دول تجنب رعاياها القدوم إلى لبنان وجولة جديدة للقاء الرباعي اليوم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت,دمشق : أسفر اللقاء الرباعي في ساحة النجمة أمس عن إتفاق على عقد جولة جديدة من المباحثات اليوم وعلى مسافة أربع وعشرين ساعة من الجلسة النيابية المقررة لإنتخاب رئيس جديد للبنان. وقد إستغرقت الجولة الأولى من الإجتماع الثالث بين الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والرئيس أمين الجميل والنائب سعد الحريري والعماد ميشال عون اربع ساعات. في وقت ظهرت مخاوف جدية من تحول دعوات الدول لرعاياها بتجنب القدوم الى لبنان الى "كرة ثلج"، اذ انضمت البحرين امس الى السعودية والكويت في نصح مواطنيها بعدم السفر الى لبنان.
وفي المعلومات التي رشحت لصحيفة "النهار" عن لقاء ساحة النجمة في ساعة متقدمة ليلاً ان اي اختراق فعلي لم يحصل في هذا اللقاء. وكانت وكالة "رويترز" ذكرت عن مصادر في الجامعة أن موسى عاد الى بيروت بالرغم من أن تقرير موفده السفير هشام يوسف حول نتائج زيارته للبنان "لا يبعث على التفاؤل". وكشفت صحيفة "المدينة" السعودية أن يوسف أبدى في تقريره "استياء واضحاً من موقف المعارضة بسبب المناورات السياسية التي تقوم بها في وجه مهمة موسى، وفي وجه مستقبل لبنان ذاته".
لكن مصدراً مشاركاً في اللقاء كشف لـ"النهار" انها المرة الاولى التي بدا فيها النقاش بنّاء اكثر منه في السابق، من غير ان يعني ذلك ان اختراقاً قد حصل. وقال ان موسى جاء بورقة متطورة ضمنها خلاصات لمواقف الطرفين، واستند فيها الى الورقة التي قدمتها المعارضة الى مدير مكتبه السفير هشام يوسف قبل ايام والتي ضمنتها افكارها واقتراحاتها، مستندة بدورها الى البيان الثاني للوزراء العرب الذي تناول كل النقاط المطروحة في الازمة تفصيلاً. واضاف ان مناقشة هذه الصيغة الجديدة التي وضعها موسى استهكلت اربع ساعات متواصلة، لكن اي تغيير في مواقف الفريقين لم يطرأ، فلا المعارضة تراجعت عن ورقتها الجديدة ولا الغالبية قبلت بها. واوضح ان نقاشاً دار حول الاقتراح المتعلق بوزراء رئيس الجمهورية وان المعارضة اتهمت الغالبية بسوء تفسير هذا الاقتراح الذي يقوم على تقديم ضمانات لعدم استفراد اي طرف بالمادة 65 من الدستور بحيث يتم التوافق على القضايا الاساسية وليس امتناع وزراء رئيس الجمهورية عن التصويت كما فسرته الغالبية.
وأوضح مصدر في المعارضة لـوكالة "الصحافة الفرنسية" ان "العقدة تتمحور حول اقتراح تقدمت به المعارضة وتم تفسيره خطأ من جانب الموالاة". وقال المصدر ان "هذا التفسير خطأ وان ما اقترحته المعارضة هو ان يسعى رئيس الجمهورية في مرحلة اولى الى التوفيق بين الطرفين في حال طرح ملف اساسي مثل سلاح المقاومة او التوطين، من دون اللجوء الى التصويت. اما اذا تعذر هذا التوافق، فيعمد حينها وزراء الرئيس الى المشاركة في التصويت". وكان مصدر قريب من النائب الحريري أوضح لوكالة "الصحافة الفرنسية" ان هذا الاخير "متمسك بأي حل لتسوية الازمة اللبنانية على قاعدة ما ورد في المبادرة العربية، اي عدم استئثار الاكثرية بالحقائب الوزارية او بالقضايا الاساسية التي تحتاج الى اصوات الثلثين في جلسات مجلس الوزراء وعدم حصول الاقلية على الثلث المعطل، اي 11 حقيبة وزارية" من اصل ثلاثين حقيبة. واضاف ان الحريري "منفتح على اي امكانية تطرح" لحل الازمة.
واكد مصدر مشارك في اللقاء لـ"النهار" ان اي شيء جوهري لم يتم ولا يمكن الحديث عن تقدم، وان الامور مرهونة بما سيجري في اللقاء المقرر اليوم. وقالت مصادر اطلعت على سير المناقشات لصحيفة "اللواء" ان الجو في مجمله مقبول وحصل تقدم في الصياغات، لكن النقاش يدور حول سلة متكاملة، فأي بند من البنود اذا لم يتم التوصل الى نتيجة حوله فمن الممكن ان يؤثر على باقي البنودmiddot; وكشفت هذه المصادر انه لم يحصل اي تطرق للبند الاول في المبادرة المتعلقة بانتخاب العماد ميشال سليمان، كونه لا يوجد خلاف حوله، وان البحث تركز حول الضمانات في شأن صيغة المثالثة، وهذا البحث سيستكمل اليوم اضافة الى قانون الانتخاب، مشيرة الى انه تمت صياغة ورقة عمل سيتم درسها بين الاطراف ومن ثم مناقشتها في الاجتماع الرباعي الذي يرجح ان يعقد بعد ظهر اليومmiddot;
وعلمت "النهار" ايضاً ان السفير المصري سابقاً في لبنان حسين ضرار حضر الى بيروت مع الوفد المرافق لموسى في ما بدا اشارة الى دور ما يضطلع به في الاتصالات مع الاطراف. وذكرت "اللواء" ان اجتماعا مغلقا عقد بين موسى والنائب الحريري في مبنى المجلس، بعد مغادرة الوفود الاخرى، استمر حتى الاولى فجراmiddot; وكان سبق الاجتماع الرباعي خلوة بين موسى وعون بحضور مساعديهما على مدى اربعين دقيقة، سبقها جولة لموسى على المسؤولين اللبنانيين شملت على التوالي رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة والنائب الحريري والرئيس الجميل في قريطم ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السرايا الكبيرة، حيث شارك في جزء من اللقاء النائب وليد جنبلاط.
مصادر مواكبة لمهمة موسى اعلنت عبر "الحياة" ان الأخير أجرى تقويماً شاملاً مع بري في ضوء الحصيلة التي توصل إليها السفير يوسف في اجتماعه مع المعارضة. وعلى ذمة المصادر نفسها، فإن موسى سأل بري عن أسباب لجوء ممثلي المعارضة الى وضع شروط جديدة لا سيما ان بعضها لا يمت بصلة الى روحية المبادرة العربية وبنودها. وإذ اعتبر موسى ان بعض هذه الشروط يشكل التفافاً على المبادرة العربية وتطويقاً للجهود التي تقوم بها الجامعة مع الأطراف المحليين للتوصل الى تسوية لإنهاء الأزمة، أكد بري في المقابل، وكما تقول المصادر، أنه لا يرى حلاً للمشكلة إلا باعتماد المثالثة في توزيع الوزراء على الأكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية. كما ان بري الذي أبدى استعداده للتخلي عن مطالبة المعارضة بربط انتخاب الرئيس بالموافقة المسبقة على توزيع الحقائب الوزارية على خلفية الإقرار بتحقيق المناصفة في الحقائب السيادية اشترط توفير ضمانات تتيح لمجلس الوزراء التوافق على كل القرارات السيادية أو ذات الطابع المصيري.
وفي الرياض، عقدت قمة سعودية ـ مصرية ناقش خلالها الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك ملفات المنطقة ومن بينها "الأزمة الحالية في لبنان والجهود العربية المبذولة للإسهام في إيجاد حل لهذه الأزمة". وصرح الناطق باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد بان "الطرفين أبديا تطلعهما الى تنفيذ مبادرة جامعة الدول العربية في ما يتعلق بأزمة الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وأملا في نجاح زيارة موسى الحالية لبيروت". وأكدا ضرورة تحقيق اختراق من خلال توافق لبناني لتسوية الوضع الراهن على الساحة اللبنانية مع اقتراب موعد القمة العربية المقبلة. وطبقاً لمعلومات صحيفة "الحياة" فإن الرياض والقاهرة اتفقتا على القيام بدورهما لتفتيت الأزمات وتنقية الأجواء بين البلدان العربية، خصوصاً ان السعودية ترأس الدورة الحالية للقمة العربية. هذا، ويزور العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين السعودية الاربعاء للتشاور مع نظيره السعودي في القمة العربية المقبلة في دمشق. كما يزورها وزير الخارجية وليد المعلم في اطار جولة على دول الخليج لتسليم الدعوات للمشاركة في القمة، وفق ما اعلن مسؤول في وزارة الخارجية الى وكالة "رويترز".
سوريا تأمل حضور رئيس لبناني للقمة العربية
قال مسؤول رفيع ان سوريا تأمل في إمكان انتخاب رئيس للبنان بحلول موعد القمة العربية التي ستستضيفها دمشق الشهر المقبل .وأضاف المسؤول بوزارة الخارجية السورية"نحن لا نستبق الأحداث.. سوريا ترى أنه يمكن الوصول الى حل للأزمة اللبنانية قبل القمة العربية وأنه يمكن أن يمثل لبنان برئيس توافقي."وسوريا حريصة على أن يكون تمثيل الوفود رفيع المستوى في القمة التي ستعقد يومي 29 و30 مارس اذار وسيتوجه وزير الخارجية وليد المعلم الى دول خليجية ليس من بينها السعودية لتسليم الدعوات.ولكن الانقسامات العربية بشأن لبنان ألقت بظلالها على الاجتماع.وتوقع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الاسبوع الماضي انهيار القمة اذا استمرت الأزمة السياسية المحتدمة منذ 15 شهرا.ووجهت الدعوة لمصر والاردن وليبيا والكويت وللرئيس الفلسطيني محمود عباس لحضور القمة. وقال المسؤول انه "لا يوجد موعد محدد" يخص توجيه الدعوة للسعودية.
وتدهورت العلاقات بين دمشق والرياض عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الذي يحمل أيضا الجنسية السعودية.وتبادلت السعودية وسوريا الانتقادات بسبب عدم بذل ما يكفي من الجهد لدى حلفائهما في لبنان من أجل ارساء الاستقرار هناك.وقال دبلوماسيون في عواصم عربية ان العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله قد لا يحضرون القمة في اظهار للدعم من جانب حلفاء الولايات المتحدة لحكومة السنيورة.وشددت الولايات المتحدة في الشهر الحالي العقوبات الاقتصادية على سوريا بسبب ما وصفته بأنه دور سوريا في زعزعة استقرار لبنان. وتقول دمشق ان تحقيق الاستقرار في لبنان يصب في مصلحتها الوطنية.وقالت سوريا ان القمة ستكون فرصة "لردم الصدع العربي". وستصدر دعوات لدول اسلامية مثل ايران وتركيا للحضور بصفة المراقب.وسيعقد في القاهرة اجتماع على مستوى وزراء الخارجية في الخامس من مارس اذار لوضع جدول الاعمال.