تركيا ستبقى في شمال العراق مدة لمقاتلة الأكراد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
انقرة، وكالات: أعلن وزير الدفاع التركي وجدي غونول الخميس أن القوات المسلحة التركية ستبقى في شمال العراق "الوقت اللازم" لمحاربة المتمردين الأكراد، رافضا تحديد مهلة للإنسحاب. وقال غونول خلال مؤتمر صحافي عقد اثر محادثات مع نظيره الاميركي روبرت غيتس الذي وصل الى انقرة الاربعاء ان "تركيا ستبقى في شمال العراق الوقت اللازم". لكنه اكد ان بلاده "لا تنوي احتلال اي منطقة" في كردستان العراق، ملمحا الى ان الجيش التركي سيعود الى قواعده في تركيا بعد تحقيق اهدافه ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتحصنين في هذه المنطقة الجبلية العراقية.
من جهته قال غيتس انه لم يتلق اي جدول زمني محدد لانسحاب القوات التركية التي تشن منذ 21 شباط/فبراير هجوما بريا على قواعد حزب العمال الكردستاني، موضحا انه سيلتقي مسؤولين اخرين لاحقا اليوم. وسيلتقي غيتس الرئيس عبدالله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ورئيس هيئة الاركان التركية الجنرال يشار بويوكانيت.
وهاجم وزير الخارجية العراقي هاجم بشدة العملية العسكرية التركية وقال إنها عمل غير مقبول وتشكل اعتداء على سيادة العراق. وأضاف زيباري " نحن ندين الإرهابيين وحزب العمال الكردستاني ولكننا ايضا ندين انتهاك سيادة العراق ويجب ان نكون واضحين في هذا الأمر". وأضاف زيباري أنه تلقى تأكيدات من حكومة اقليم كردستان بأنهم على تماما الاستعداد للتعاون مع الجانب التركي لأزالة خطر حزب العمال الكردستاني".
وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية، في بيان صدر الثلاثاء إن "مجلس الوزراء يعبرعن رفضه وادانته للتدخل العسكري التركي، والذي يعتبر انتهاكا للسيادة العراقية"، وطالب بعدم استهداف البنى التحتية والمدنيين. ودعت الحكومة العراقية تركيا الى سحب قواتها من الاراضي العراقية فورا.
القتلى
ميدانيا، اعلن الجيش التركي ان 77 من عناصر حزب العمال الكردستاني قد قتلوا بالاضافة الى خمسة جنود اتراك منذ مساء امس الثلاثاء في اطار العمليات الدائرة حاليا في شمالي العراق. وأضاف بيان للجيش التركي أن اجمالي القتلى في الجانب الكردي وصل الى 230 منذ اندلاع العمليات الأسبوع الماضي بينما بلغ عدد الجنود الأتراك القتلى 24 جنديا. وقال الجيش التركي إن الثلوج الكثيفة تعيق العمليات الحربية التي تجري في وادي نهر الزاب الاعلى احد روافد نهر دجلة، وذلك بعد ان نجحت القوات التركية في طرد مسلحي حزب العمال الكردستاني من معسكرهم في هفتانين الواقعة على مسافة ثلاثة كيلومترات من الحدود.
ونقلت رويترز عن مصادر امنية تركية اخرى قولها إن المئات من عناصر القوات الخاصة التركية تقود الحملة التي تهدف الى تدمير قواعد حزب العمال في عموم الشمال العراقي لمسافة تصل الى جبل قنديل وذلك لتقويض محاولات حزب العمال شن حملة مسلحة جديدة ضد الاراضي التركية في الربيع المقبل. واضافت هذه المصادر ان قوات الجيش التركي قد توغلت الى عمق 30 كيلومترا داخل الاراضي العراقية في مطاردتها لقادة حزب العمال. ويقدر عدد الجنود الاتراك المشاركين في هذه العملية قرابة عشرة آلاف جندي. إلا ان احمد دنيس المتحدث باسم حزب العمال الكردستاني في شمال العراق قال ان القوات التركية خسرت حتى الآن 81 جنديا، مقابل اربعة مسلحين من حزبه.
"عواقب خطيرة"
وقد حذرت بغداد، على لسان موفق الربيعي مستشار الامن الوطني، من "العواقب الخطيرة" لاستمرار المواجهات المسلحة واطالة امدها. كما دعت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو إلى ان يكون التوغل التركي "محدودا"، الا ان واشنطن امتنعت عن ادانة العملية واكتفت بحث انقره على ممارسة ضبط النفس وسحب قواتها في اقرب فرصة ممكنة. يشار إلى ان مسؤولين اميركيين قالوا إن انقرة قدمت تأكيدات ببذل اقصى الجهد لتفادي سقوط ضحايا من المدنيين شمال العراق. وكانت واشنطن قد زودت تركيا بمعلومات ومعطيات استخبارية حول مواقع وقواعد مسلحي حزب العمال الكردستاني، الذين يقدر عددهم بنحو ثلاثة آلاف مقاتل ينتشرون في اقصى شمال العراق.
قواعد تركية
ولم ترد حتى الان انباء عن سقوط ضحايا مدنيين ولكن سكان القرى القريبة من الحدود يقولون ان القصف المدفعي والغارات الجوية يستهدف قراهم. وكانت قيادة اقليم كردستان العراق قد حذرت من ان اي استهداف للمدنيين الاكراد سيقابل "بمقاومة كبيرة" من قوات البشمركة التي وضعت في حالة تأهب. يذكر ان قوات البشمركة كانت قد تحالفت في التسعينيات مع الاتراك ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، لكن العلاقات تغيرت بعد التوتر بين اكراد العراق وانقره الذي ساد في السنوات الاخيرة مع تمتع اكراد شمال العراق بمساحة اوسع من الحكم الذاتي. فقد طالب برلمان الادارة الكردية في شمال العراق يوم الثلاثاء باغلاق القواعد العسكرية التركية الاربع التي اقيمت داخل الاراضي العراقية في تسعينيات القرن الماضي لمحاربة عناصر حزب العمال. وكان نيشيرفان بارزاني، رئيس حكومة الادارة الكردية في شمال العراق، قد اكد يوم الاحد الماضي ان ثمة اتفاق وقع عام 1997 سمح للاتراك باقامة المعسكرات الاربعة.
وقد اصدر البرلمان الكردي قرارا يوم الثلاثاء طالب فيه الادارة الكردية بالسعي لاغلاق القواعد التركية. وجاء في القرار: "نطالب الحكومة التركية بترك القواعد التي اقيمت في كردستان بسبب الظروف الاستثنائية التي كانت سائدة قبل سقوط النظام (العراقي) السابق." كما ادان البرلمان الكردي الحملة العسكرية التركية الحالية، وناشد الولايات المتحدة التدخل لحماية السيادة العراقية وسماء منطقة كردستان. يذكر ان الجيش التركي يحتفظ بقواعد له في مناطق بامرني وجيريلوك وكاني ماسي وسيرسي.
تظاهرة
وفي مدينة دياربكر جنوبي تركيا، خرج الآلاف من السكان في تظاهرة احتجاجية ضد العملية العسكرية التي تنفذها القوات التركية في العراق. كما اشتكى عدد من سكان القرى الواقعة بالقرب من الحدود بين البلدين بأن الغارات الجوية التي تنفذها طائرات القوة الجوية التركية قد استهدفت قراهم. ولكن رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان دافع عن العملية مصرا على انها تستهدف "الارهابيين" وليس المدنيين. واضاف اردوغان ان "لتركيا كل الحق في تصفية اولئك الذين يخططون لتقويض امن استقرار مواطنيها." وشكر اردوغان الولايات المتحدة لتزويدها القوات التركية بالمعلومات الاستخبارية الضرورية.
التعليقات
نعم للبقاء
حاتم -نعم بقاء تركيا وبقواعد ثابتة في شمال العراق هو من مصلحة العراق ايضا .لماذا ؟حتى لاتتفرعن العصابات والاشقياء على رؤؤس الناس وحتى تنتهي في العراق مرحلة الابتزاز الكردي لبقية العراقيين .الحل هو اندماج الاكراد في البلدان التى يعيشون فيها بنفس حقوق الاخرين والا فان الصرعة القومية التى ضربت برووسهم ستودي الى الهلاك كما حصل لكل قومي فاشستى من امثال صدام وهتلر وموسوليني .وبارزاني سائر على نفس الطريق