سولانا: العنف ببلغراد يجمد الشراكة الاوروبية الصربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جثة متفحمة بالسفارة الأميركية في بلغراد وإدانة دولية
واشنطن ترفض المقارنة بين فلسطين وكوسوفو
بردو بري كانيو-واشنطن-موسكو: حذر الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا الجمعة من ان المفاوضات حول اتفاق شراكة بين صربيا والاتحاد الاوروبي لن تستأنف في اجواء العنف التي ولدتها التظاهرات الصربية ضد استقلال كوسوفو.وقال سولانا للصحافيين "من الضروري عودة الهدوء قبل احلال اجواء مؤاتية لاجراء اتصالات تفضي الى تقدم على طريق اتفاق ارساء الاستقرار والشراكة" التي سبق ان جرت مفاوضات شاقة بشأنه بين بلغراد والاتحاد الاوروبي.
ويشارك سولانا الخميس في اليوم الثاني من اجتماع وزراء دفاع دول الاتحاد الاوروبي لاجراء مفاوضات غير رسمية في بردو بري كانيو قرب ليوبليانا في سلوفينيا. ويشكل ابرام اتفاق لارساء الاستقرار والشراكة عموما الخطوة الاولى على طريق انضمام محتمل الى الاتحاد الاوروبي.
موسكو تهدد باستخدام القوة اذا تحدى الاطلسي او الاوروبيون الامم المتحدة بشأن كوسوفو
الى ذلك حذر ممثل روسيا في حلف شمال الاطلسي دميتري روغوزين من ان روسيا قد "تستخدم القوة" اذا ما "تحدى" الحلف او الاتحاد الاوروبي الامم المتحدة بشأن كوسوفو.
وقال روغوزين في تصريحات ادلى بها عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من بروكسل ونقلتها وكالة انترفاكس "اذا تبنى الاتحاد الاوروبي اليوم موقفا موحدا او تخطى الحلف الاطلسي تفويضه في كوسوفو، فان هاتين الهيئتين ستتحديان الامم المتحدة". واضاف "سننطلق نحن ايضا من انه علينا استخدام قوة وحشية هي القوة المسلحة لفرض احترامنا".
تدهور العلاقات بين واشنطن وبلغراد
وبعد أقل من أسبوع من إعلان استقلال كوسوفو الذي كانت الولايات المتحدة ابرز مهندسيه، تدهورت العلاقات بين واشنطن وبلغراد على الرغم من الجهود المتأخرة التي قامت بها الولايات المتحدة لتجنب اغضاب صربيا.
فبعد ان احرق متظاهرون معارضون لاستقلال كوسوفو، السفارة الاميركية في العاصمة الصربية، احتجت واشنطن رسميا الخميس على ذلك وحملت الحكومة الصربية "شخصيا" مسؤولية امن الدبلوماسيين الاميركيين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان الولايات المتحدة احتجت رسميا لدى الحكومة الصربية ووصفت الوضع الذي اتاح لمتظاهرين احراق سفارتها في بلغراد بأنه "لا يحتمل".
واضاف ماكورماك في مؤمر صحافي ان المسؤول الثالث في وزارة الخارجية نيكولاس بيرنز اتصل هاتفيا برئيس الوزراء ووزير الخارجية الصربيين فويسلاف كوشتونيتسا وفوك يريميتش للاحتجاج على اقتحام متظاهرين السفارة وعلى الاجراءات الامينة "غير الكافية على الاطلاق" التي اتخذتها قوات الامن الصربية.
وتابع المتحدث ان الرسالة التي جاءت في الاتصالين الهاتفيين اللذين جريا بطلب من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس "واضحة جدا: الوضع غير مقبول وعليهم ان يتخذوا على الفور تدابير لتوفير الامن الملائم حتى لا تتعرض سفارتنا وموظفونا لاي هجوم". وذكر ماكورماك ان بيرنز قال في اتصالاته الهاتفية "بصراحة لوزير الخارجية اننا نعتبر الحكومة الصربية مسؤولة شخصيا عن امن موظفينا وسلامتهم".
وذكر بيرنز مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية ان "التدابير الامنية كانت غير كافية على الاطلاق وننتظر منهم اتخاذ تدابير فورية واننا نريد الا يتكرر هذا الوضع في المستقبل". من جهته، طلب سفير الولايات المتحدة في الامم المتحدة زلماي خليل زاد من مجلس الامن الدولي الذي دان اعمال العنف التي استهدفت الخميس سفارات في بلغراد، الرد بالتعبير عن "استيائه الشديد".
وقال سفير بنما ريكاردو البرتو ارياس في اعلان صحافي باسم مجلس الامن الذي يرأسه في شهر شباط/فبراير، ان "اعضاء مجلس الامن يدينون بأقسى العبارات الهجمات التي شنتها الجموع على السفارات في بلغراد والحقت اضرارا بالمباني وعرضت للخطر الدبلوماسيين". واضاف انهم "يذكرون بالمبدأ الاساسي الذي يقضي بالحفاظ على حرمة البعثات الدبلوماسية وبواجب الحكومات المضيفة (...) باتخاذ كافة التدابير الملائمة لحماية البعثات الدبلوماسية".
وذكر ماكورماك بان اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية الموقعة في 1961، تنص على ان يتولى البلد المضيف ضمان امن السفارات الاجنبية على ارضه خارج حرمها، بينما تتولى السفارة ضمان امنها الخاص داخل هذا الحرم. وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وصربيا منذ اعتراف واشنطن باستقلال كوسوفو الاثنين.
وسحبت صربيا التي يقود حكومتها القومي المتشدد فويسلاف كوشتونيتسا، سفيرها من الولايات المتحدة بعد هذا الاعتراف مدينة "الوجه الحقيقي العنيف لسياسة القوة التي تتبعها الولايات المتحدة". وتدعو واشنطن الى استقلال الاقليم منذ ان حشد الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون في 1999 حلف شمال الاطلسي لشن غارات جوية على صربيا التي كانت تقوم بحملة للتطهير العرقي في الاقليم.
وشجعت واشنطن العام الماضي الكوسوفيين الى اعلان استقلالهم من جانب واحد وقالت انها مستعدة للاعتراف به، مذكرة بان التدخل العسكري للحلف في 1999 لم توافق عليه الامم المتحدة. وفي محاولة للحد من الازمة مع بلغراد، مدت رايس الاسبوع الماضي اليد للقادة الصرب وحاولت اغراءهم بمساعدة اقتصادية. وقد اتصلت الاحد بالرئيس بوريس تاديتش الاقل تشددا من رئيس الوزراء، لتؤكد له مجددا صداقة واشنطن.
لكن هذا لم يكف. فقد تحولت التظاهرة التي قام بها الصرب الخميس في بلغراد الى حادث دبلوماسي مع واشنطن. وتعهدت الولايات المتحدة بمواصلة جهودها من اجل حوار مع بلغراد لكنها طالبت بوقف "التحريض على العنف". وقال ماكورماك "نحن مهتمون باجراء حوار سياسي مع الحكومة الصربية". واضاف "لدينا معلومات مقلقة عن تحريض على العنف من قبل المسؤولين الحكوميين الصرب وهذا يجب ان يتوقف".