مئات آلاف الصربيين يحتجون على إستقلال كوسوفو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
البرلمان الاوروبي يبحث تداعيات استقلال كوسوفو
واشنطن ترفض المقارنة بين فلسطين وكوسوفو
بلغراد، وكالات: يحتشد مئات الآلاف من الصرب اليوم الخميس في وسط بلغراد للمشاركة في تظاهرة ضخمة تنظمها السلطات إحتجاجا على إستقلال كوسوفو. وستبدأ التظاهرة التي تجرى تحت شعار "كوسوفو هي صربيا" في الساعة 17:00 (16:00 ت غ) في وسط العاصمة امام مقر البرلمان. وهي تهدف الى التأكيد بطريقة سلمية على وحدة شعب في مواجهة "ظلم" نسقته الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. وسيكون ابرز الخطباء رئيس الوزراء فويسلاف كوشتونيتسا الذي جعل من التصدي لاستقلال كوسوفو ركيزة سياسته.لكن الرئيس بوريس تاديتش الذي يعارض ايضا الاستقلال مع تأييده انضمام صربيا الى الاتحاد الاوروبي، سيتغيب على الارجح عن التظاهرة بسبب زيارة الى رومانيا، احد بلدان الاتحاد الاوروبي التي رفضت الاعتراف بدولة كوسوفو الجديدة. وسيلقي كلمة ايضا القومي المتشدد توميسلاف نيكوليتش المنافس السيء الحظ لتاديتش في الانتخابات الرئاسية في شباط/فبراير ورئيس الحزب الصربي الراديكالي وهو الحزب الاكثر تمثيلا في البرلمان. والمخرج الشهير ايمير كوستوريتشا الحائز سعفتين ذهبيتين في مهرجان كان، سيكون ايضا من بين الخطباء، فيما سيخاطب نوفاك ديوكوفيتش ابرز لاعبي كرة المضرب الصرب المتظاهرين عبر الهاتف.
ثم ستتوجه التظاهرة التي يتصدرها كوشتونيتسا ونيكوليتش الى كاتدرائية القديس سابا البيضاء في بلغراد "للصلاة من اجل كوسوفو" مع احبار الكنيسة الارثوذوكسية الصربية. وستنقل الشركات الوطنية للسكك الحديد والحافلات من مختلف مدن الاقاليم مجانا الذين يرغبون في المشاركة في التظاهرة التي يأمل منظموها في ان تأخذ بعدا تاريخيا. وستقفل المدارس ابوابها ومنحت بعض الشركات الرسمية موظفيها يوم عطلة. وادى استقلال كوسوفو الذي اعلنه يوم الاحد الزعماء الكوسوفار الى تظاهرات عنيفة في بلغراد والجزء الشمالي من كوسوفو الذي تسكنه اكثرية صربية.
استقلال كوسوفو سيقدم الذريعة للحركات الانفصالية
وقال وزير الخارجية الصربي فوك جيريمك إن استقلال كوسوفو سيقدم الذريعة والوسيلة للحركات الانفصالية في أوروبا وخارجها. وأضاف أن الاعتراف بكوسوفو من قبل بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي سيعرض طريق دخول صربيا للاتحاد إلى الخطر. وجاءت تصريحات وزير الخارجية الصربي في الوقت الذي أعادت قوات الناتو فتح الحدود الشمالية لكوسوفو، والتي أغلقت بعد أن دمر محتجون صرب منفذين حدوديين.
ويقول مراقبون إن الوضع على الحدود الآن هادئ لكن يشوبه التوتر. ويوم الثلاثاء استخدم حشد من المتظهرين الغاضبين جرافات ومتفجرات لتدمير المنفذين الحدوديين في جارينش وبرنجاك، وتم استدعاء قوات حفظ السلام التابعة للناتو للسيطرة على الوضع. ونقل عن قائد قوات الناتو زافير بوا دي مارناك لومه للقادة الصرب المحليين بالتسبب في تدمير الحدود. وقال وزير شؤون كوسوفو في الحكومة الصربية سلوبودان سامارديتش إن حكومته تنوي بسط سيطرتها على النقاط الحدودية لفرض ما وصفه بالسلطة المطلقة للسيادة الصربية على الاقليم الانفصالي.
ومن شأن قرار اغلاق الحدود اغاظة صرب كوسوفو والحكومة الصربية في بلجراد، حيث سيفصل صربيا عمليا عن صرب كوسوفو الذين يسكنون شمالي الاقليم المستقل حديثا. وكان الحلف قد اعلن ان قرار الاغلاق سيسري لمدة 24 ساعة مبدئيا. فالهجمات التي تعرضت لها النقاط الحدودية والرد الاطلسي العنيف جعل المجتمع الدولي على خط تصادم مع صرب كوسوفو والحكومة الصربية في بلجراد. كما إن التطورات الحاصلة على الارض ترقى الى كوسوفو ثانية.
كما يقوم الطلاب في مدينة ميتروفيتشا التي تقطنها أغلبية صربية بتنظيم مظاهرات يومية عند الساعة 12:44 ظهرا، وذلك في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1244 عام 1999 والذي تصر صربيا بمقتضاه أن لديها حق السيادة على كوسوفو بمقتضى القانون الدولي.
"البعثة الاوروبية في كوسوفو غير شرعية"
من جهة أخرى وصف وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف البعثة الامنية والقضائية الاوروبية في كوسوفو بأنها تفتقر الى الشرعية. وقال لافروف للصحفيين إن "القرار الاوروبي احادي الجانب يعتبر انتهاكا للقانون الدولي." ومن المقرر ان يتم تشكيل البعثة التي اشار اليها الوزير الروسي - والتي يبلغ قوامها 2000 عنصر- في غضون اسابيع، حيث بدأ المبعوث الاوروبي الخاص بيتر فايث مهمته في برشتينا اليوم الاربعاء. واكد فايث - الذي سيرأس مكتبا مدنيا دوليا من المفروض ان يتولى المسؤوليات التي تقوم بها حاليا الامم المتحدة - على ان الاتحاد الاوروبي مصمم على نشر وجوده على كل اراضي الاقليم رغم معارضة الصرب. وقال ممثل الاتحاد الاوروبي: "علينا مد ايدينا للجاليات الصربية هنا في كوسوفو، ونحن بالطبع على اتصال ببلجراد."
روسيا لا تعتبر كوسوفو حالة استثنائية
بدوره أعلن نائب السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف أن روسيا لا تتفق مع الولايات المتحدة في تقييم الوضع حول إقليم كوسوفو وتنوي مواصلة بحث هذه المسألة. وقال بيسكوف في كلمة ألقاها أما الصحفيين والخبراء السياسيين في مركز نيكسون للأبحاث بواشنطن يوم أمس الأربعاء: "نحن لا نتفق مع زملائنا الأمريكان في أن كوسوفو حالة استثنائية". وذكر بيسكوف أن اليوم الذي أعلنت كوسوفو استقلالها (17 فبراير) وما تلاه بعد ذلك من اعتراف عدد من الدول باستقلال الإقليم "كان يوما ألحق بالقانون الدولي والنظام المعاصر للعلاقات الدولية ضرر كبير". وذكر بيسكوف أنه سيتوجب على روسيا والولايات المتحدة "بحث هذه المسألة شئنا أم أبينا" ذلك لأنه بعد الإعلان عن استقلال كوسوفو "تلاحظ للأسف العلامات الأولى لردود الفعل المتسلسلة".