راؤول كاسترو: ضعيف الشخصية لكنه براغماتي

صلاح نيّوف- إيلاف:

أسئلة كثيرة يطرحها المتابعون "للزمن الكاستروي" وخاصة بعد التجربة "الشيوعية الديمقراطية" الناجحة في كوبا وانتقال السلطة من الأخ لأخيه بشكل سلمي. هل ستحدث بعض التغيرات؟ وهل مازال فيدل كاسترو يحكم كوبا من فراشه؟

يقول الصحافي من أصول كوبية "بول موريرا" في حوار مع الصحيفة الفرنسية "نوفيل أوبزيرفاتور" والصادرة صباح اليوم:" فيدل كاسترو وضع شقيقه في هذا الكرسي، ولكن كل شيء تم تحضيره منذ البداية، بل كان الجميع ينتظر ذلك. هناك جانب بسيكولوجي قوي جدا ومركزي عند فيدل كاسترو: إنه مصاب بمرض الشك والارتياب، أناني و فردي النزعة eacute;gocentrique و مهووس monomaniaque. وطالما هو على قيد الحياة فإنه لن يترك السلطة، أما مشكلته فهي مشكلة تتعلق بصحته التي لا تسمح له بالحكم. وعندما وضع شقيقه مكانه في الكرسي كان هدفه الاحتفاظ بها، خاصة أن في كوبا، راؤول كاسترو، كان يثير السخرية و التهكم في الماضي. كان يعتبر شخصية ضعيفة لم يعرف يوما كيف يرفع صوته، فليس لديه أي كاريزما". ويتابع الصحافي الكوبي" إن الحاشية التي من حوله هي التي يمكنها أن تحدث تغييرا، حيث هناك رموز معروفة في السلطة مثل "كارلوس لاج" المعروف بليبراليته، ولكن ستكون في مواجهة مع الحرس القديم و الممثل بالشخصية القديمة و القوية "جوزيه رامون ماشادو" الذي تم تعيينه نائبا أول للرئيس".

وفي رده على سؤال "النوفيل أوبزيرفاتور" حول رأي الشعب الكوبي بهذا التغيير، يقول:" أعتقد أن الكوبيين سعداء، فالمشكلة الكبرى في بلدهم هي الاقتصاد. في كوبا هناك اقتصاد يستخدم "البيزو" واقتصاد يستخدم الدولار وهما متعايشان، ولابد من الانصهار بينهما. حاليا لدينا اقتصاد بسرعتين، بين أولئك الذين لديهم الدولار، وأولئك الذين لا يملكونه. أما الشيء الأكثر إزعاجا، هو أن كوبا وفي ظل هذا الانفصام في شخصيتها، بنيت على إرادة مستقلة عن الولايات المتحدة، واليوم، الدولار هو معبود الشعب الكوبي. فمن غير دولار لا تستطيع أن تفعل شيئا في كوبا". ويتابع الصحافي " في عام 1989 زرت كوبا، كان في الشوارع من يبيع الكاتو من يد إلى يد وبالخفاء وكأنها مخدرات. إن كوبا تجزأت بفعل الحالة العُصابية عند فيدل كاسترو الذي يريد السيطرة على كل شيء. ولكن إنها شخصية لديها سلطة وسحر خاص. إنه غريب،وحيوي، لقد أقام كوبا و بناها على مقياسه الخاص".

أما صحيفة "الليبراسيون" فقد رأت في عددها الصادر صباح الاثنين، أن راؤول كاسترو شخصية ضعيفة لكنه براغماتي ومحاط بالحرس القديم. "فمنذ مرض شقيقه الأكبر، حاول راؤول أن يخلع لباسه العسكري ليضعه مكانه لباسا مدنيا. محاولا استحضار الانفتاح في خطابه. لكنه، وقد كان وزيرا للدفاع، يسيطر على السلطة العسكرية وهي الركن الهام في النظام ويذهب إليها 80% من الاقتصاد الكوبي". وتروي الصحيفة على لسان أحد الكوبيين" إذا أرادنا راؤول أن نأكل بعض اللحم و الخضار، وأن نشرب الحليب، فعليه أن يسمح للمزارعين بملكية جزء بسيط من أرضهم".

اليومية الفرنسية "لو فيغارو" فقد عنونت تغطيتها للحدث الكوبي : " كوبا تحتفظ بالحرس القديم". ثم نقلت مقطعا من خطاب راؤول كاسترو:" سأستمر باستشارة فيدل في مسائل الدفاع والسياسة الخارجية". وتعتبر الصحيفة أن استبدال كاسترو براؤول ليس مفاجأة، بل المفاجأة في تعيين الماركسي الأرثوذكسي "جوزيه رامون" نائبا للرئيس، وهذه إشارة لاستمرار الحرس القديم في إدارة السلطة، وهم أكبر أعداء التغيير و الإصلاح في كوبا. كما تطرقت الصحيفة للوضع الاقتصادي مذكرة بخطاب قديم لراؤول كاسترو يقول فيه :"سنحدث تغيرات بنيوية في الاقتصاد ولكن تغيرات ضمن الاشتراكية وليس خارجها، وذلك من أجل تعزيز اقتصاد مخنوق بالبيروقراطية و الحصار الأمريكي القاسي".

بدورها صحيفة "لو موند"اعتبرت بأن المفاجأة كانت في نائب الرئيس وليس في الرئيس، مع العلم أن الكثير من الكوبيين توقع تعيين "كارلوس لاج" 56 عاما، وهو مهندس الإصلاح الاقتصادي،كنائب للرئيس. وأشارت الصحيفة أيضا إلى الكلمة التي يريد فيدل كاسترو إيصالها للعالم من حيث احتفاظ بالحرس القديم، مثل الإبقاء على رئيس "المجلس الوطني" ريكاردو ألاركون، البالغ من العمر70 عاما، الجنرال "جوليو كاساس ريغوريو" 72 عام، الجنرال "ألبيرتو إبارا" 68 عاما كوزير للداخلية، والجنرال "جوان ألميدا" 80 عاما.