غزة: على المواطنين أخذ أقصى درجات الحيطة والحظر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
موسى: أنابوليس لم تحقق أي تقدم نحو التسوية نجلاء عبد ربه من غزة: لم تعد الإذاعات المحلية الفلسطينية وأجهزة البث المرئي يواكب التصعيد الإسرائيلي الخطير في قطاع غزة.. ولم تعد ثلاجات الموتى تسع للكم الهائل من الضحايا الذين يسقطون تباعاً جراء القصف المروحي الإسرائيلي المتواصل على مناطق مختلفة من قطاع غزة.
27 قتيل... هو الرقم الحالي، ولا نعلم حتى نهاية اليوم كم سيصل الرقم.. وإلى حين معرفة الأمر فـ "على المواطنين في غزة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر"، هذا ما تقوله الإذاعات الفلسطينية منذ صباح اليوم لإرشاد المدنيين الفلسطينيين. فإذاعة القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي أصبح الدوام فيها بنسة 100%. هم يدركون أن تصعيدا إسرائيلياً سيزداد مع ساعات الليل، خاصة وأن المقاومة الفلسطيني تبدأ تحركها منذ اللحظة الأولى لإسدال الليل على غزة.
إذاعة الأقصى التابعة لحركة حماس هي الأخرى أعلنت حالة النفير العام لدى موظفيها، بيد أن الإذاعتان أصبحا يبثان من أماكن مجهولة في غزة، تخوفاً من إستهداف المروحيات الإسرائيلية لمقرهما. وبحسب الإعلامي خالد صبري الذي تحدث لـ إيلاف، فإن الوضع يزداد سخونةً، وستشهد غزة في الساعات القليلة المقبلة تصعيدا خطيراً قد يطال هذه المرة أحد قيادات حماس أو الجهاد الإسلامي.
ويضيف صبري أن جميع إعلاميي غزة اليوم في حالة دوام كامل، "وكل على أهبة الإستعداد لأية طارئ". أما يعقوب أبو غلوة مصور الأسيوشيتدبرس الأمريكية فيقول لـ إيلاف "لم أذق طعم النوم منذ البارجة، حتى سائق السيارة التابعة للوكالة هو الآخر مثلي، مضيفا "أن تصوير جثث المواطنين الفلسطينيين وهي ممزقة أو متفحمة تماماً أصبح أمراً عادياً".
واستمر الجيش الاسرائيلي بشن غاراته المكثفة على قطاع غزة، ليرتفع عدد القتلى منذ الأمس إلى 28 بينهم خمسة أطفال ورضيع وعشرات الجرحى الذين وصفت جراح عدد كبير منهم بالخطيرة، وفي المقابل لقي إسرائيلي مصرعه أمس في بلدة سديروت الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، بعد سقوط صاروخ فلسطيني محلي، بينما نجا وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي "آفي ديختر" خلال زيارة تفقدية له لبلدة سديروت، من صاروخ فلسطيني سقط بالقرب منه، حيث أصيب مرافقه الشخصي.
ولم يعد خافيا بحسب عبد ربه شناعة مصور رويتر في غزة، أن الحرب الدائرة الآن هي "حرب الصواريخ"، موضحاً أن إسرائيل "تستدرج المقاومة الفلسطينية في غزة للرد على جرائم القتل اليومية، لتقوم بقصف البلدات الإسرائيلي القريبة من الحدود مع غزة، وتنفذ بعد ذلك المخطط الذي رسمته للمنطقة مستقبلاً". وقال الصحفي عبد الهادي محمد أن إسرائيل تنوي إحتلال غزة، ومن ثم "تبدأ بالتفاوض حول إدخال قوات دولية في غزة، وهو ما رفضته حركة حماس. وأعتبرته إحتلال جديد لا بد من مقاومته.
من جانبه، حذر أمين سر كتلة "حماس" في المجلس التشريعي الفلسطيني "مشير المصري"، من أنّ أي مساس برئيس الحكومة المقالة في غزة "إسماعيل هنية"، سيكون نقلة نوعية في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وقال "أي اقتراب من رئيس الوزراء إسماعيل هنية هو لعب بالنار، وهو تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وسيفتح العدو الإسرائيلي على نفسه أبواب جهنم إن هو ألحق أي أذى برئيس الوزراء إسماعيل هنية، لأنّ طبيعة الصراع وقتها ستختلف تماماً وتخلق حربا جديدة غير مسبوقة"، على حد تأكيده.
من ناحيته، أعرب مجلس الوزراء عن إدانته واستنكاره الشديدين للجرائم الإسرائيلية البشعة والمتواصلة ضد المواطنين العزل في غزةوأكّد الدكتور سعدي الكرنز أمين عام مجلس الوزراء أنّ هذه الجرائم الوحشية المتمثلة بالقصف العشوائي ضد المدنيين دون تمييز ما بين شاب ومسن وطفل أو حتى رضيع، تشكل استخفافاً بالإنسان واستهتاراً بالدم الفلسطيني وبأدنى معايير احترام الإنسان وحقوقه وعلى رأسها حقه الأساسي في الحياة وحق المدنيين عامة والأطفال خاصة في الحماية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت توعد حركة حماس بحرب (لا تستثني أحدا فيها)، ردا على مقتل إسرائيلي في قصف على سديروت أمس. وقال أولمرت "في الحرب التي نشنها لا أحد في حماس سيكون محصنا لا في المستويات الدنيا ولا في أعلى المستويات القيادية"، مستبعداً خيار العملية العسكرية البرية الواسعة.
وإن كان الهدوء لا مكان له في غزة، فيبدو أن كافة المدن التي تصلها الصورايخ الفلسطينية، ستعيش جنبا إلى جنب مع الحالة في غزة، وهو ما راهنت عليه المقاومة الفلسطينية، خاصة وأن لديها، بحسب أحد القيادات العسكرية في سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي، لديها أسلحة لم تكشف عنها بعد، "وستُصاب إسرائيل بالصدمة في حال إستخدامها".
لننتظر ما ستؤول إليه الأحداث في غزة، وإن نجونا من قصف إسرائيلي عشوائي لمنازلنا، ستتضح الرؤية، وحينها لكل حادث حديث، وعلينا الإحتياط مما هو قادم، بحسب إذاعاتنا المحلية، وأخذ أقصى درجات الحيطة والحظر.