أوباما يغازل المجتمع اليهودي الأميركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: بعد سلسلة متوالية من النجاحات المتتالية التى حققها المرشح باراك أوباما على منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون الأمر الذى أربك كثيرا من سير حملتها الإنتخابية كما كان مخطط لها. تحظى الإنتخابات التمهيدية القادمة - فى ولاياتى أوهايو وتكساس والمقرر لها الرابع من مارس الجارى - بأهمية كبيرة لدى المرشحين. ولم يقتصر الصراع على الفوز بمندوبى هذه الولايات فقط وإنما أيضا كان هناك صراع على الفوز بدعم المندوبين السوبر Superdelegates. وكان هذا الصراع محل اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة هذا الأسبوع.
أوباما يغازل المجتمع اليهودي
يبدو أن تأثير اللوبي اليهودي والمجتمع اليهودي في الولايات المتحدة على سير ونتائج الانتخابات الرئاسية ما يزال كبيرا وذات فاعلية مؤثرة ، بدورها تدفع المرشحين نحو تبنى سياسات منحازة للغاية لإسرائيل، هذا ما رصدته صحيفة الواشنطن بوست في تقرير صحفي أعده جوناثان ويزمان رصد فيه الهجوم الذي تعرض له المرشح الديمقراطي أوباما من قبل الجانب الجمهوري بشان مدى التزامه بأمن الدولة العبرية ومستقبلها على اعتبار أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة المستقرة في منطقة تعج بالصراعات مثل منطقة الشرق الأوسط. وفى هذا السياق لم يشأ أوباما أن يخسر هذه القوة التصويتية المؤثرة، فأراد أن يطمئن المجتمع اليهودي حيث أكد أنه يعتبر أمن إسرائيل شيئ مقدس. وعلى الرغم من هذا التعهد بأمن إسرائيل إلا أن الكثير من قادة الحزب الديمقراطي أكدوا أن الكثير من أصوات اليهود خصوصا في الحزب الديمقراطي ستذهب إلى المرشح الجمهوري جون مكين ، لأن اليهود الأمريكيين لديهم تشكك في نوايا وسياسات أوباما تجاه امن دولة إسرائيل.
المندوبون السوبر رمانة الميزان فى السباق الرئاسى
اهتم مركز بروكجنز للأبحاث بالدور الذى سيلعبه المندوبون السوبر فى حسم السباق الديمقراطى إلى نيل ترشح الحزب فى الانتخابات الرئاسية القادمة، ونشر المركز تحليلا أعده كلا من توماس مان و نورمان أورنستين أكدا فيه انحصار المنافسة على نيل ترشيح الحزب الديمقراطى بين المرشح الأسود باراك أوباما والمرشحة هيلارى كلينتون ، وان كانت المؤشرات التى عبرت عنها استطلاعات الرأى التى جرت مؤخرا تؤكد زيادة حظوظ المرشح باراك أوباما بعد اقترابه من الرقم السحرى وهو عدد 2025 مندوبا يحتاجهم المرشح الديمقراطى لنيل ترشيح الحزب فى الانتخابات القادمة.
ولكن على الصعيد نفسه وعلى الرغم من هذا الزخم الذى اكتسبه باراك أوباما واقترابه من الفوز، إلا أن كلا من مان أورنستين أكدا على أن العامل الحاسم فى نيل الترشيح سيكون فى أصوات المندوبون السوبر البالغ عددهم 796 صوت. والجدير بالذكر أن هؤلاء المندوبون ليسوا مقيدين بالتصويت للمرشح الديمقراطى الذى اختاره ناخبى الحزب العاديين على طول الولايات المتحدة، ويتكون هذا العدد من أعضاء اللجنة القومية للحزب ، بالإضافة إلى أعضاء الحزب الديمقراطى فى الكونجرس الأمريكى بمجلسيه النواب والشيوخ.
المندوبون السوبر لماذا كل هذا الدور.؟!
وقد أشار التقرير إلى أن هذا الدور الكبير للمندوبين السوبر فى اختيار مرشح الحزب الديمقراطى - ولو على غير رغبة الناخبين الديمقراطيين ، قد أصبح مثار جدل كبير داخل أروقة الحزب ، حيث أبدت دونا برازيلى - احد المندوبون السوبر فى الحزب الديمقراطى - استيائها الشديد من هذا الدور ، وأعلنت أنها سوف تنسحب من الحزب إذا استمر هذا الدور المرجح للمندوبين السوبر فى اختيار المرشح الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية. أيضا طالب عضو مجلس الشيوخ السابق جارى هارت بضرورة تقييد الدور الذى يلعبه هؤلاء فى اختيار مرشح الحزب.
مندوبون سوبر أم جماعات ضغط؟
فى هذا السياق أكد الكاتبان أن هذا الجدل حول دور المندوبون السوبر يعكس الجدل المثار حول الدور الذى تلعبه جماعات الضغط الأميركية اللوبى ، ومدى شرعية هذا الدور الذى تقوم به مثل هذه الجماعات فى اختيار المرشح الرئاسى. ولفت التقرير الانتباه إلى أن هذا الدور كفيل بان يغير مسار الحملة الانتخابية فى اتجاه احد المرشحين دون الآخرين.
أوباما يحصد المزيد
من جانبه اهتم برنامج الذى يبث على شبكة CNN بالانتصارات المتتالية التى حققها باراك أوباما على مدار الأسابيع الماضية ، والتى بدورها مثلت ضربات موجعة لحملة المنافسة الرئيسية له هيلارى كلينتون. وأشار التقرير إلى أن أهم هذه النجاحات بالنسبة له هو أن المرشحة الديمقراطية بدأت تفقد دعم الكثير من المندوبين السوبر والتى كانت تعول عليهم كثيرا فى الفوز بترشيح الحزب الديمقراطى لها فى الانتخابات الرئاسية القادمة. فلفت التقرير - الذى أعدته ساندى كرويلى للبرنامج - الانتباه إلى أن احد المكاسب التى حققها أوباما مؤخرا كان تمكنه من الحصول على دعم عضو الكونجرس جون لويس عن ولاية جورجيا ، الشئ المهم فى هذا الدعم هو أن عضو الكونجرس لويس Lewis هو صديق مقرب من المرشحة هيلارى كلينتون واعتبرت ساندى أن هذا الدعم يعتبر استمرارا للزخم الذى اكتسبه أوباما فى الفترة الماضية خصوصا بعد أن حقق احد عشر انتصارا متتاليا على منافسته هيلارى ، وفى نفس الوقت هو بمثابة ضربة نفسية شديدة الوطأة على الحملة الانتخابية لها.
المندوبون السوبر: صراع محتدم
من ناحية أخرى أشار البرنامج إلى المساعى الدءوبة التى يبذلها كل من باراك أوباما و هيلارى كلينتون من اجل الحصول على أصوات زملائهم الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ الأميركى حيث أشار التقرير إلى أن هيلارى كلينتون استطاعت الحصول على دعم ثلاثة عشر عضوا ديمقراطيا فى المجلس ، فى مقابل عشرة أصوات فقط حصل عليه باراك أوباما ، بينما ما يزال هناك أربعة وعشرين عضوا لم يحددوا موقفهم بعد من دعم أيا من المرشحين.
من يكون الرئيس الأسود الأول؟
على صعيد مختلف تناول مركز Accuracy in media فى تحليل أعده إيمانويل أوباتى الجدل الدائر الآن فى الأوساط السياسية فى الولايات المتحدة حول من يكون الرئيس الأسود الأول فى تاريخ الولايات المتحدة؟ وفى هذا الإطار تناول أوباتى مختلف وجهات النظر التى طرحت فى هذا الشأن، حيث يرى بعض المحللين وعلى رأسهم تونى موريسون أن الرئيس بيل كلينتون - بصورة مجازية رمزية - هو الرئيس الأول الأسود فى التاريخ السياسى للولايات المتحدة ، على اعتبار انه أولى اهتماما كبيرا بقضايا السود فى البلاد. على العكس من ذلك اعتبر لوكاس موريل أن الرئيس الأميركى السابق إبراهام لينكولن هو من يستحق أن تخلد ذكراه ويتم الاحتفاء به باعتباره الرئيس الأسود الأول فى تاريخ الولايات المتحدة، وذلك لأنه أكثر الأميركيين الذين كرسوا المساواة الإنسانية بين المواطنين فى الولايات المتحدة الأمريكية بصرف النظر عن الجنس أو اللون.
تاريخ الأميركان السود أم التاريخ الأميركى؟
تناول التحليل أيضا مشكلة هل تاريخ السود فى الحياة السياسية فى الولايات المتحدة يصح أن يطلق عليه تاريخ الأميركان السود -أم لا ؟ أكد التقرير أن إطلاق مثل هذه التسمية تجعل تاريخ الأميركان السود غريبا عن التاريخ الأميركى ككل، وبالتالي يقلل من الدور الذى لعبه السود فى تشكيل هذا التاريخ، ولذلك فان هذه التسمية لا تعطى السود التقدير الذى يستحقوه لما لعبوه من ادوار فى صياغته وتوجيه حركته. حيث يجب أن يتم الاحتفاء بهم ليس لمجرد أن الذين صاغوا ملاحمه هم السود ، ولكن لأنهم فعلوا شيئا مميزا فى التاريخ الأمريكى لا يمكن فصله عن المسار العام لهذا التاريخ بتسميات من هذا القبيل.
وحول إمكانية أن يتم تخصيص مناسبة دورية للاحتفال بإسهام الأميركان السود فى تاريخ الولايات المتحدة ، وتأثير ذلك على وحدة النسيج القومى فى الولايات المتحدة ، استشهد التحليل بكلام - احد مستشارى الرئيس الأميركى السابق إبراهام لينكولن وأحد النشطاء ضد العبودية فى الولايات المتحدة إبان فترة الحرب الأهلية- الذى أكد على أن الاحتفال بمثل هذه المناسبة يجعل الأمريكان السود يتعلموا كيف يحبوا بلدهم التى يعشون فى كنفها ، ومدى المعاناة التى عاشتها البلد وأجدادهم من اجل أن تنمى وتطور حياتهم. ولكنه رغم ذلك أكد على ضرورة أن يندمج السود فى المجتمع الأميركى الأبيض بصورة كلية، وفى نفس الوقت أكد دوجلاس أن على البيض أن يعلموا جيدا أن مصيرهم مرتبط بالسود. ولكن على الجانب الآخر رفض موريل هذه الفكرة - فى إشارة إلى الاحتفال بإسهام الأميركيين - على اعتبار أنها سوف تغذى فكرة أن الأميركيين السود هم جزء منفصل عن الأمة الأميركية وأنهم لم يتم استيعابهم بصورة كلية فى النسيج الأميركى.