أخبار

الشيخ والجنرال و"الحكيم" ... صراع الأحجام

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يعملون للإنتخابات النيابية في لبنان كأنها غدا
الشيخ والجنرال و"الحكيم" ... صراع الأحجام

إيلي الحاج من بيروت: بدأت قوى لبنانية عدة تتصرف كأن الإنتخابات اللبنانية المقبلة واقعة غداً مع أن موعدها الطبيعي هو ربيع 2009، إذا قدر للبنان أن يٌنتخب له رئيس للجمهورية، وأن تتشكل فيه حكومة جديدة على قاعدة وحدة وطنية طبعاً، وأن تضع هذه الحكومة مع مجلس النواب قانوناً جديداً للإنتخابات أصبح شبه متوافق على أن تكون الدائرة فيه هي القضاء، في عودة إلى التقسيمات الإنتخابية التي اعتمدها قانون عام 1960.

وتثير هذه الحسابات الإستباقية منافسات خفية بين أحزاب يفترض أنها متقاربة ومتحالفة وذات توجه واحد، وقد تبعث على الدهشة في أوساط غير مواكبة للحركة الإستقطابية المحمومة خصوصاً في البيئة المسيحية الأكثر تعددا سياسياً وغير المعقودة اللواء لقيادة واحدة، خلافاً لما هي الحال في البيئة السنية حيث يعبر " تيار المستقبل " عن أكثرية شعبية مرتاحة في بيروت والشمال والجنوب والبقاع، وفي البيئة الدرزية حيث يظل رئيس " اللقاء الديموقراطي " النائب وليد جنبلاط بحزبه التقدمي الإشتراكي وكتلته النيابية متقدماً بأشواط بعيدة عن خصومه، وطبعاً في البيئة الشيعية حيث يحتكر " حزب الله " ، هو أيضاً ومعه حليفته " حركة أمل "، التمثيل الشيعي في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.

وضع المسيحيين يختلف. فعن حق أو عن صواب يعتقد أطراف قوى 14 آذار/ مارس من هذه الطائفة أن الخط السياسي الذي انتهجه رئيس "التيار الوطني الحر" النائب الجنرال ميشال عون بالتحالف مع "حزب الله"، الشديد الإرتباط لأسباب مختلفة منها العقائدي ومنها السياسي والمصلحي بكل من إيران وسورية، قد أدى إلى إنهاء الوكالة التي أعطاها المسيحيون للجنرال عون في الإنتخابات النيابية عام 2005 بنسبة قاربت السبعين في المئة من الأصوات. ويرى هؤلاء أن كثافة التصويت لمصلحة لوائح عون والمتحالفين معه آنذاك كان مردها إلى الرغبة في الرد على التحالف الإنتخابي الذي عقده "حزب الله" في تلك الحقبة مع قوى 14 آذار/ مارس . أي كانت وجهة الإقتراع إنتقامية ممن ارتضوا التحالف مع الحزب وأفاد منها الجنرال عون إلى أقصى حد، قبل أن يتحالف بنفسه سياسياً وإعلامياً وفي الساحات والشوارع مع الحزب الذي لم تعد تجمعه بحلفائه الإنتخابيين السابقين في 14 آذار/ مارس إلا التخوينات المتبادلة ونبرة خطابات التحدي العالية.

وتعكف لجان متخصصة من بعض أطراف قوى 14 آذار المسيحية على درس الوضع الإنتخابي في كل مدينة وبلدة وقرية وحي لمتابعة تطور اتجاهات الرأي العام من كثب، وبعد الإنتخاب الفرعي في منطقة المتن الشمالي لملء المقعد الذي شغر باغتيال الوزير والنائب الراحل بيار الجميّل استنتجت أن قاعدة الجنرال عون الشعبية أقله في تلك المنطقة تقلصت إلى حد كبير عما كانت قبل سنتين، وإن أنقذ ماء وجهه هناك وربح المقعد النيابي نتيجة للتصويت الكثيف والمفاجىء لأنصار النائب ميشال المر وحزب الطاشناق الأرمني . وبالنسبة إلى القوى المنصرفة إلى الحسابات الإنتخابية يعني انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية واجتماع النائب ميشال المر ورئيس حزب الكتائب أمين الجميّل على دعمه والوقوف وراءه بقوة أن تفاهماً تلقائياً سينشأ أو سبق أن نشأ بالقوة في انتظار تحوّله تحالفاً بالفعل إنتخابياً في المستوى الأدنى، وسياسياً في ظل "فخامة العماد".

لكن المنصرفين إلى هذه الحسابات لا يفكرون وحدهم أمام رقعة الشطرنج اللبنانية، بدليل أن صحيفة "الوطن" السورية كتبت مرتين خلال الأسبوع الماضي أن الشروط التي ستضعها المعارضة للموافقة على انتخاب سليمان رئيساً سوف تتضمن شرطاً إضافياً هو التعهد بعدم التدخل إطلاقاً في الإنتخابات النيابية وتشكيل اللوائح، لا سيما في منطقة جبل لبنان، التي حصد الجنرال عون كل المقاعد النيابية في ثلاث من أقضيتهاحيث يشكلون المسيحيون أكثرية كبيرة.

وشكل التجمع الشعبي الضخم في وسط بيروت لإحياء الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط / فبراير مناسبة لقوى 14 آذار/ مارس لإظهار الأحجام، للآخر الذي هو قوى 8 آذار / مارس والمتحالفين معها، وللداخل بما هو مناسبة أيضاً ليبرز كل طرف مدى اتساع قاعدته أمام حلفائه. وبدا جلياً لمن راقبوا مشهد تدفق الحشود سواء معاينة أو عبر شاشات التلفزة أن المشاركة الشعبية فاقت ما كانته السنة الماضية، خصوصاً وكثيراً من "الجمهور المسيحي" . ومع أن هذا الجمهور غير ملتزم حزبياً في غالبيته بل يماشي من يرى أنه يعبر عن اقتناعاته في اللحظة الراهنة، فقد طغت على المواكب المنظمة أعلام حزب "القوات اللبنانية" وشعاراته الأمر الذي دفع مسؤولاً في حزب الكتائب اللبنانية إلى معاتبة أحد المسؤولين عن الإعلام في "تيار المستقبل" قائلاً : " لا تظهرون على شاشة تلفزيونكم إلا "القوات". وكان جواب المسؤول الإعلامي "المستقبلي" فورياً: "الكاميرات مثبتة لا تتحرك على الجسور عند مداخل بيروت الشمالية، عليكم وعلى غيركم . ما ذنبنا؟".

لكن المداخلات الأكثر تعبيراً عن طبيعة المنافسة الخفية جاءت على مستوى أعلى . فرئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات" سمير جعجع إشترط على منظمي المهرجان أن تكون كلمته الأخيرة قبل كلمة نجل المكرمة ذكراه رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، لكنه تبلغ أن البروتوكول يقضي بأن تكون كلمة ما قبل الختام للرئيس الجميل كونه رئيساً سابقاً للجميّل . فكان جوابه أنهم إذا أرادوا إتباع البروتوكول فيقتضي أن تكون كلمة الجميّل هي الأخيرة، وأبدى عدم رغبة في إلقاء خطاب في الذكرى، مما حمل المنظمين على تعديل البرنامج ليتكلم على التوالي جنبلاط ، الجميّل ، جعجع ، فالحريري. وألقى الجميّل خطاباً إرتجالياً - عاطفياً لم يضف جديداً إلى ما قيل قبله فلم يعوّض بالسياسة ما لم يظهره في الصورة.

" الصورة المشتتة - الصورة المركزة"
ويحمل مظهر تشتت مشاركة الكتائبيين في المهرجان، مع أنها كبيرة، مقارنة ب"القواتيين" الذين بدوا أضعافاً وأضعافاً على البحث في أسباب، يبرز أولها في اعتبار المسؤول الجديد عن الشباب والطلاب في حزب الكتائب سامي أمين الجميّل، حسب قوله لبعض رفاقه، أن "المناسبة للرئيس الحريري، إذا شئتم أن تشاركوا فشاركوا، وإذا لا فأنتم أحرار". موقف ينم عن قلة خبرة فادحة في العمل السياسي لأن المناسبة كانت مقياساً لإثبات الحجم والحضور الشعبي أولاً، ولبرهان التحالف مع "تيار المستقبل" والحزب التقدمي الإشتراكي وبقية مكونات قوى 14 آذار ثانياً، والوفاء لدماء الرئيس الحريري الذي لولاه لكان ممكنا لشباب الأحزاب والتيارات المسيحية، من كتائب و"قوات" و"تيار عوني" أن يتظاهروا عشرات السنوات في ساحات جونية والأشرفية مطالبين بخروج السوري من لبنان ولا يتحرك منه أي جندي سوري في اتجاه دمشق. وقائع ما كانت لتخفى على بيار الجميّل الإبن الذي بدا أن قتلته كسروا به ظهر عائلة الجميّل والكتائب معاً.

وفي حين عمل جعجع بنفسه مدى أشهر طويلة على إعادة كوكبة الأنصار وتنظيمهم بفاعلية حول حزبه وحقق إنجازات على هذا الصعيد لافتة للعيان، مركزاً "كاريزما" شخصيته عليهم - وهي مسألة غير موضوعية، لكنها حديث آخر- انصرف الرئيس الجميّل إلى إعادة هيكلة حزبه من خلال مؤتمرات إستثنائية متلاحقة تلبية لحاجة ملحة بعد أعوام التشرذم. إلا أنها خطوات تبقى دون المطلوب لإحياء حزب قديم باتت تعوزه العصبية الجامعة والجدية والمثابرة التي يتفوق فيها جعجع من دون أن يعير موضوع الهيكلة إلتفاتة اهتمام . وطبيعي أن الكتائبيين ما فتئوا ينظرون إلى "القوات" على أنه حزب منشق عن حزبهم أي أنه "أصغر"، بينما يتطلع "القواتيون" العاملون على الحسابات الإنتخابية المبكرة - بطموح مشروع طبعاً- إلى 20 نائباً لحزبهم في البرلمان، ولا يرون للكتائب الحالية وجوداً فارقاً إلا في المتن الشمالي، لكن هؤلاء "القواتيين" عندما يُسألون عن الكوادر الحزبية التي ستملأ هذه المقاعد المأمولة في مختلف المناطق لا يملكون جواباً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Your boss Geagea
George Saliba -

Elie Hage, your boss Geagea should be in prison not reviving alkouat gangs in Beirtut streets terrifying civilians like in war times.

عون لبنان
لبناني -

الجنرال تخطى كونه اكثرية مسيحية فقط, ليصبح اكثرية الشعب اللبناني

إفلاس عون
A Lebanese -

عون انتهى! لقد أفلس جماهيرياً خصوصاً بعد الألوف المؤلفة من أنصار القوات والكتائب التي زحفت يوم 14 شباط يوم الوفاء للرئيس الحريري!! وحتى يحين موعد الانتخابات النيابية، سيحظى عون بصوتين صوته طبعاً وصوت الطفل المعجزة جبران باسيل!

اثبت عون
مسمار -

اثبت عون ان الكرسي اهم من المبادئ والشهداء والوطن والسيادة حتى ولو دقت مساميرها الالهية في قلب لبنان.

الاكثرية ترشح عون
عربي -

لقد صدق أمين الجميل مره واحده في تاريخه عندما قال بان 14 اذار ترشح الرئيس التوافقي ميشال عون للرئاسة.أما عن الحكيم بنقول ان خليه يتجرج من الجامعه وبعدين نسميه حكيم. عون هو الاكثرية وسيبقى الاكثرية لانه كما وصفه وزير الخارجية السوري خصم وطني وشريف

عون و يهوذا
camarad -

المؤسف ان بعض من تبقى من العونيين يرفض ان يعترف بالحقيقة ويقوده الحقد الاعمى للتحالف مع اعداء لبنان وتبرير ما لا يبرر . على كل حال لن تستطيعوا ان تكذبوا على كل الناس لكل الوقت وهنيئا لكم بمن تبقى معكم . نحن نعرفكم جيدا والتاريخ لن يرحمكم . يهوذا باع المسيح بثلاثين من الفضة ...

إلى التعليق رقم 5
A Lebanese -

أصلاً مجرد قولك بأن وزير الخارجية السوري قد وصف عون بأنه خصم وطني وشريف تكون قد قضيت على البقية المتبقية التي تسير خلف عون والذين أصبحوا لا يتجاوزون العشرات إذا احتسبت معهم عائلته طبعاً!! ثم إن الحكيم لقب بالحكيم بفعل شهادة الدكتوراه التي يحملها!! أما عون فماذا يحمل يا ترى؟؟؟؟

كذب وصدق حالك
طوني خير الله -

العماد عون لا زال عند مسلماته وهو ضمانة السلم الأهلي بينما مرؤسك جعجغ فأن أقل نا يقال فيه أنه مجرم حرب على المسيحيين وسبب تشريدهم وقتلهم وهو وحليفكم الشبية ا جنبلاط و التاجر الصغير ومضحك قولك حول حشد 14 شباط بانه ضخم وحسناَ فعلت انك لم تقل مليون ونصف فعلاً شعبيتكم بانت ذلك اليوم وتجاوزك لضحالة الحضور مثير للشفقة والتندر..

لا نريد جنرالاً ولا
quity -

أتمنى من الأخوة اللبنانيين والمسيحيين خاصةً أن يتقوا الله ويعودوا الى رشدهم وأن لا يمشوا وراء عون، وجعجع و......... لأنهم هم الذين خربوا البلد وخربوا المسيحيين لو بقيوا أينما كانوا كان أحسن للبلد وللمسيحيين على وجه الخصوص لأنهم ومنذ عودتهم الى الوطن الحبيب وهم على ما أعتقد الشر والحقد والضرب والقتل في رأسهم يركضون وراء الكرسي كيف سيجلسون عليها كبر الله عقلهم وأتمنى من الله تعالى أن يهتدوا وإلا أن يعود كل واحد منهم الى مكانه كفانا كفانا كفانا لا يعرفون فقيمة هذا الوطن إلا بعد عودتهم أينما كانوا وعليهم أن يوقفوا القذف بالكلام فإن الشعب أصبح لا يُصدقهم وعلى كل اللبنانيين والمسيحيين خصوصاً أن يقفوا صفاً واحداً بوجههم وأن لا يسيروا ورائهم لخراب لبنان الحبيب لأنهم كما يقولون إنهم يصلبون البلد كما صلب المسيح

إلى طوني خير الله
A Lebanese -

لا أحد من الزعماء أيديه نظيفة ولكن على الأقل الدكتور سمير جعجع قضى 11 عاماً في السجن في غرفة لا تتجاوز المتر بمتر بينما كان عون يسرح ويمرح في ملاهي الشانزيليزيه. عمل عملتو وهرب وحارب من حارب وقاتل من قاتل وقتل من قتل لأنه كان ضد سوريا والآن أصبحت سوريا الأم الحنون!! فعلاً المال يغيّر الإنسان.. أما بالنسبة لـ 14 آذار فهي أكثرية وستبقى أكثرية و5 بعيون الحساد!! فإذا أردت أن تعرف حجم جماهير 14 آذار شاهد يوم 14 شباط يوم الوفاء للشهيد الحريري (ولكن ليس على قناة المنار).. إلى الهاوية عون وحلفاءه

sou2al for all LF
libneniye -

بس بدي إسأل القوات إذا أمرن الحكيم يبلشو الحرب ما ببلشوا بلا مايفكرو أنا بس قصدي قول إنو فكرة العنف ولغاية تبرر الوسيلة هي يلي ماشيي بتكونة هيدا لحزب أنا بتمنى كون مغلطة ونشالله الأيام بتثبت العكس لأن عنجد شبعنا