كوسوفو: باريس وواشنطن تعترفان ولندن في الطريق

إستمرار المواقف الشاجبة والمؤيدة لإستقلال واشنطن، بروكسل،موسكو، وكالات: أقر الرئيس الاميركي جورج بوش يوم الاثنين بأن شعب كوسوفو مستقل لكنه لم يصل الى حد الاعتراف الرسمي باستقلال الاقليم عن صربيا.

ويصدر الاعتراف الاميركي باستقلال الدول في الاحوال العادية من وزارة الخارجية. ومن المتوقع أن تصدر الخارجية الاميركية بيانا متعلقا بكوسوفو في وقت لاحق يوم الإثنين ولكن لم يتضح ما اذا كان سيتضمن اعترافا رسميا باستقلال كوسوفو.

وقال بوش في مقابلة مباشرة بثتها شبكة (ان.بي.سي) التلفزيونية من مدينة أروشا التنزانية "سنترقب ما ستكشف عنه الاحداث اليوم.. شعب كوسوفو أصبح مستقلا. هذا شيء كنت أروج له أنا وحكومتي."

وأعلن الاقليم المنشق الذي تقطنه أغلبية ألبانية الاستقلال عن صربيا يوم الأحد. وأبدت معظم دول الاتحاد الاوروبي وعددها 27 الى جانب الولايات المتحدة استعدادها للاعتراف بكوسوفو رغم أن أسبانيا قالت يوم الإثنين انها حسمت أمرها وقررت عدم فعل ذلك.

وتقول الولايات المتحدة ان من المهم الوصول الى نتائج بشأن وضع كوسوفو. وتقول واشنطن ان صربيا خسرت الحق الأخلاقي في أن تحكم شعبها بسبب الوحشية التي استخدمتها ضدهم في ظل الرئيس الراحل سلوبودان ميلوسيفيتش ولان المحادثات المطولة بشأن القضية لم تسفر عن تسوية.

ولكن صربيا وروسيا تعارضان بشدة الاستقلال.

وتشرف الامم المتحدة على هذا الاقليم منذ عام 1999 بعدما شن حلف الاطلسي غارات جوية أدت لانسحاب القوات الصربية التي كانت تهاجم الالبان هناك. وفي كوسوفو الان نحو 17 ألفا من أفراد قوات الحلف.

بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاثنين في بروكسل على هامش اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي ان فرنسا "تنوي الاعتراف باستقلال" كوسوفو الذي اعلن الاحد من جانب واحد.

وفرنسا هي اول دولة اوروبية كبيرة تعلن نيتها الاعتراف بهذه الدولة الجديدة المنبثقة عن يوغوسلافيا السابقة.

وقال كوشنير خلال مؤتمر صحافي في بروكسل "ننوي الاعتراف بكوسوفو". واضاف "الرئيس (نيكولا ساركوزي) كتب رسالة بهذا المعنى الى رئيس كوسوفو. وستوجه الرسالة اعتبارا من هذا المساء".

الاتحاد الاوروبي يترك لكل دولة ان تحسم مسألة الاعتراف بكوسوفو

كما اتفق وزراء الخارجية الاوروبيون الاثنين في اعلان مشترك على ان يترك لكل من دول الاتحاد الاوروبي ان "تقرر بحسب ممارساتها الوطنية وقواعدها القانونية" ما اذا كانت ستعترف ام لا باستقلال كوسوفو.

ومن المتوقع ان يفسح هذا الاعلان للعديد من الدول وبينها الدول "الكبرى" الاربع فرنسا والمانيا وبريطانيا وايطاليا ان تبدي نيتها في الاعتراف بهذه الدولة الجديدة.

وبذلك ستصدر اعلانات الاعتراف بالتزامن مع الاعتراف الاميركي بكوسوفو المتوقع صدوره مباشرة بعدما صرح بوش ان سكان كوسوفو "باتوا الان مستقلين".

وباعطاء الخيار لكل دولة، فان الاتحاد الاوروبي يعطي امكانية كذلك للدول الست المعارضة لاستقلال كوسوفو وهي قبرص واسبانيا واليونان وبلغاريا ورومانيا وسلوفيكيا امكانية رفض الاعتراف.

بريطانيا ستعترف باستقلال كوسوفو

من جانبه اعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الاثنين في بروكسل بعد اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين ان لندن ستعترف باستقلال كوسوفو.وقال ميليباند للصحافيين بعد اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي "الحكومة البريطانية قررت الاعتراف بكوسوفو".

ايطاليا تنوي الاعتراف باستقلال كوسوفو

كذلك قال وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما ان ايطاليا تنوي الاعتراف باستقلال كوسوفو الذي اعلن الاحد من جانب واحد.وقال داليما "يمكنني ان اعلن عزمنا الاعتراف بكوسوفو" موضحا انه سيبلغ البرلمان بذلك.واضاف ان "ايطاليا ستقيم علاقات مع كوسوفو".

شتاينماير : الحكومة الالمانية تجتمع الاربعاء للاعتراف باستقلال كوسوفو

أما وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينمايرفقد قال ان حكومة بلاده ستعقد اجتماعا الاربعاء للاعتراف باستقلال كوسوفو.وقال شتاينماير ان الحكومة الالمانية ستجتمع الاربعاء للاعتراف بكوسوفو التي اعلنت استقلالها عن صربيا من جانب واحد الاحد.

البرلمان الروسي يدعو الى انتهاج سياسة جديدة مع الدول الانفصالية

اما البرلمان الروسيفقدرأىالاثنين في اعلان, ان لموسكو الحق في اعادة النظر في علاقاتها مع الدول التي تعلن استقلالها من جانب واحد خصوصا في الاتحاد السوفياتي سابقا اذا تم الاعتراف باستقلال اقليم كوسوفو.

ونقل عن الاعلان ان "الاعتراف باستقلال كوسوفو سيخلق الاجواء الضرورية لانشاء اطار جديد في العلاقات بين روسيا والدول التي تعلن استقلالها من جانب واحد في منطقة مصالحها، وقبل كل شيء في دول الاتحاد السوفياتي سابقا".

ووقع الاعلان رئيسا المجلسين مجلس الدوما ومجلس اتحاد روسيا.

وهناك اربع مناطق انفصالية كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي معنية بهذا الاعلان وهي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية وجورجيا ومولدافيا وجيب ناغورني كاراباخ في اذربيجان.