إسرائيل ستستخدم كل الوسائل لوقف صواريخ غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس، غزة، وكالات: حذر نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي اليوم الجمعة من أن إسرائيل ستستخدم كل الوسائل الضرورية من أجل وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على اراضيها. وقال فيلناي في حديث الى اذاعة الجيش الاسرائيلي "لن نتراجع امام اي عمل" لاجبار حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على وقف اطلاق الصواريخ. واضاف ان "قادة حماس يعرفون ذلك، لكنهم غير مسؤولين"، معتبرا ان اسرائيل "لن تملك خيارا" الا القيام بعملية كبيرة من اجل وقف اطلاق الصواريخ. وتابع المسؤول الاسرائيلي ان "مثل هذا الهجوم سيكون مكلفا وصعبا"، محملا حماس التي تسيطر على قطاع غزة مسؤولية التصعيد الحالي في اعمال العنف.
وكان وزير الدفاع ايهود ابارك هدد الخميس بالقيام بهجوم بري واسع في مواجهة ارتفاع وتيرة اطلاق الصواريخ. وقال باراك خلال مشاورات مع مسؤولين عسكريين "يجب الاستعداد لتصعيد على الجبهة الجنوبية. ان عملية برية واسعة النطاق اصبحت واردة". وافاد بيان صادر عن مكتبه ان وزير الدفاع قام بالتحضيرات اللازمة على الصعيد الدبلوماسي من اجل عملية عسكرية اسرائيلية محتملة.
واطلق حوالى ستين صاروخا منذ الاربعاء على جنوب اسرائيل ما تسبب بمقتل شخص في قطاع سديروت. كما سقطت صواريخ عدة في مدينة عسقلان على ساحل المتوسط. ونفذ الجيش الاسرائيلي في المقابل سلسلة غارات وضربات عسكرية دامية في قطاع غزة تسببت بمقتل ثلاثين فلسطينيا منذ الاربعاء بينهم ستة اطفال.
حماس تنظم تظاهرات تنديدا
الى ذلك اعلنت حركة حماس انها ستنظم تظاهرات في كافة مناطق قطاع غزة بعد ظهر اليوم الجمعة للتنديد بالغارات الجوية الاسرائيلية. وفي بيان قالت حماس انها "تدعو لمسيرات جماهيرية عارمة بعد صلاة ظهر الجمعة مباشرة تنديدا بجرائم الاحتلال الاسرائيلي على شعبنا الفلسطيني وعلى قطاع غزة". من جهة ثانية تجمع الاف الفلسطينيين في محيط مستشفيي الشفاء في غزة و"كمال عدوان" في شمال القطاع للمشاركة في تشييع عدد من الفلسطينيين بينهم اربعة اطفال في جباليا والذين قتلوا في غارات جوية اسرائيلية مساء الخميس.
وفي بيان قالت الحكومة المقالة التي تقودها حركة حماس الخميس "نطالب الحكام العرب بالتوقف الفوري عن المشاركة في جريمة ذبح الفلسطينين من خلال صمتهم تجاه جرائم الاحتلال واعطائهم الشرعية لزمرة المقاطعة (مقر السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية)". وطالب البيان القادة العرب ب"التحرك الفوري لوقف العدوان الغاشم على شعبنا..ان شعب الاقصى والقدس يستغيث بكم وانكم مسؤولون ولن يرحمكم التاريخ عن اي تقصير او تاخير عن نصرة هذا الشعب". واضافت حكومة اسماعيل هنية المقالة "رسالتنا الى الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) ..عليك الانحياز الى الشعب الفلسطيني في هذه المعركة المفتوحة المفروضة علينا".
وطالبت المجتمع الدولي "بموقف حازم وفوري من جريمة الابادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني". وقد قتل ثلاثون فلسطينيا بينهم ستة اطفال منذ الاربعاء في سلسلة غارات جوية اسرائيلية على قطاع غزة، فيما توعدت اسرائيل بجعل حركة حماس "تدفع ثمنا باهظا" لاطلاق الصواريخ على اراضيها. الى ذلك حذر نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلناي اليوم الجمعة من ان اسرائيل مستعدة لاستخدام كل الوسائل الضرورية من اجل وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على اراضيها.
وواصلت اسرائيل هجماتها على قطاع غزة حيث قتلت حوالي 32 فلسطينيا منذ صباح الاربعاء. وقتل اربعة اطفال فلسطينيين جراء قصف اسرائيلي بالصواريخ. وكان الاطفال يلعبون في حقل شمال قطاع غزة عندما اصابهم صاروخ اسرائيلي. وافادت تقارير طبية فلسطينية ان الاطفال، وهم تحت سن الثانية عشرة، قتلوا بينما كانوا يلعبون في مخيم جباليا. وقال الجيش الاسرائيلي انه استهدف مسلحين متورطين في اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وقبل ذلك قتل سبعة فلسطينيين على الاقل ينتمون الى الوية الناصر صلاح الدين وكتائب عز الدين القسام في غارات اسرائيلية على القطاع.
ويقول مراسل لبي بي سي في غزة ان السكان هناك يتجنبون التجول بسياراتهم في الشوارع خشية استهدافهم من قبل الطائرات والمروحيات الاسرائيلية. وقد استمرت الغارات الجوية الاسرائيلية على غزة بعد حلول الظلام بوقت طويل. وكان رجل اسرائيلي قد قتل الاربعاء الماضي جراء صاروخ اطلقه مسلحون تابعون لحركة حماس بالقرب من بلدة سديروت. ورغم الضغوط الاسرائيلية على حركة حماس تواصلت الصواريخ التي يطلقها مسلحو الحركة على اسرائيل طوال اليوم مما اسفر عن اصابة اسرائيليين اصابات طفيفة. وقد هدد ئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت بان من وصفهم بـ"بالارهابيين" في القطاع سيدفعون ثمنا غاليا لهذه الهجمات.
ونقلت الاسوشيتد برس عن باراك قوله " نحن في حاجة للاعداد لتصعيد. العملية البرية الكبيرة حيقيقية وملموسة. لن نجفل ولسنا خائفين منها". وجاءت تصريحات أولمرت في الوقت الذي حشدت فيه إسرائيل آلافا من جنودها على حدودها مع قطاع غزة وذلك تحسبا من انفجار الوضع في ظل الحصار الذي تفرضه الدولة العبرية على القطاع الذي تسيطر عليه حماس. وتقول اسرائيل إنها تشن غارات على قطاع غزة في محاولة لمنع المسلحين من اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على اهداف داخل اسرائيل.
وقد بدأت موجة العنف الاخيرة الاربعاء عندما قتلت غارة اسرئايلية خمس مسلحين من حماس كانوا يستقلون سيارة. وقال مسؤولون اسرائيليون ان بعض هؤلاء تلقوا تدريبات واسلحة من ايران فيما نسبت الصحافة المحلية الى مسؤولين اسرائيلين قولهم ان المسلحين كانوا يخططون لهجوم كبير ضد اسرائيل. وقد ردت حماس باطلاق اكثر من 40 صاورخا على اسرائيل في واحدو من اشد عمليات القذف الصاروخي في شهور. وقد اصاب احد هذه الصواريخ رجل يبلغ من العمر 47 عاما مما ادى الى مصرعه في بلدة سديروت.
زيارة رايس
ويأتي التصعيد الاخير بعد يوم واحد من تقديم مبعوثين كبيرين للامم المتحدة تقريرا الى مجلس الامن قالا فيه إنه لم يحرز اي تقدم في محاولة التوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين واسرائيل منذ الانطلاقة الاخيرة لعملية السلام. ومن المقرر ان تصل وزيرة الخارجية الامريكية الى منطقة الشرق الاوسط في الاسبوع المقبل في زيارة تستمر عدة ايام تجتمع خلالها مع رئيس الحكومة الاسرائيلية والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكان الزعيمان الفلسطيني والاسرائيلي قد تعهدا في مؤتمر انابوليس للسلام الذي عقد في الولايات المتحدة على التوصل الى اتفاق للسلام بينهما قبل نهاية ولاية الرئيس جورج دبليو بوش في يناير/كانون الثاني المقبل.