أخبار

أصوات اليهود الكبار مع كلينتون والشباب مع أوباما

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اعتقادات بتساوي المرشحين في المصداقيةأصوات اليهود الكبار مع كلينتون والشباب مع أوباما واشنطن: ينظر أغلب المراقبين السياسيين إلي الجالية اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية على أنهم من مؤيدي أفكار الرئيس الأميركي السابق رزوفلت ومناصرين تاريخيا للحزب الديمقراطي. وبدا الانقسام واضحا في تلك الكتلة التصويتيه المؤثرة كما ظهر في نتائج انتخابات يوم الثلاثاء الكبير. فقد حققت هيلاري كلينتون Hillary Clinton المرشحة الديقراطية للفوز ببطاقة الحزب لانتخابات الرئاسة فوزاً كبيراً بين الناخبين اليهود في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي، لكن الصورة كانت متضاربة في النتائج التي تحققت في الولايات الأخرى التي شاركت في الانتخابات التمهيدية الثلاثاء.
ونشرت الصحف الأميركية إحصاءات حول نتائج تصويت اليهود الأميركيين في الانتخابات التي أجريت في ولاية نيويورك، تبيّن من خلالها أن كلينتون Clinton حصلت على أصوات 65% من اليهود فيما نال خصمها العنيد باراك أوباما Barack Obama 33% من أصواتهم.
كما أشارت الصحف إلى أن كلينتون Clinton حصلت على 63% من أصوات اليهود في ولاية نيوجيرسي متفوقة على أوباما Obama الذي حصل على 37 %.
أما في ولاية كاليفورنيا فجاءت الأرقام مختلفة قليلاً حيث حصلت سيدة أميركا الأولى سابقاً على 48 % من أصوات اليهود في مقابل 44% من الأصوات لمنافسها السيناتور الأسود.
وعلى رغم من خسارته للانتخابات في ولاية ماساتشوستس فأن أوباما حصل على أصوات 52 %من يهود الولاية مقارنة بـ 48 %لكلينتون Clinton التي فازت في الانتخابات التمهيدية فيها. أما في كونيتيكت فحصل أوباما Obama الفائز فيها على أصوات 61 %من اليهود في مقابل 38 % لكلينتون Clinton.
وكانت نسب مشاركة الناخبين اليهود الديموقراطيين في الانتخابات التمهيدية متفاوتة إذ سجلت في نيويورك 16 %وفي كونيتيكت 10 %وفي نيوجيرسي 9 %وفي ماساتشوستس 6 % وفي كاليفورنيا 5 %.
وبعيدا عن النتائج فقد أظهر الاستطلاع السنوي لليهود الأميركيين أن 70% من اليهود الديمقراطيين يدعمون كلينتون Clinton مقابل 54 لاوباما Obama
وبالرغم من هذه النتائج الا ان انتخابات الثلاثاء العظيم كشفت عن تشكك في نظرة اليهود الديمقراطيين لكل من كلينتون Clinton واوباما Obama ، بحسب صحيفة نيويورك تايمز. ويقول رابي هيرستش Rabbi Hirsch بأحد الجماعات اليهودية بولاية منهاتن "هناك كم من الضغط على اليهود للاختيار بين المرشحين، لان كلاهما لديه قبول كبير لدى المجتمع اليهودي". ويقول سيد دافيدوف Sid Davidoff أحد أعضاء اللوبي اليهودي الذي شارك في حكومة نيويورك منذ الستينيات، "اعتقد انه سيكون هناك انقسام بين الناخبين الاكبر سنا في المجتمع اليهودي الذين يفضلون كلينتون Clinton وبين الناخبين الشباب واليهود الاكثر تحررا الذين يرون أن اوباما Obama عاملا للتغيير". ومن وجهة النظر اليهودية، فان لدى كلينتون Clinton واوباما Obama مصداقيات متساوية في القوة. فلكل منهما صلات قائمة منذ زمن مع المجتمع اليهودي، كما أن كلاهما أقام التزام قوي ناحية أمن اسرائيل وتحقيق نهاية عادلة ونهائية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي. فوزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين اولبريت تقف الى جانب كلينتون Clinton ، بينما يعمل دينس روس كأحد مستشاري اوباما Obama المتخصصين في شؤون الشرق الاوسط والذي ترأس فريق مفاوضات الشرق الاوسط في إدارة بوش الاب وبيل كلينتون. ويشترك كل من كلينتون Clinton واوباما Obama مع اليهود الاميركيين في اعتناق نفس مبادئ العدالة الاجتماعية. واذا فازاي منهما بترشيح حزبه فمن المؤكد أن يستعيد ذلك المرشح تأييد الناخبين اليهود له. وبحسب جوليزالم بوست الإسرائيلية فإن الحقيقة هي أن كل من كلينتون واوباما Obama مؤهل بشكل كبير لان يصبح رئيسا. فامام الديمقراطيين خياران جذابان ومقبولان. فاذا اختار الناخب اليهودي اوباما Obama او كلينتون Clinton ، فعليه الا يبني قراره على الدعاية السلبية التي تقوم على الهجوم والتدمير. وتقول نيويورك تايمز إنه على الرغم من انه من المتوقع أن تفوز كلينتون Clinton بدعم ناخبين اكثر بما فيهم اليهود في الولايات التي تمثلها، الا ان تحول طفيف في دعم اليهود لها يعد أمرا مثيرا. فعلى سبيل المثال فقد تحول سيمكا فيلدر اليهودي الارثوسوكسي من دعم كلينتون Clinton إلى دعم اوباما Obama. وبحسب ملحق Jewish world لصحيفة يدعوت احرونوت الاسرائيلية، ان تفوق اوباما الدراماتيكي في الانتخابات التمهيدية يبدو انه ليس له تاثير على تصويت اليهود. فالشائعات التي روجت عن اوباما Obama والتي قالت انه مسلم، والاسئلة التي اثيرت عن موقفه من اسرائيل يبدو انها قد اثرت على دعم اليهود له. وقد حاول اوباما Obama الرد على هذه الشائعات وذلك خلال محادثة تليفونية مع عدد من اليهود والاسرائيليين وأيضا عن طريق نشر اعلانات في الصحف اليهودية لتشجيع اليهود على التصويت لصالحه. وقال اوباما Obama في مؤتمر صحفي مع صحفيين يهود واسرائيليين:" لم امارس الاسلام قط. لقد تربيت مع ام علمانية وانا انتمي إلي الديانة المسيحية، فأنا مسيحي نشط". وأضاف:" إن التزامي القوي والعميق وصلتي بالمجتمع اليهودي لا يجب ان تكون محط التساؤلات". وعندما سؤل اوباما عما اذا كان رفضه لمدح الكنيسة للويس فرخان Louis Farrakhan قائد جماعة "أمة الاسلام " The Islamic umma الأميركي كافيا بدلا من تقيد استقالته من هذه الكنيسة، كرر اوباما إدانته لاراء فرخان التي اعتبرها معادية للسامية. وأضاف :"ان كنيستي لم تطلق عبارات معادية للسامية، ولم اسمع أي راهب يطلق مثل هذه العبارات. واذا سمعت ذلك، لكنت تركت الكنيسة".
ومن جانبهم فقد نشر قادة 9 جماعات يهودية خطابا مفتوحا يدين ما اسموه ب"رسائل الكراهية" التي قالوا انهم ينشرون الاكاذيب عن معتقدات اوباما Obama ونواياه. وبحسب نيويورك تايمز، قال هؤلاء القادة "ان رسائل الكراهية التي نشرت على البريد الاكتروني تستخدم الاكاذيب وتسعى لتشويه سمعة اوباما Obama كشخص وكذلك تشوية معتقداته الدينية." واضافوا ان هذه الرسائل تحاول زرع القطيعة بين مجتمعنا والمرشح الرئاسي معتمدين في ذلك على الهجوم الكاذب وتلميحات تعتمد على الدين". واوضحوا :"ان مثل هذه المحاولة لتضليل الناخبين لا يجب ان تكون جزء من عملنا السياسي ويجب ان ترفض من قبل كل الذين يؤمنون بديمقراطيتنا". وتقول صحيفة جورزالم بوست عن القلقون من اسم اوباما Obama الاوسط "حسين" Hussien، عليهم ان يتذكروا ان ملك الاردن الراحل الملك حسين king Hussien كان يعتبر من اكثر قادة الشرق الاوسط احتراما واعتدالا وتنويرا حتى قبل ان يوقع معاهدة السلام مع اسرائيل في اكتوبر 1994.
كما تعرضت كلينتون Clinton لإنتقادات شرسة من قبل بعض القادة اليهود الذين ذكروا بأنها عندما ذهبت الى رام الله بالضفة الغربية في عام 1999 لحضور أحدى المناسبات لم ترد علي اتهامات سها عرفات Suha Arafat قرينة الرئيس الفلسطيني الراجل ياسر عرفات Yasir Arafat لإسرائيل بتسميم النساء والاطفال الفلسطينيين بالغازات السامة، وقد استمعت كلينتون الى ذلك وقد بدى عليها الضيق الا انها قبلت سها وتركتها بهدوء.
والحمهوريون أيضا
وفي المعسكر الجهوري يحظي جون ماكين John McCain بقبول أغلب اليهود الجمهورييين وخاصة بعد انسحاب رودي جولياني Rudy Giuliani فماكين McCain يحظي منذ سنوات عديدة بدعم بأصوات اليهود الجمهوريين ودعمهم ، غير أن اليهود الديمقراطيين يحشدون قواهم لوقفه. ورغم أن ماكين McCain أيد الحرب علي العراق وهو ما أثار قلق بعض اليهود الجمهوريون الذين يعارضون تلك الحرب إلا أنهم يؤيدونه بسبب تشدده من إيران وعتبرونه الرجل الذي سيقف أمام إيران. في المقابل يسود القلق في أوساط يهود الجمهوريين من المرشح مايك هوكابي Mike Huckabee وهو قس إنجليكاني سابق حيث يدعو إلي "أميركا المسيحية" وهو ما أثار انتقادات في أوساط الدوائر اليهودية.
ورغم أن اليهود لا يشكلون سوى 2.4% من مجموع الناخبين الأميركيين، وهو ما يجعلهم كتلة انتخابية صغيرة نسبياً قياساً بالكتل الأخـرى مثل الناخـبين من أصـل إسباني أو أيرلندي أو الناخبين السود، فإن ثمة عوامل تجعل قوتهم الانتخابية وتأثيراتهم تفوق بكثير عددهم الفعلي عرض لها دكتور عبد الوهاب المسيري في موسوعته اليهود واليهودية والصهيونية:
1 ـ فاليهود من أكثر الأقليات تركيزاً في المدن، فهم يوجدون بأعداد كبيرة في بعض المدن، مثل نيويورك وشيكاغو وميامي (فلوريدا)، وهو ما يجعل لهم ثقلاً غير عادي. وعلى سبيل المثال، يشكل اليهود 19% من كل سـكان مانهاتن وبروكلين (وهمـا أهم قسمين إداريين في مدينة نيويورك). وهم يشكلون 16% من كل سكان نيويورك و3% من كل سكانها البيض. وبالتالي، فإن أي مرشح يتوجه للصوت الأبيض (مقابل الصوت الأسود والإسباني) عليه أن يضع الصوت اليهودي في الاعتبار. 2 ـ يتركز اليهود في بعض الولايات التي تلعب دوراً حاسماً في انتخابات الرئاسة، وهذا ما يجعل أهميتهم كجماعة ضغط تتزايد فهم يشكلون 10.6% من جملة الناخبين في ولاية نيويورك و5.9% في نيوجيرسي و4.8% في واشنطن (العاصمة) و4.7% في ولاية فلوريدا ونسبة كبيرة في ولاية كاليفورنيا. كما يوجدون بأعداد كبيرة في ولاية بنسلفانيا وإلينوي. 3 ـ يُلاحَظ أن أعضاء الجماعة اليهودية يتمتعون بأعلى مستوى تعليمي في الولايات المتحدة، وهو ما يؤثر على سلوكهم الانتخابي إذ أنهم يدلون بأصواتهم بنسبة تفوق بمراحل النسبة القومية. وتبلغ هذه النسبة بين اليهود 92% (وهي أعلى نسبة على الإطلاق بين أي أقلية في المجتمع الأميركي) مقابل 54% وهي النسبة بين الأميركيين على وجه العموم، وهذا يعني تزايد قوتهم الانتخابية. وعلى سبيل المثال، ذكرنا أن 10.6% من جملة الناخبين البيض الذين لهم حق الانتخاب في ولاية نيويورك من اليهود. ولكن، نظراً لحرص الناخبين اليهود على الإدلاء بأصواتهم، نجد أن نسبتهم الفعلية، وهي النسبة التي يضعها المرشحون في اعتبارهم، تصل إلى ما بين 16% و20%. 4 ـ وتضاعف هذه النسبة فيما يتعلق بانتخابات مؤتمرات الولايات التي يتم عن طريقها اختيار المرشحين لرئاسة الجمهورية. ففي انتخابات مؤتمر الحزب الديمقراطي في نيويورك (انتخابات عام 1984)، بلغت نسبة عدد اليهود نحو 30%. وكان 41% من الأصوات التي أعطيت لمونديل من أصوات اليهود. أما في انتخابات عمدة نيويورك، فإن أصوات اليهود كانت تشكل 50% من الأصوات التي حصل عليها.
(ومع هذا لوحظ مؤخراً انصراف الشباب اليهودي في الولايات المتحدة عن الإدلاء بأصواتهم. وقد بينت إحدى الإحصائيات أن عدد الممتنعين عن الاشتراك في الانتخابات قد وصل إلى ما يزيد على مليون عام 1991 وهو ما يضعف قوة الصوت اليهودي، وخصوصاً مع زيادة عدد أعضاء الأقليات الأخرى وتزايد إقبالهم على الانتخابات).
5 ـ وإلى جانب كل هذا، يُلاحَظ أن أعضاء الجماعة اليهودية نشطاء سياسياً ويشتركون في معظم الحركات السياسية، وخصوصاً الليبرالية واليسارية، ويؤثِّرون فيها بشكل يفوق عددهم.
6 ـ تضم الجماعة اليهودية عدداً كبيراً من كبار المثقفين والفنانين ورجال السـياسة، الأمـر الذي يزيد من ثـقل وأهمية الصوت اليهودي.
7 ـ تُعدُّ الجماعة اليهودية من أكثر الأقليات ثراء في العالم إن لم تكن أكثرها ثراء بالفعل. ونظراَ لنشاطهم السياسي، فهم يتبرعون للحملات الانتخابية بمبالغ كبيرة يحسب المرشحون حسابها. وربما كانت الجماعة اليهودية، كجماعة ضغط، تنفرد بهذه الخاصية إذ أن أعضاء جماعات الضغط الأخرى قد يفوقون اليهود عدداً ولكنهم لا يقتربون بأية حال من إمكاناتهم المالية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العيب فينا وليس فيهم
منير محمد صلاح الدين -

نحن نزرع الشوك ودائما نريد القاء المسئولية على الآخر فنقل مثلا خطاء ان المرشح الرئاس الأمريكي يعمل حساب كبير لليهود الأمريكيين وأسرائيل وهي مقولة خطاء روجت لها ايضا جماعات الضغط اليهودية لآضافة هالة غير حقيقية علي قدرتها في تأثير الشخصية اليهودية وأسرائيل الممثلة فى (أيباك وآخريين) على صانع القرار الأمريكي ونحن الشرقيين سلمنا أمرنا للمقولات الفارغة ولم نحرك شيء ولم ندرس طبيعة النظام الأمريكي الذي يسعي الي الجميع للدفاع عن مصالحهم بل أخذنا نتفرج بدون ادني تحرك للتأثير أو حتي محاولة التأثير على صانع القرار الأمريكي لصالحنا فى القضايا المطروحة الدولية وعجبي