقي لن تقبل بعد الان في قوة يوناميد الجديدة.
وقال كيتا للسكان ان الاتحاد الافريقي كان مقيدا بالتفويض الممنوح له للقيام بدور المراقب لكن يوناميد مكلفة بحماية المدنيين وانها ستفعل تحت قيادته.وأضاف كيتا "في نهاية المرحلة سنوفر لكم حماية بنسبة 90 في المئة" مضيفا ان تحقيق نسبة مئة بالمئة ليس مستحيلا. وقال "المجتمع الدولي ملتزم بحمايتكم."
ولن تكون مهمة كيتا سهلة فهو لا يستطيع توفير اطارات اضافية لعربات الجند المدرعة التي قدمتها كندا في الوقت الذي أبدى فيه سكان دارفور نفاد صبرهم.
وقالت مواطنة مسنة للقائد "عانينا طوال خمس سنوات."