أخبار

واقعي اسمه أوباما

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


روجيه كوهن: كتب ليون ويسلتير الصحافي في جريدة "ذي نيو ريبابلك" جملة بسيطة لكنها تصب في صميم الانتخابات الأميركية الحالية: "رأيك في المرشح للرئاسة يحدده إلى حد كبير رأيك في العالم."

وفي مقالة فصيحة، قال "إننا متوجهون إلى حقبة صراع". فمن وزيرستان إلى غزة، سيكون العالم الذي سيعرفه الرئيس الأميركي الجديد عالماً ينذر بمخاطر يعجز، حسب قوله، سيناتور مبتدئ اسمه باراك أوباما، الذي تُعقد عليه آمال كثيرة والذي يبعد كل البعد عن التشدد، عن مواجهتها.

وأنا أشاطره القلق بشأن افتقاد المصالحة المريحة، التي تحرك عجلة تأييد أوباما، إلى الشراسة الكافية في الانتخابات. فالتغيير ممتاز، ولكن الاستقرار قد يكون أفضل، لاسيما عندما يكون الخطر مميتاً. والاستعداد للتواصل مع الجميع، بمن فيهم الديكتاتوريون الأعداء، لا يصنع سياسة خارجية.

عندما يقول أوباما أن أمن الأميركيين في عالم قائم على العولمة مرتبط بأمن الشعوب كلها، يبدو كلامه مرضياً. غير أن هذا الكلام لن يجدي نفعاً عندما تثبت ملزمات الأمن الأميركي أنها مختلفة عن ملزمات أمن الشعوب الأخرى، لا بل تتعرض معها، كما ستثبت الأيام لا محالة.

أجد التزام أوباما بسحب القوات المقاتلة جميعها من العراق وفق جدول زمني يمتد على 16 شهر قراراً متسرعاً: فالعراق الحرّ والمستقر أصبح أساسياً للمصالح الأمنية للولايات الأميركية على المدى الطويل. وتبقى إمكانية تغيير ذلك عبر كبسة زر في معسكر الانتصار في العام 2010 لغز يحيّر عقلي وعقول غالية الجنرالات الأميركيين.

ومع ذلك، أنا أختلف مع ويسليتر حول طبيعة العالم الذي سيواجهه الرئيس القادم. ولهذا السبب، أعتقد أن أوباما هو خير مرشح قادر على انتهاز فرصة التحول في الشؤون العالمية وعدم تفويتها.

وعلى عكس حقبة الصراعات التي ينذر بها ويسلتير، أرى قدرة عالمية مهولة للتقدم وتهميش للجهاديين، على الرغم من اللغة المسيئة المضاعفة للقوات المستخدمة على الانترنت.

وقد أظهر جورج بوش الابن موهبة في دفن التقدم وهدر الفرص (آخرها مع إيران) في سيل من الانتقادات. لكن حتى المبعد الكبير لا يمكنه أن يخفي واقع أننا لا نعيش في العصور المظلمة.

منذ اندلاع حرب بوش على الإرهاب، ما برح ثلث البشرية في آسيا مشغولاً في الانضمام إلى الاقتصاد العالمي ودعمه. وقد نهض مئات ملايين الأشخاص، من دلتا ميكونغ إلى الصين الوسطى من الفقر. ولا تزال مشاكل كبرى قائمة، غير أن نشوء الهند والصين يضع كهوف وزيرستان في الصورة. فالصين تمسك بجزء كبير من الدين الأميركي، وتواجه كلام الولايات المتحدة عن الحرية بالكلام عن "التناغم" غير المقيّد، ولا تهتم مطلقاً بسياسة بلد إذا كان بوسعها الإمساك بثرواته (بورما والسودان وزيمبابوي)

غير أن الصين مقيّدة أيضاً بالولايات المتحدة لحاجتها إلى سوقها ومصممة شديد التصميم على إرساء الاستقرار في نصف القرن المقبل. ويعد تعاونها مع واشنطن حول كوريا الشمالية أهم من مواجهتها الأيديولوجية.


وفي أفريقيا، غاب النمو القوي والديمقراطية المنتشرة والتعاون الإقليمي المتزايد لصالح الموت في دارفور وهارار. غير أن التقدم المحرز يبقى حقيقياً.

وعلى امتداد العالم، يؤدي النفاذ الذي توفره التكنولوجيا إلى ربط الناس ببعضهم العض عبر طرق تقلل من أهمية الحكومات. ويستفيد الإرهابيون من هذه الشبكات. بيد أن ربط بشرية تتغير له أهمية تاريخية أعمق. ومن هنا فإن حقبة من المصالحة بين الناس هي أكثر إقناعاً لي من حقبة صراعات.

يزداد تصوير الصراع بين أوباما وهيلاري كلينتون على الترشيح الديمقراطي على أنه صراع بين الرومانسيين والواقعيين.

غير أن نظرة واقعية إلى أوباما تشير إلى أنه أفضل شخص قادر على انتهاز ورسم معالم عالم من الاحتمالات. فهو شاب يتمتع بالخلفية العالمية والقدرة على التأثير في الناس وأظهر مهارة في تجاوز خطوط الانقسام حتى تلك المرسومة بالأبيض والأسود.

ومن شأنه، حسبما كتب أندرو سوليفان، "إعادة الترويج" لأميركا. علماً أن ويسليتر ينفي فكرة إعادة الترويج هذه. لكن حتى البابوية أعيد الترويج لها في وقت من الأوقات، على يد بولندي، ومن ثم توقع البولنديون سقوط الإمبراطورية السوفييتية.

ومن وجهة النظر الرومانسية قد تعتبر كلينتون شجاعة وفطنة كفاية لتحرر نفسها من مجوعة زوجها النخبوية المؤلفة من أغنياء العالم ومشاهيره وصفقاته المشبوهة من كازاخستان إلى كولومبيا، ولتضمن تجدد الولايات المتحدة لا آل كلينتون في قصر رئاسة يضم رئيسة ورئيس سابق.

أنا لست رومانسياً بما فيه الكفاية لتصديق ذلك.

يعد أوباما شكلاً من أشكال عالم هجين يفوق وعده تهديده. عليه أن يتذكر ما قاله يوماً: "يجب ألا يتردد أي رئيس أبداً في استخدام القوة بشكل أحادي إذا ما لزم الأمر لحماية أنفسنا ومصالحنا الحيوية عندما نتعرض للهجوم ولتهديد خطير".

إذا ما قام بذلك، بمساعدة فريق سياسة خارجية قوي، يمكن للأمل والقسوة مع الوقت أن يصنعا توزناً منتجاً يقف أمامه حتى رجال الدين في إيران حيارى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شعارات سخيفة
معاذ البغدادي -

عندما قرأت المقطع التالي في المقال اعلاه "فالعراق الحرّ والمستقر أصبح أساسياً للمصالح الأمنية للولايات الأميركية على المدى الطويل" .. فاذا كان ما يعانيه العراق من عمليات قتل وانتشار المليشيات الطائفية وتجهير وسرقات بمليارات الدولارات وهروب الكفاءات العلمية هو حرية واستقرار بنظر الكاتب فماذا يكون حال العراق اذا كان في حالة فوضى... بصراحة لقد مللنا من هذه الشعارات السخيفة والتي تخالف الواقع على الارض

Hillary
steve -

I hope that Hillary Clinton will be in the White House this time next year because I will be there as management trainee