الرئيس الباكستاني مشرف فقد الغالبية في الجمعية الوطنية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
المعارضة تتقدم بقوة في الانتخابات الباكستانية
انتهاء عملية التصويت في انتخابات باكستان
الباكستانيون ينتخبون وسط تأهب أمني وإقبال ضعيف
إسلام أباد، وكالات: افادت نتائج جزئية غير رسمية بثها التلفزيون الباكستاني ان الاحزاب التي تدعم الرئيس الباكستاني برويز مشرف لم تعد قادرة على الحصول على الاكثرية في الجمعية الوطنية.ولم يحصل الحزب الرئيسي الداعم لمشرف وحلفاؤه التقليديون سوى 57 مقعدا في الجمعية الوطنية في الدوائر ال241 التي اعلنت نتائجها حتى الان وبالتالي فهي عاجزة عن تحقيق الغالبية المطلقة.
وليلا اقر المتحدث باسم الحزب الرئيسي الداعم لمشرف منذ 2002 ان حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية-جناح القائد بهزيمة مشرف.
وقال طارق عظيم الناطق باسم حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية-جناح القائد ان "الناخبين اصدروا حكمهم وكديموقراطيين نقبل بهذا الحكم".
من جانبه أقر متحدث بإسم الحزب المؤيد للرئيس الباكستاني برفيز مشرف بأن النتائج الأولية تشير إلى أن أنصار المعارضة سيحققون "مكاسب كبيرة". وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي تتواصل فيه عملية فرز الأصوات في الانتخابات العامة الباكستانية التي تهدف إلى إكمال انتقال باكستان من الحكم العسكري إلى حكم مدني. وقد بدأ أنصار المعارضة في الاحتفال حيث ذكرت أنباء من إقليم البنجاب بان عددا من كبار مؤيدي مشرف قد خسروا مقاعدهم البرلمانية، لكن من المستبعد ظهور نتائج رسمية قبل عدة ساعات. ويصر مشرف على انه سيقبل بنتيجة الانتخابات بصرف النظر عن الفائز.
وكانت قد أفادت نتائج جزئية أن الأحزاب الإسلامية المتشددة التي حققت إختراقا واضحا في الإنتخابات التشريعية التي جرت في 2002، ستمنى بهزيمة كبرى في إقتراع إمس . وأفادت نتائج رسمية موقتة تشمل 140 من 272 من مقاعد الجمعية الوطنية صباح الثلاثاء ان هذه الاحزاب الاصولية لم تحصل سوى على مقعد واحد. وجرت الانتخابات وسط موجة من التفجيرات التي قام بها ناشطون اسلاميون موالون لتنظيم القاعدة.
وكان مجلس العمل المتحد التحالف الذي يضم عددا من الاحزاب التي يدعم بعضها شفهيا على الاقل تنظيم القاعدة وحركة طالبان، يشغل خمسين مقعدا في مجلس النواب منذ انتخابات 2002 التي حقق فيها اختراقا لا سابق له. وكان على رأس واحدة من الولايات الاربع في البلاد، الولاية الحدودية الشمالية الغربية التي اصبحت معقلا لمقاتلي طالبان الباكستانيين ونظرائهم الافغان والمقاتلين الاجانب التابعين لتنظيم القاعدة.
ويقول محللون إن مشرف لا يخوض شخصيا الانتخابات البرلمانية ولكن هزيمة ساحقة لأنصاره قد تطرح شكوكا حول رئاسته. وكانت السلطات الباكستانية قد قررت إرجاء موعد الانتخابات في أعقاب اغتيال زعيمة المعارضة ورئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو. وبالرغم من عدم وقوع تفجيرات كبيرة في يوم الاقتراع كما حدث في الأيام السابقة، فقد سقط عدد من القتلى في صدامات بين المرشحين المتنافسين، كما وردت تقارير عن اختفاء بعض صناديق الاقتراع.
وأدى الخوف من وقوع تفجيرات إلى إحجام عدد كبير من الناخبين المسجلين، والذين يقدر إجمالي عددهم بثمانين مليون شخص، عن التوجه إلى مراكز الاقتراع كما كان الإقبال منخفضا في بعض المناطق. وفي إحدى حوادث العنف بإقليم البنجاب أطلق مندوب أحد الأحزاب الرصاص على مندوب حزب منافس وأرداه قتيلا، وفي حادثة أخرى وقعت يوم الأحد قتل أربعة أشخاص بينهم أحد المرشحين بعد هجوم على حزب الرابطة الإسلامية لرئيس الوزراء السابق نواز شريف. وأفاد مراسلو بي بي سي الذين يغطون الانتخابات الباكستانية بوقوع عدد من المخالفات في أنحاء مختلفة بباكستان.
وأفادت التقارير الواردة أن رئيس الحزب الرئيسي، الذي يدعم مشرف وهو حزب الرابطة الاسلامية، خسر مقعده في البرلمان. وأضافت الشبكات نقلاً عن بيانات غير رسمية للجنة الانتخابات أن تشودري شجاعت حسين رئيس الوزراء السابق خسر مقعده في اقليم البنجاب، على يد خصمه من حزب الشعب الباكستاني. كما حقق "حزب الرابطة الإسلامية" الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف، مكاسب كبيرة في روالبندي ولاهور، حيث نزل الآلاف من أنصار الحزب للاحتفال بما يقولون إنه فوز كبير.
وتأتي هذه التصريحات في الوقت فيما تتواصل عملية فرز الأصوات في الانتخابات العامة الباكستانية التي تهدف إلى إكمال انتقال باكستان من الحكم العسكري إلى حكم مدني. وذكرت مصادر من لجنة الانتخابات أن عمليات فرز الأصوات ستكتمل خلال اليومين المقبلين. وتعهد الرئيس الباكستاني على العمل بانسجام مع أي الأطراف الفائزة، عقب إدلائه بصوته في روالبندي: "سأتعاون بشكل تام كرئيس.. يجب وضع حد للسياسات التصادمية والخروج بأخرى تصالحية من أجل مصلحة باكستان.. الأوضاع تتطلب ذلك."
وجرت عمليات التصويت وسط توقعات بأن تؤدي هذه الانتخابات إلى نشوب اضطرابات جديدة، في حال اختلاف القوى السياسية المشاركة فيها على النتائج. وقد تحدد نتائج هذه الانتخابات المصير السياسي للرئيس الباكستاني، الحليف الأبرز للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب. وحذر الحزبان المعارضان الرئيسيان، "حزب الشعب" و"حزب الرابطة الإسلامية"، من عمليات تزوير على نطاق واسع، وهددا بالقيام بعمليات احتجاج واسعة ما لم تكن الانتخابات نزيهة.
اتهامات المعارضة
وبعد الإدلاء بصوته في معقل حزبه في لاهور، اتهم نواز شريف أنصار حزب الرابطة الإسلامية-جناح قائد أعظم، وهو الحزب الذي يؤيد مشرف، بممارسة "أعمال تزوير والاعتداء على مرشحينا ومؤيدينا". أما زعيم حزب الشعب، آصف على زرداري، فقد هدد بتنظيم احتجاجات شعبية إذا وقع تزوير في نتائج الانتخابات.
وشارك عدد من المراقبين المحليين في متابعة الانتخابات فيما حضر عدد قليل من المراقبين الدوليين، بسبب عدم توجيه الدعوة للبعض أو تخوف آخرين من عدم القدرة على ممارسة عملهم بحرية. ومن بين المراقبين الدوليين، السيناتور الأمريكي جوزيف بايدن الذي حذر من تعرض باكستان لعدم الاستقرار في حال تزوير الانتخابات. وقال بايدن" إذا اعتقدت غالبية الباكستانيين أن الانتخابات لم تكن نزيهة فإننا سنكون أمام مشكلة حقيقية". وبعد الإدلاء بصوته في مدينة روالبندي -المجاورة لإسلام آباد- دعا الرئيس الباكستاني برفيز مشرف إلى نبذ الخلافات. ونقلت وكالة رويترز عن مشرف قوله: " ينبغي أن نتخلى عن منطق المجابهة، وأن نتبنى رؤية تصالحية".